TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حول مهرجان الكويت للمونودراما

حول مهرجان الكويت للمونودراما

نشر في: 22 يونيو, 2015: 09:01 م

اقيم في مدينة الكويت مهرجان للمونودراما بدورته الثانية من 11/4 الى 19/4 قدمت فيه عروض مسرحية للمونودراما اغلبها لمجموعات فنية من الكويت نفسها وبمشاركة ستة عروض من دول عربية واجنبية هي المملكة العربية السعودية والبحرين والعراق وعمان والمغرب وايطاليا، وقدمت جميع العروض في مكان واحد هو (مسرح الدسمة) وتولى ادارة المهرجان صاحب مكتب للانتاج الفني هو (جمال اللهو) وبرعاية من وزارة الاعلام الكويتية.
في كلمة للممثل الكويتي المشهور (جاسم النبهان) في يومية المهرجان قال: "في اي ملتقى فني ومسرح يلتقي الفنانون من جميع الدول والشعوب ليعبروا عما اكتسبوه وما حملوه من هم انساني لنشترك جميعاً في التعبير عنه لاننا اخوة في الانسانية." وقال الممثل المصري المعروف (عزت العلايلي) : "والغريب من هذا النوع المسرحي انه اسهل الفنون التي توصل الافكار للجمهور كما انه من اصعب هذه الفنون في آن واحد، فبطل العرض هو الفاعل الاساسي والوحيد المنوط به ايصال النص للمتلقي فلو نجح هذا الممثل في ذلك يكون قد نجح العرض المونودرامي، اما لو شعر الجمهور بالملل او عزفوا عن استكمال المشاهدة فلن تصل الافكار المكتوبة بالنص". ويقول الكاتب السعودي (ابراهيم الحارثي) : "المونودراما من وجهة نظري من اصعب العروض المسرحية والسبب واضح وهو ان جميع عناصر نجاح العرض تتكئ على الممثل" ويضيف (الحارثي) قائلاً: "اللعبة المسرحية خصوصا في المونودراما لا تحتاج لكمية عالية من الشعوذة الاخراجية.. ولعل اهم شرط من العروض المونورامية هو البساطة، من كان بسيطا سيسهل بقاؤه في الذاكرة". هكذا كانت بعض العروض التي قدمت في ذلك المهرجان بسيطة واضحة تقبلها الجمهور بشغف وحماسة كما كان حال العرض العراقي (غربة) الذي قدمه اعضاء فرقة المسرح الفني الحديث باخراج جديد ابسط واوضح من الاخراج السابق للمسرحية في بغداد، وكذلك كان حال العرض المغربي المتخصص في المونودراما (عبد الحق الزروالي) حيث قدم عرضاً مختلفاً تماما عن عروضه السابقة التي شاهدناها في بغداد خلال المهرجانات العربية، فقد كان (الزروالي) في غاية الوضوح والبساطة مبتعداً قليلاً عن المونودراما ليقدم لنا نموذجاً من عروض السامر او عروض الممثل الواحد one man show تعرض فيه الى مشاكل حياتية للمواطن المغربي والمواطن العربي باسلوب لا يخلو من الفكاهة والتنويع وبمداخلات غنائية دللت على قدرة الممثل في التنويع.
وبعكس العرضين العراقي والمغربي، كان العرض الكويتي (احلام) والذي قدمته الممثلة والتدريسية المقتدرة (احلام حسن) مليئاً بالافكار والاحداث حيث استعرضت من خلاله الادوار السابقة التي قدمتها على المسرح من مسرحيات اكثرها مترجم مثل (ميديا) و(انتيغوانا) و(الليدي ماكبث) وسط زحمة من المفردات الديكورية التي امتلأ بها فضاء المسرح حيث كان من الصعب على الممثلة ان تجد فراغاً مكانيا تؤدي فيه دورها المركب. وبعكس ذلك قدم المخرج والممثل الكويتي (عبد العزيز الحداد) في افتتاح المهرجان مونودراما مبسطة تغلب فيها السرد على الدراما بعنوان (قصة الامس) عن حياة احد الفنانين المصريين الذين تزوج من امرأة اجنبية اختلفت معه ورفضت ان ترافقه الى وطنه.
من الملاحظ ان عروض المونودراما قد تزايدت في البلاد العربية خلال السنوات العشر الاخيرة واقيمت لها العديد من المهرجانات حيث هناك مهرجان في المغرب ومهرجان في تونس وآخر في الفجيرة وهو الاكبر والاهم ، وكان هناك مهرجان في اللاذقية قبل ان تتعرض سوريا للاضطراب الامني. وكان الاخير هو مهرجان الكويت. وكما اعتقد كانت لمثل هذا الانتشار للمونودراما اسباب اهمها سهولة وسرعة انجاز الانتاج وقلة كلفته من جهة، ومن جهة اخرى فان الاوضاع المضطربة في عدد من البلدان العربية اثرت كثيراً في عدم استطاعة المنتجين المسرحيين تقديم عروض مسرحية لكوادر فنية كبيرة العدد وخصوصا عندما يتعلق الامر بالمشاركة في المهرجانات المسرحية. ونلاحظ ان المخرجين في بلدنا يعتمدون النصوص المسرحية ذات الشخوص الدرامية قليلة العدد لكي تسهل معهم المشاركة في المهرجانات المسرحية العربية او الاجنبية وذلك لسهولة الحصول على عدد قليل من الممثلين والفنين من جهة ولقلة تكاليف السفر ، واصبحت المشاركة في المهرجانات هدفاً رئيساً لعدد من المخرجين الذين اخذوا يتسابقون في الحصول على دعوات استضافة في مثل تلك المهرجانات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

«الإطار» يطالب بانسحاب السوداني والمالكي.. وخطة قريبة لـ«دمج الحشد»

تراجع معدلات الانتحار في ذي قار بنسبة 27% خلال عام 2025

عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

بغداد تصغي للكريسمس… الفن مساحة مشتركة للفرح

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram