كما كان متوقعاً لم يُكتب للمدرب المحلي أكرم سلمان الاستمرار مع المنتخب الوطني لكرة القدم وخوض تجربة التصفيات المزدوجة معه لكأس العالم وأمم آسيا بعد أن أثبت الاتحاد ووثق على نفسه حالة من الضعف والانقسام لم تشهدها الأسرة الرياضية سابقاً تمثلت بانقسامه في الرأي والتناحر بين كتلتين مع انهم كانوا السبب في تولي سلمان مسؤولية المنتخب قبل إجباره على التنحي بسبب مباراة ودية خاضها مع اليابان وربما ما رافقها من حملة إعلامية شديدة قلبت له صفحات مريرة من تاريخ لم نكن نتمنى تقليب صفحاته مجدداً.
وفي الوقت الذي يحاول فيه رئيس الاتحاد ومَن يتصدى معه للرأي العام الرياضي تجميل صورهم بهذا الملف عبر الركون الى اسطوانة مشخوطة ،مللنا سماعها، ومسلسلٍ معادٍ أسمه المدرب الأجنبي هو الأنسب لكل زمان ومكان حيث بدا الحديث رسمياً وفق مصادر الاتحاد ان شبه اتفاق جرى مع المدرب الصربي ميلوفان راييفاتش لقيادة المنتخب في الفترة المقبلة للتحضير إلى التصفيات .
ورافق الإعلان عن المدرب الجديد الإدعاء بقبوله التواجد في العاصمة بغداد والبصرة بلا تحفظ وكأن الاتحاد يلخص لنا جميع مشاكله بتواجد المدرب في العاصمة مع علمهم أن الإعلام الرياضي والجماهير العراقية يعلمون كل صغيرة وكبيرة عن اعضاء الاتحاد ومشاكله مع الاندية واللاعبين واللجان الخاصة به بجميع تفاصيلها، واعتقد ان جملة من الإعلانات التجميلية سترافق الأخبار المتعلقة بهذا الموضوع وصولاً الى يوم توقيع العقد ومن بعدها ساعة الإعلان الرسمي التي ستيسر لنا الأمور وتجعل من رجال العقد أبطالا قاهرين تمكنوا بزمن قياسي من تذليل جميع المشاكل والوصول الى الحل الأنجع غير ان واقع الحال والتجربة السابقة يقول إن العدَّ التنازلي سيبدأ لأفول شهر العسل الاتحادي مع المدرب الجديد وتظهر في الأفق بوادر الأزمات المتتالية ومسلسل اجازات المدرب وعقود المساعدين الخيالية وتواجد اللاعبين الذين اُختيروا سلفاً وانتقادات مجموعة من المدربين المحليين لبرنامجه التدريبي كما حصل في ملفات سيدكا وبورا وزيكو وستانج وأولسن وبتروفيتش !
البداية تنطلق من تعظيم المدرب والإدعاء بما ليس فيه يحدوهم بذلك عدد من المطبلين والمزمرين بانجازاته وقدراته وغير ذلك من انواع المديح الزائف وينحرف الحديث بعد اعلان البرنامج التدريبي أو التعرض لضغوطات من المدرب ذاته تحد من سطوة رجال الاتحاد كما حصل مع زيكو وأولسن وينتهي المشوار بإجبار المدرب على فسخ عقده بشروطه المربحة ويكون المنتخب هو الخاسر الوحيد ليصار الى اعتماد المحلي مدرباً للطوارىء في حالة شبه مستدامة والمصيبة اننا نُجبَر بعد كل تجربة على تجرِّع العلقم وقبوله من ذات الاشخاص الذين شذوا عن العالم اجمع وقاطعوا الستراتيجيات والتخطيط والاعتماد على أهل العلم والدراية مع أنهم يدعون العلم والتعامل مع اللجان المتخصصة التي وضعوها بأنفسهم، اللجنة الفنية ولجنة المدربين والمنتخبات لذرِّ الرماد في العيون والمصيبة الأكبر ان هؤلاء ومنهم اسماء كبيرة لها تاريخها ارتضوا لأنفسهم ان يكونوا لعبة بيد الجهلاء والمنتفعين وتنفيذ أجنداتهم باستنساخ عجيب لأجل ذلك كله ارى ان الأمل من استقدام المدرب الاجنبي سيكون سراباً لأن الحل في أمور اخرى فنية وادارية لا تخص المدرب وحده كما في تأمين المباريات الودية التي تصب بمصلحة المنتخب وليس الهامشية وتأمين تجميع اللاعبين والمعسكرات التدريبية من دون نقص عددي لنصف التشكيلة ووضع برنامج خاص لإكمال الدوري لا يتعارض مع تجميع المنتخب وهذه أمور معروفة ومكشوفة تناولها الإعلام والخبراء مرات عدة وصارت محفوظة من الجميع، ومع ذلك نقع بذات الحفرة التي أسقطتنا وما هي إلا أيام وتعود المطالبة بشنيشل ودرجال وحمد وغيرهم وهو رهان خاسر هذه المرة فقد طفح الكيل ولم تعد هذه الاسماء ترضى القبول بلعبة الشطرنج الاتحادية ولا أخفيكم القول في نهاية المطاف فإن الآتي لا يبشّر بخير أو انفراج وليس من باب التشاؤم وفقدان الأمل لكن من قراءة مستفيضة جعلتنا نتوقع مستقبل الاتحاد في كل بطولة مقبلة !
مدربون في قطار الأزمات
[post-views]
نشر في: 22 يونيو, 2015: 09:01 م