حاوره / يوسف المحمداوي تصوير/ مهدي الخالديحوار استغرق مع الانتظار خمس ساعات ، ليشارك الجوع ضجر الانتظار، في معاناتنا ، لكن كرم الضيف في الاعتذار والمعلومات ضيقا مساحة الجزع، بترحاب عال وادب رفيع وسعة صدر، استقبل امين العاصمة الدكتور صابر العيساوي (المدى) في صفحة ضيف الخميس،
 ليحدثها بإسهاب عن قضية الاختلاس التي حدثت في امانة بغداد الشهر الماضي، مؤكداً لها ان قيمة المبلغ المختلس بعد التدقيقات التي اجرتها الامانة بالاشتراك مع لجنة من هيئة النزاهة بلغ 12 ملياراً و 583 مليون دينار عراقي، وان الامانة استطاعت بعد اجراءاتها السريعة وضع اليد على 95% من المبلغ المختلس، ويرى العيساوي، ان التصريحات التي ادلى بها رئيس مجلس محافظة بغداد اسهمت بهروب واختفاء المتهمة مبيناً ان عدد المحتجزين لدى هيئة النزاهة بشأن القضية الان (23) متهماً (7) منهم من افراد عائلة المتهمة ، و(9) منهم من موظفي المصرف العقاري، والبقية من موظفي امانة بغداد، واستغرب العيساوي تصريحات بعض المسؤولين في مجلس محافظة بغداد بشأن اتهامهم لمسؤولين كبار في الامانة بالاشتراك في قضية الاختلاس، وعد تلك التصريحات مضللة وغير مبنية على ادلة وحقائق مشيراً الى ان تلك الجهات غير تحقيقية ، وتحدث الامين بإسهاب عن المشاريع التي تقوم بها الامانة وأوضح الامين آليات توزيع قطع الاراضي الخاصة التي امر بها مجلس الوزراء لوزرائه وموظفيه ، موضحاً بأن كتاب المجلس لم يشمل اعضاء البرلمان في توزيع الاراضي بالرغم من مطالبة البرلمان للامانة بذلك وفيما يلي نص الحوار: قدمت استقالتي مرتين ورفضت *من هو صابر العيساوي؟ -صابر نبات حافظ العيساوي ، ولدت في بغداد 21/1/1968 في مدينة الشعلة ، حيث اكملت الابتدائية والمتوسطة فيها، وأكملت الاعدادية في الكاظمية، بعدها دخلت كلية الزراعة جامعة بغداد، وحصلت على تقدير جيد جداً وكنت الاول على القسم والثالث على الكلية ، بعد البكالوريوس حصلت على الماجستير بتقدير امتياز، ثم حصلت على الدكتوراه في الزراعة، عشت حياتي في بغداد ولم اغادرها، وفي عام 2005 شاركت في انتخابات مجالس المحافظات وفزت كعضو مجلس محافظة ، ورشحت الى مجلس الوزراء من ضمن ثلاثة  وزراء مرشحين لمنصب امين العاصمة، وفي 28/9/2005 قرر مجلس الوزراء شغل هذا المنصب وباشرت العمل في 1/10/2005 ، وبعد انتهاء السنوات الاربع لعمل مجالس المحافظات ، بدأت الدورة الانتخابية الثانية لعام 2008 ، وشاركت فيها وفزت وكنت الاول في عدد الاصوات ، ولغرض تبادل الادوار التنفيذية ، قمت بتقديم استقالتي من الامانة الى دولة رئيس الوزراء لكنها رفضت ، وقدمتها ثانية ورفضت ايضاً تمسكاً بي من قبل رئاسة الوزراء ، لذا انا مستمر في عملي كأمين للعاصمة، ويشرفني ان اكون الخادم الاول لأهالي بغداد، متزوج ولي (9) اطفال ،(5) بنات و(4) اولاد، والى الان اسكن الشعلة القطاع الاول، واصولنا تمتد الى محافظة ميسان قضاء الميمونة ، ناحية السلام. صكوك بأسماء وهمية ومزورة *قضية الاختلاس التي حدثت في الامانة اثارت الكثير من الجدل في الشارع العراقي، وحتى نقطع دابر الحديث عنها ، نريد الحقيقة بأدق تفاصيلها وسننقلها بأمانة وحرص خدمة للمصلحة العامة؟ -نحن نعلم بأنكم دائماً تبحثون عن الحقيقة لذا سأتكلم واطلعكم على وثائق وكتب رسمية ، لتكون شاهدة على كل ما اقوله لكم، في يوم 16 من الشهر الماضي أي بعد احتفالية يوم بغداد قدم لي صباحاً معاون المفتش العام ومدير عام الادارية مطالعة تحريرية ، تقول ان هناك اختلافاً وتحريفاً في ثلاثة مستندات تخص رواتب الدائرة الادارية للشهر العاشر من هذا العام ، ومجموع هذه المبالغ مليار و(190) مليون دينار عراقي، وعلى اثر ذلك شكلنا فريقاً تحقيقياً برئاسة المفتش العام، وشكلنا ايضاً فريقاً تدقيقياً لتدقيق المستندات، سواء في الشهر العاشر ام في الشهور السابقة ومنذ عام 2006 ، وبدأنا عمليتي التحقيق والتدقيق ، وعندما اطلعنا على الصكوك المزورة والمستندات المحرفة، قمنا بمتابعة الدورة المستندية ، من قام بتنظيمها ، وتدقيقها ومن قام بتحرير الصكوك، واللجنة التي قامت بتوقيعها واللجنة التي صرفتها ، والمصرف الذي قام بصرف المبالغ بالرغم من كون الصكوك باسماء وهمية ومزورة؟! وزارة الداخلية منعت سفر المتهمة *ما الاجراء الاولي الذي اتبعتموه؟ -بعد اكتشافنا أن هناك حلقة كاملة من الموظفين لهم ضلوع بالجريمة اتصلت مباشرة بالسيد رئيس مجلس القضاء الاعلى، لأخذ موافقته بشأن تكليف القاضي المنسب لامانة بغداد بأن يصدر اوامر القاء القبض حسب رأي اللجان التحقيقية لجميع من تشير اليه اصابع الاتهام، وبدأت اجراءاتنا في اليوم نفسه، وتم جمع الموظفين الذين لهم علاقة بالموضوع في مكتبي وتم حجزهم بعد تحقيق ابتدائي اجريته بنفسي، وباستثناء موظفين اثنين ، موظف خرج في نفس اليوم لادعائه المرض، وموظفة اخرى تعمل في الحسابات كانت مجازة لوفاة والد زوجها، وتم الاتصال بهما وطالبناهما بالحضور، لكنهما لم يحضرا ، فقمنا بدهم المنطقة ليلاً وتم القاء القبض على الموظف وكذلك دهمنا دار الموظفة  ايضاً لكننا لم نعثر عليها ، وبعد (44) دقيقة من كشف القضية اتصلت بمعالي وزير ا