TOP

جريدة المدى > عام > فـي البيت الثقافي ..حكاية المحرومين فـي الرواية العراقية

فـي البيت الثقافي ..حكاية المحرومين فـي الرواية العراقية

نشر في: 24 يونيو, 2015: 12:01 ص

حكاية المحرومين والمهمشين في السرد العراقي لدى الروائيين خضير الزيدي وعباس لطيف كانت موضوعة لجلسة البيت الثقافي في ساحة الاندلس التابع للحزب الشيوعي العراقي. أدار الندوة الناقد عبد العزيز لازم الذي استضاف الروائيين الزيدي ولطيف للحديث عن روايتيهما( ف

حكاية المحرومين والمهمشين في السرد العراقي لدى الروائيين خضير الزيدي وعباس لطيف كانت موضوعة لجلسة البيت الثقافي في ساحة الاندلس التابع للحزب الشيوعي العراقي. أدار الندوة الناقد عبد العزيز لازم الذي استضاف الروائيين الزيدي ولطيف للحديث عن روايتيهما( فندق كويستيان وشرق الاحزان)وشخصياتهما المعدمة والمسحوقة.
وقد تحدث الاثنان حول تجربتهما–ايضا– ، كما قدم بعض النقاد العديد من الاوراق النقدية منهم علوان السلمان وحميد الربيعي وعلي الفواز ويوسف عبود واخرون .
** الروائي عباس لطيف قال :ـ
الكثير من الروايات فيها هيمنة للشكل ، والشكل قيمة متغيرة وهو سيد الابداع .لم نستطع ان نصل الى نقود تفي بالمنجز، ولم تستطع العقلية النقدية عندنا ان تلم بجميع اشكال ومتطلبات الرواية، و ذات مرة قال الكاتب جمال الغيطاني : كنا في مصر كروائيين نعاني من عقدة نجيب محفوظ وهيمنته على الرواية المصرية والعربية ، فكيف لنا ان نقدم في ظل هذه الهيمنة رواية خاصة بنا تنافس روايات محفوظ وتختلف عنه في الجنس واللون والنوع ، لقد كان تحديا كبيرا .
كنت في في كلية الاداب لا اهتم بالقصة والرواية بل كان لي مشروع نقدي. وقبلها تمنيت ان اكون ناقدا في كلية الفنون الجميلة, لكن المعدل الجامعي دفعني الى كلية الاداب.احب المسرح كثيرا وكتبت 25مسرحية ، لكن احدى الزميلات طلبت مني تصحيح قصتها(ثورة الأمل) فوجدت نفسي اعيد الكتابة واكتب قصة جديدة بأسلوبي ، وهنا صار تحولي الى السرد لكني لم اترك المسرح عالمي الاثير .
وعلى السارد ان يكون صحفيا وناقدا وطبيبا نفسيا وعالما بكل شيء حتى يستطيع ان يكتب رواية..عليه ان يتلصص من ثقب الباب على كل شيء في عالمه .
الرواية لا تؤرخ لكنها تعيد انتاج الواقع سرديا.واللغة المفتاح الاول في السرد. واذا اردت ان ترتقي بالسرد والفكر عليك ان ترتقي باللغة اولا .وليس ان تهيمن اللغة الصحفية على السرد كما يحصل في بعض رواياتنا .
** في حين قال خضير الزيدي :ـ
الفندق يتكرر في رواياتي الاخيرة منها فندق كويستيان لأني اهتم بالبحث عن الامكنة المنزوية او المنسية او المهمشة، ولا يهمني من المكان جغرافيته بل الناس الذين عاشوا فيه وهم مهمشون في الحياة . ففي رواية سابقة رصدت الناس في كراج النهضة، وفي فندق كويستيان رصدت الناس المعدمين داخل ذلك الفندق .
** كما تحدث الناقد علوان السلمان فقال :ـ
رواية(شرق الاحزان)تشكل علامة دالة على تجذر ساردها في بيئته المحلية التي تحتضن الفضاءات والشخوص في بعديها التاريخي والحدثي ,من حيث فنها الحكائي ولغة خطابها الذي تتداخل فيه الفصحى بالعامية عبر مواقع السرد والوصف فكانت ممثلة لنوع من الذاكرة التي عكست الحس التاريخي من تداخل الذاتية والموضوعية حد التماهي باعتماد التضمين والاقتباس والامثال والكولاج والتداعي .
فالكاتب في نصه ينزع الى مشهدية مبنية على حوار درامي الامر الذي يبطئ من سرعة السرد وتدفقه ما يفسح المجال لفكر المتلقي للتأمل والافصاح عن رأيه دون وسيط .مع اعتماد تقنية السؤال والجواب في ثنايا السرد والوصف كون الرواية تحاكي الواقع الانساني وتوثق للمكان وتسجل تاريخه ووجوده باستخدام لغة مشهدية تحاول ان تطل او تعلق او تصف من خلال البناء الجملي القصير, مع سرعة في الايقاع وكثافة المعنى بحيث تنسجم مع طبيعة الشخوص والسرد الممزوج بالحوار, الذي اضفى عليه كينونة وتناوبا في الازمنة فكان مستواه اللغوي مقتربا من الاداء اليومي بالرغم من فصاحته مع تنقلات بين الضمائر( المتكلم– المخاطب– الغائب) تقوم على تقنية الفعل وردود الفعل .
فدلالة السرد تنطلق من رؤية الكاتب المحصورة بين التذكر والتعلق بالماضي وبين تصوير الواقع وتفصيل حوادثه, فتغدو التجربة الحياتية منهلا ثرا يتخذه مسارا للسرد فيغترف منه ما يتوافق واغراضه التدوينية..لذا فهو يستحضر المخيلة الشعبية فيوظفها باعتبارها نتاجا معرفيا يعكس دلالات رمزية وايحائية وصورة الواقع الاجتماعي والبيئي من اجل خلق جمالية يحققها تناغم اجزاء السرد .
وبذلك قدم الروائي نصا بوليفونيا(متعدد الاصوات)والمنظورات السردية المتنقلة بين عوالم متفاوتة(واقعية وغرائبية) فمازج بينها ليمنح النص عمقه الدلالي وبعده البنائي الجمالي بدينامية مضافة.
اما رواية ( فندق كويستيان)الذي يقع نهاية شارع المشجر ببغداد فسكانه من اثنيات وطوائف متباينة لكل منها هويته .
النص يعتمد بنية حكاية مرتبطة بالحالة السوسيو نفسية للاصوات المتحاورة داخل فضاءات النص ,كونها تعتمد(التنوع الاجتماعي للغات والاصوات الفردية تنوعا منظما)على حد تعبير (باختين) لتحقيق اللحظة الادهاشية وتناميها بتنوع الضمائر التي تدخل فضاءات الصراع بابعادها الاجتماعية والنفسية ,كي تحقق وجودها الحالم وتعبر عن ذاتها بالصورة والرمز الذي هو(تعبير عن فكرة مزدوجة المعنى), فضلا عن انه يوظف عنصري الاستدراج والاستقراء فينطلق من الجزء الى الكل من اجل مباغتة المستهلك واختراق المالوف وتجاوزه فضلا عن تأثيثه بتلاحق صوره ومشاهده القابضة على لحظة الانفعال المتغيرة الأمكنة ,باعتماد الجملة السردية البسيطة في وظائفها الحكائية والمتميزة بخاصية الحركة وسمة التوتر, الناتج عن تغلب الجملة الفعلية وانتشارها بين ثنايا السرد وبداياته مما يمكن السارد من الانفتاح على تقنيات السرد البصري السيمي ,الذي انعكس على كيفية حضور المكان داخل السرد الحاضن لمجموعة من الاحداث والانفعالات .
فالنسق الدرامي يهيمن على البنية السردية ما اسهم في تحقيق البناء الفني المتوازن من حيث تطور الاحداث والكشف عن عوالم الشخصية الداخلية(هواجسها - افكارها– طبيعتها). فناصر رشيد بطل الرواية (كردي القومية) خاض حرب الثماني سنوات مع مجموعة تسمى بلغة العسكر(مركز تسليم شهداء الفيلق الثالث) في منطقة الدير على طرف البصرة.. ثم يهرب من فرنها وبراد الجثث المجمدة الى المانيا والحرب في عامها الخامس .
الرواية تعتمد المكان بشقيه(المغلق والمفتوح) كفضاء انساني وثقافي وجمالي مكتنز بابعاد رمزية ودلالية تكشف عن طبيعة الواقع, وهو يحاول التوفيق بين المكان الجغرافي والعضوي الانساني المنسجم والاحداث باعتماد اسلوب الاسترجاع ، اذ عودة الراوي بالشخصية الى الوراء والتذكر والارتجاع(فلاش باك ),فضلا عن اعتماده الحوار بشقيه الخارجي(الموضوعي)المتناظر بمشاركة طرفين او اكثر, والذي يكشف عن دواخل الذات الانسانية وبيئتها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

مقالات ذات صلة

فيلم
عام

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

ترجمة: عدوية الهلالييعرض حاليا في دور السينما الفرنسية فيلم "الجدار الرابع" للمخرج ديفيد أولهوفن والمقتبس من الكتاب الجميل للصحفي والكاتب سورج شالاندون - والذي يجمع بين حب المسرح والعيش في مناطق الحرب في لبنان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram