TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء في شبك: (يتعب ابو كلاش وياكل ابو جزمهْ)

هواء في شبك: (يتعب ابو كلاش وياكل ابو جزمهْ)

نشر في: 30 ديسمبر, 2009: 07:28 م

عبدالله السكوتي والكلاش حذاء بسيط من الخيوط القطنية يحتذ به الفقراء والجزمة حذاءجلد طويل الساقين يحتذ به ضباط الجيش قديماً، وهذه تكنية  للتعيس والشقي والمكدود فيقولون (ابو كلاش) وعن المترف والمرفه بـ(ابو جزمة)، حتى قال ملا عبود الكرخي.
(يتعب ابو كلاش ويعتنيوياكل ابو جزمه هنيوالناس من ال وبنييتعبون للحبنتري)وكثيرون هم اصحاب (الجزم) والاكثر اصحاب (الكلشان) الذين يتعبون ويكدون لتجير اتعابهم وتدخل في جيوب  اصحاب(الجزم)، وهذا فعل قديم لم يكن وليد الساعة او اليوم، لكنه في الاونة الاخيرة وفي العراق بالذات اخذ ابعاداً غير ابعاده القديمة، وهو نظام اعتقد يشير الى البرجوازية او طبقاتها المتطورة، ولو لاحظنا نشوء المثل لعلمنا انه نشأ حين كان  الشعب متعباً يسيطر عليه رأس المال واصحاب الشركات والمؤسسات، والشعب دوماً يخرج اهاته واحتجاجاته امثالاً وقصصاً شعبية يكون  وقعها شديداً على مثل هذه الطبقات المستبدة التي تتعب (ابو كلاش) لتعطي لابي (جزمه).كنت صغيراً حين كنت اسمع هذا المثل مصحوباً بتنهدات وآلام العمال وهم مكللين بالعرق والجهد والتعب، فقد كنا نسكن مع عوائل اخرى تمت لنا بصلة القربى،و كانوا مع والدي يعملون في معامل الطابوق، يسهرون الليل في العمل ويأتون نهاراً يجللهم تراب (الكرده) الأصفر ويغطي عيونهم، وهم يتنهدون من التعب الذي يصب في جيوب اصحاب المعامل، وحين كنا نجلس لشرب الشاي نسمع حكايات عن العمال الذين يطالبون بزيادات وواحدة من هذه الحكايات الاضراب الذي حدث في معمل الوصي انذاك، وقصة العامل (حرابه) الذي اراد وطالب بزيادة قدرها درهم واحد فاليومية كانت (200) فلس.قام العمال بصنع اهزوجه باسم هذا العامل المتمرد وهي اهزوجه بسيطة تقول:(ميتين ومايرضه احرابهْوالدرهم ما يسوه طلابهْ)طبعاً السلطة انذاك الصقت الامر بالتيارات اليسارية المعروفة التي كانت تتغذى من شريحة العمال والفلاحين وقامت بتوجيه التهم للعمال المساكين على اعتبار انهم معارضون.لم يكن الامر بهذا الشكل وقد دأب الزمن التالي وماتلاه على وصف كل مطالب بحق او ثائر على جور الى فترات قريبة بانه (؟) الطالب، والعامل، والفلاح كانوا اول من توجه اليه هكذا تهمة. وانا اقول جازماً مع انحسار هذا المد ان هذه المعادلة سوف تبقى حية بانتظار من يعطيها حجمها من جديد، بدليل تعب (ابو كلاش) وعدم انقطاعه، ورفاهية (ابو جزمه) التي ليست لها حدود.يبقى (ابو كلاش) على حاله، ما  دامت القوى العالمية تحاول جاهدة بمراحل اقتصادها المشبوه الذي ابتدأ بالتطرف لاجل طبقات الاقطاع والملاك، وانتهى بمحاربة الشعوب وتجويعها، نعم هذه خاصية من خصائص رأس المال الظالم الذي لا يبنى الا على اساس جوع وتعب ( ابوكلاش).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram