TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > يازمان الوصل بالشوملي

يازمان الوصل بالشوملي

نشر في: 23 يونيو, 2015: 09:01 م

اغلب العراقيين يفضلون بعد الافطار متابعة الفضائيات العربية لعرضها مسلسلات تناسب "اذواق المشاهدين" من مختلف الاعمار ، اما الفضائيات العراقية باستثناءات قليلة جدا ، فلا تسقطب اهتمام الجمهور ، لان الدراما المحلية بنظر المختصين واهل الصنعة اصبحت بلا لون وطعم ورائحة ، تتناول احداث الماضي ، ولم تستطع الوصول الى مستوى ما قدمه الراحل سليم البصري عندما كان التلفزيون العراقي بالاسود والابيض وامكانيات الانتاج فقيرة ، لكن اداء الممثلين لشخصيات ابو ضوية والحاج را ضي وعبوسي وغيرهم مازال محتفظا بحضوره باذهان المشاهدين من الجيل السابق حين يقارنون بين اعمال الماضي والحاضر على الرغم من صرف اموال طائلة على انتاج مسلسلات عراقية منها (دولة الخرافة) لم تستطع ان تقنع مشاهدا واحدا بخطابها مقارنة بما قدمه الممثل ناصر القصبي في كشف ممارسات تنظيم داعش الارهابي .
الاعلامي السيناريست ناصر طه كانت له تجربة ناجحة في تقديم عمل درامي بحسب الكثير من المختصين ، كتب عبر شبكة التواصل الاجتماعي انطباعاته ورؤيته في انتاج دراما محلية بامكانها ان تستقطب المشاهدين بتوفر النص المستوفي الشروط الدرامية ، والمخرج صاحب التجارب الناجحة وادارة انتاج على استعداد لتنفيذ جميع متطلبات العمل.
انتاج الدراما خلال السنوات الماضية خضع لرغبات اصحاب القرار ، فكانت اغلب الاعمال تتناول قضايا محلية من الماضي القريب ، حتى اصبح التركيز على تناولها في اكثر من مسلسل بيانا سياسيا يفتقر للمقومات الفنية ، لان الغرض من الانتاج تلبية رغبة الحريصين على اظهار مظلومية العراقيين باي شكل كان ، ومع مشروعية هذا التوجه لم تتوفر الشروط الفنية في الاعمال المنتجة ، لانها كانت تلبي رغبة صاحب القرار .
مطلع تسعينات القرن الماضي شهدت الدراما العراقية انتاج مسلسلات بدوية ، موضوعها واحد: الغدر والخيانة ، بامكان اي شخص ان يوفر بيت شعر ودلال القهوة وخناجر يشتريها من السوق فينتج "عملا بدويا" لصالح شركة عربية ، كانت تدفع لمنتجين دخلوا هذا المضمار من الابواب الخلفية . جريدة اماراتية في ذلك الوقت كشفت في تقرير لها نشر في ملحقها الفني الاسبوعي عن شراء شركات اجنبية مسلسلات عراقية بدوية ، تخضع لدوبلاج الغرض منه اظهار العرب بابشع صورهم .
العراق مازال يحتفظ بكفاءات وخبرات فنية تستطيع صناعة سينما ودراما محلية تضاهي الاعمال العربية ، لكن امزجة اصحاب الفضائيات عطلت دور المؤلفين والمخرجين والممثلين في تقديم مسلسلات لاتقل اهمية عن نظيراتها السورية والمصرية وحتى الخليجية . العراق المعروف بانه يقف في طليعة الحركة المسرحية العربية ، يستطيع ان يتفوق على الاخرين في انتاج دراما بكامل المواصفات والاشتراطات الفنية ، لكن المشكلة تكمن في ان المسؤول او المشرف العام ، يعتقد بان الوصل ليس بالأندلس وانما في الشوملي" نارك ولاجنة هلي" .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

(المدى) تنشر نص قرارات مجلس الوزراء

لغياب البدلاء.. الحكم ينهي مباراة القاسم والكهرباء بعد 17 دقيقة من انطلاقها

العراق يعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

البيئة: العراق يتحرك دولياً لتمويل مشاريع التصحر ومواجهة التغير المناخي

التخطيط: قبول 14 براءة اختراع خلال تشرين الثاني وفق معايير دولية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram