اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تصريح محزن

تصريح محزن

نشر في: 23 يونيو, 2015: 09:01 م

شعرت بالأسى وأنا اقرأ تصريح رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، الذي اعلن فيه استئناف جلسات البرلمان مطلع تموز المقبل، وانتابني الحزن أكثر حين علمت أن مجلسنا الهمام سيفكر بجلساته القادمة ان يناقش ملف النازحين ، فقد كنت مثل غيري من ملايين العراقيين، نأمل أن يغط برلماننا الموقر في نوم عميق لمدة طويلة عسى ان نتخلص من فوضى التصريحات الببغاوية، وكنت أتمنى – ولو ان التمني بضاعة المفلس - ان يأخذ البرلمان اجازة استجمام طويلة، فربما يرتاح الناس من فوضى الخطابات والهتافات التي تفاقم أزمة الاحتقان السياسي، فما الذي سيجنيه الناس من برلمان يعيد الى مسامعهم الخطب نفسها فتمتلئ شاشات الفضائيات بمعارك تاريخية غير مسبوقة؟ وتتحول جلساته إلى مناكفات شخصية، ويملأ أعضاؤه "الحجاج" السموات والأرض بتصريحات عن الوطنية ومصلحة البلاد والدفاع عن قضايا الشعوب، لكنهم يعجزون عن مناقشة قانون يصب في مصلحة الناس.
في أوضاع كهذه من حق العراقيين ألا يبالوا باجتماع برلمانهم الموقر، والا يقعوا في غرامه، والسبب لأن بضاعته قديمة وبالية، ولا تناسب مطالب الناس بالعدالة الاجتماعية وبالإصلاح السياسي، فهي بضاعة مزيفة لا يمكن لمواطن ذكي أن يقتنيها.
من المؤكد أن كثيرا من العراقيين يشعرون بالحسرة وهم يشاهدون نوابهم الأفاضل قد حرموا من متعة التجوال في شوارع دبي ومولات لندن، من اجل ان يعقدوا الاجتماعات لمناقشة ملف النازحين ، الذين بشرتنا الامم المتحدة بأن عددهم تجاوز الثلاثة ملايين.
يفخر نوابنا الاعزاء بانهم أصحاب انزه انتخابات في العالم، يدافعون بمنتهى الهمة والجدية عن امتيازاتهم الخاصة، وفيما يغضون الطرف عن إزالة مكون عراقي من الوجود، يصدرون بيانات استنكار دعما للمعارضة البحرينية ودفاعا عن الشعوب "المضطهدة" في السعودية والكويت، ولكنهم يخجلون ان يضعوا صورة لمواطن مسيحي مهجر على صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي. فهم مصرون مثل الذين سبقوهم على ان يقولوا لك انك تعيش احلى سني عمرك مع مهرجان المصالحة الوطنية.
يهتم السادة النواب بتقاسم المناصب، والدفاع عن كتلهم السياسية، لكن ذلك المهجر قسرا، والمطارد في الطرقات، ليس من اهتماماتهم، ربما نقرأ تصريحا خجولا هنا، وشجبا بسيطا هناك، لكن عيون وافئدة النواب معلقة بالمحاصصة والتوازن الطائفي، ولا تقترب من فاجعة الموصل، ولا تعقب على مايجري لأهالي حديثة من حصار وموت بطيء.
لم يبق في هذه البلاد شيء يستحق ان تقطع الاجازة من اجله، فكل شيء مألوف، كانوا مليونين ونصف المليون مشرد، والان اصبحوا ثلاثة.. امر لايستحق ان تقطع ايام الاجازة . .
ياسادة إذا حدثكم احد عن الضمير في هذه البلاد عليكم أن تضبطوا ضحكتكم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. بغداد

    اذا القاضي راضي اذا الشعب ساكت على هذه البلايا وعلى قاتليه وسارقين لقمة عيشه ولا يثور ولا ينتفظ ويزيح هذا الكابوس المظلم عن بكرة اباهم ولا يبقي لهم باقية من الطبيعي قردة المنطقة الخضراء يزدادون استهتارا واستخفافاً بهذا الشعب النايم الخمول المتوكل على ديمض

  2. ابو سجاد

    كل العراقيين يتمنون اللا يعود اعضاء برلماننا الى قبة الفتن والنفاق اذا عادوا وانشاء الله ان لايعودوا ولانرى وجوههم الطائفية حتى نبقى على الاقل بهذا الهدوء في هذه الايام التي لانرى ولانسمع بانفجار سيارة اوعبوة ناسفة وهذا مايتناقله كل العراقيين ان بغياب هؤل

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح

الـ (المدى) وملاحقها

رفعة عبد الرزاق محمد لا ريب ان من مظاهر نجاح (المدى) في مسيرتها الصحفية الفائقة، إقبال قرائها على الاحتفاء بملاحقها الاسبوعية، اذ كان كل يوم في الاسبوع مخصصا لملحق معين. و بسبب ازمة الصحافة...
رفعة عبد الرزاق محمد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram