في ( 3) دقائق هي زمن فيلم ( إيل) للمخرج الشاب ( ياسر الاعسم) تتحول اللغة بلا أي كلمات الى صور مشفرة بالعبث الطفولي والهروب والخوف، ( إيل) والاسم هنا هو الآخر مشفر في دلالة ايحائية (للرب) رحلة للبحث عن جوهر الروح / الطفولة بعلامات قد تبدو للمتلقي في م
في ( 3) دقائق هي زمن فيلم ( إيل) للمخرج الشاب
( ياسر الاعسم) تتحول اللغة بلا أي كلمات الى صور مشفرة بالعبث الطفولي والهروب والخوف، ( إيل) والاسم هنا هو الآخر مشفر في دلالة ايحائية (للرب) رحلة للبحث عن جوهر الروح / الطفولة بعلامات قد تبدو للمتلقي في مشاهدته الاولى مجرد عبث صوري، لكن بعد النهاية لا يترك لذاكرتنا سوى التأمل في فحوى هذه الرموز، وما رحلة الطفل من الازقة والبيوت القديمة نحو ذلك الطريق المجهول الخالي من دبيب الحياة والذي وصله بقطار هو الآخر خال من راكبيه إلا رحلتنا في البحث عن خلاص، رحلتنا نحو ( إيل) علنا نجده في نهاية ذلك الطريق الذي يمتد بلا نهاية، ربما لأمل بحياة أخرى، يذهب الطفل ولا شيء في زوادته التي يحملها سوى تفاحة، التفاحة التي أخرجت البشرية من الفردوس الى الارض بحروبها وفيضاناتها وبراكينها وآليات قتل الروح فيها، يحمل الطفل تفاحته محتفظاً بها عله يعيدها في نهاية الطريق وتعيدنا معها الى جنة عدن وتتخلص البشرية من عذاباتها الازلية.
بصور متلاحقة ومونتاج سريع تتوالى الاحداث وتتكرر تكرار الموت الذي يرافق الحياة حتى لتغدو هذه العبثية الحياتية/ الصورية هي طريقنا الموصل نحو الخاتمة مثلما وصل الفتى نحو عالم خال مجهول .
قصر الفيلم ورمزيته العالية والشفرات الكثيرة كانت مقصودة لجعل المتلقي في دوامة ومراجعة فكرية بعد الفلم لحل هذه الرموز،وايقاع الفلم المتدفق الذي يدل على براءة الطفولة التي تسلب بسرعة.