اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > حجــم المشــــــروع الصنــــاعي

حجــم المشــــــروع الصنــــاعي

نشر في: 1 يناير, 2010: 04:48 م

 المحرر الاقتصاديأثارت الطاولة الاقتصادية الموسومة (دور الصناعات الصغيرة والمتوسطة في تنشيط الاقتصاد الوطني) والتي عقدت في الرابع عشر من شهر كانون الأول الجاري ردود أفعال كثيرة، ولعل هذا الموضوع الذي ننشره اليوم واحدا من الآراء والأفكار التي أثارتها هذه الطاولة :
كثيراً ما يؤخذ محلياً على الصناعات الصغيرة والمتوسطة في العراق، انها صناعات بسيطة تقوم على عدد محدود من العمليات التصنيعية وخصوصا" في الصناعات الغذائية (المشروبات والعصائر) والكيمياوية كالأصباغ والأدوية والصناعات الكهربائية والهندسية . فتنقد (من مختلف المستويات) على انها صناعات تقوم على المزج والتعبئة لا غير. لكن ينبغي التنويه الى ان هذا الوضع لهذه الصناعات بهذه المستويات ينسجم مع احدث النظريات والتطبيقات في مجال العلم الخاص بحجم المشروع، وذلك وفق النظرية التطبيقية التي جاء بها عالم الاقتصاد الشهير Ronald Coase، هذا العالم الاقتصادي الأمريكي جاء في عام 1936 برسالة منح عنها جائزة نوبل في الاقتصاد . مفاد الرسالة كما بسطها في كتابه الشهير (المنشأة The Firm) ومقالات أخرى، ان الذي يحدد حجم المشروع (المنشأة) هو كلفة التبادل Cost of Exchange. ان المنتج يتكون من أجزاء (مدخلات) فتصنيع اي جزء او أي مكون من مكونات المنتج تحت سقف المشروع (المنشأة)، لابد من ان يخضع لمعادلة أساسها المقارنة فيما بين كلفة الحصول على ذلك الجزء جاهزا" من الغير، وبين كلفة تصنيعه ضمن المشروع نفسه، ان عدداً من الاعتبارات والعوامل والمفردات سيدخل في العملية الحسابية هذه. حقا" ان ما جاء به (رونالد كوز) يعود بجذوره الى نظرية ومشاهدات التخصص التي أجراها الاقتصادي البريطاني ادم سمث في مجال تصنيع الدبابيس وما استخلصه من نتائج ايجابية يحققها التخصص في زيادة كفاءة الأداء وتخفيض الكلف. فيما قبل الأربعينيات من القرن العشرين كانت مؤسسات الاعمال تجهد في تحقيق الاعتماد على نفسها في تحقيق تكامل العمليات الإنتاجية والخدمية ضمن حدودها، فكان لشركة فورد الأميركية لصناعة السيارات، معامل إنتاج الإطارات الخاصة بسياراتها بل انها امتلكت مشاريع المطاط الذي يغذي مصنع الإطارات، كما امتلكت مصاهر الحديد مع خطوط إنتاجية لتصنيع اغلب الأجزاء والمكونات التي تحتاجها سياراتها . ان اتجاه التكامل العمودي كان اتجاها" عاما" شاملا" ومتركزا" في كل قطاعات الصناعة تقريباً. لكننا نجد اليوم تياراً متصاعداً باتجاه تصغير حجم المشروع Firm Downsizing وهو تيار يأخذ بالمنشآت في كل العالم وخاصة في البلدان المتقدمة صناعيا" باتجاه التقليص في عدد العمليات التصنيعية والخدمية في المنشأة والاستعاضة عن ذلك بالمزيد من الحصول على المدخلات السلعية والخدمية من آخرين، في ضوء حسابات ما يدعى كلفة التبادل (Cost of Exchange). ان اكبر شركة للاتصالات في العالم وهي (T&T) قامت بتفتيت الشركة الى وحدات مستقلة عن بعضها ولكنها متكاملة أفقياً وليس عمودياً، ان شركة الخطوط الجوية السويسرية تحولت الى الاعتماد على مكتب حسابات هندي في نيودلهي ليقوم بتنظيم ومراقبة حساباتها عوضا" عن ان تعتمد على نفسها في الحصول على هذه الخدمة . ان شركة IBM تحصل على اكثر من 70% من الأجزاء الداخلة في إنتاج كومبيوتراتها، من أقطار جنوب شرق آسيا، ان الإمعان والاتساع في التكامل الأفقي واعتماد شركات إنتاج السيارات على مجهزي المدخلات من خارج المنشأة وفي بلدان أخرى غير البلدان الأم، يسمح لنا بالقول انه لم تعد هناك اليوم سيارة أمريكية او سيارة أوروبية او يابانية، وذلك لكثرة وعظمة التشابك الخارجي الأفقي في العمليات الإنتاجية، ان الذي يغذي ويديم هذا التيار اليوم هما عاملان: 1- المنافع التي يولدها التخصص فالتخصص يزيد في تخفيض كلف التبادل (كلفة الحصول على المدخلات من الغير بالمقارنة مع كلفة الحصول عليها من المنشاة ذاتها)، وبحسن الأداء الكمي والنوعي وهي المزايا التي سبق ان كشف عنها الاقتصادي البريطاني الشهير ادم سمث في دراسة مصنع الدبابيس الشهيرة. 2- ثورة الاتصالات والمعلومات الجارية حاليا" وما توفره من تسهيلات لعمليات التبادل وتيسيرها فيما بين الوحدات الإنتاجية. ان ما جاء به رونالد كوز (نظرية كلفة التبادل وحجم المشروع) تزداد أهميته وتطبيقاته وتعدد الرجوع اليه اليوم، ففي عالم اليوم يزداد تعدد وتنوع وأجزاء المدخلات في المنتج الواحد، خاصة في الصناعات الهندسية والكهربائية والميكانيكية والاليكترونية، فالسيارة (مثلاً) تتكون من نحو اثني عشر الف جزء، والطائرة من نحو مئة الف جزء والمركبة الفضائية من نحو مليون جزء، وما يزيد في الأمر أهمية هو التعدد الكبير في الأنواع والموديلات من المنتج الواحد، فشركة تويوتا تنتج أكثر من 54 نوع وموديل سيارة صالون، وشركة إنتاج ماكنات الخياطة (برذر) اليابانية تنتج نحو 2500 نوع وحجم من أنواع مكائن الخياطة، وفي مجال أقلام الكتابة والرسم تنتج شركة Stabillo أكثر من الف نوع وحجم وشكل من الأقلام، فهناك لمن يكتبون باليد اليسرى (الاعسرون) اكثر من عشرين نوعا" وحجما" وشكلا" من

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تربوي يشيد بامتحان "البكالوريا" ويؤكد: الخطا بطرق وضع الأسئلة

إطلاق سراح "داعشيين" من قبل قسد يوتر الأجواء الأمنية على الحدود العراقية

(المدى) تنشر مخرجات جلسة مجلس الوزراء

الحسم: أغلب الكتل السنية طالبت بتعديل فقرات قانون العفو العام

أسعار صرف الدولار في العراق تلامس الـ150 ألفاً

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram