TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ارجوكم راجعوا "النهايات المفتوحة"

ارجوكم راجعوا "النهايات المفتوحة"

نشر في: 24 يونيو, 2015: 09:01 م

فى زحمة الصراع على منصب رئيس الوقف السني بين كتلة النجيفي وتيار الجبوري ، لم يتوقف أحد أمام فيديو اعدام جماعي قامت به عصابات داعش ضد مواطنين من الموصل ، وكأن عيوننا تطبعت على استقبال معارك الساسة على المناصب والمكاسب، فاصبح خبر ذبح وقتل وتفجير رؤوس مواطنين ابرياء ، خبرا عاديا لا يستفز أحدا أو يثير اهتمامه وغضبه.
في كتابه قصص لم تروها هوليوود، يقول المؤرخ الاميركي هوارد زن :" إن اسوأ ما يحدث هو الاستهانة بالانسان وتسخيف اخبارموته " ، كيف سنقرأ عن مقتل العشرات حرقا وذبحا، حيث لا خبر في صفحة اولى، ولا عاجل في نشرات الاخبار؟ كيف سنقرأ عن موت عشرات الاطفال جوعا في حديثة ؟ اي نبأ سوف يستهوينا بعدما ابلغونا أن النواب السنة لا شاغل يشغلهم سوى قرار تعيين عبد اللطيف الهميم رئيسا للوقف السني هل هو مفيد ام غير مفيد ؟
وحتى لا يتعامل معي البعض باعتباري معارضا لمبدأ المصالحة، أسارع للقول بأنني مع أن تتصافى قلوب العراقيين جميعا ومع أن يمدوا أيديهم لبناء هذا الوطن، مع مبدأ التسامح.
وأنا مثل غيري من بسطاء العراقيين نؤمن بان الإنسان الحق هو ذاك الذي لا يكرر خطأ الظلم الذي ناضل كي يرفعه، أما ما يدور عندنا من جلسات سمر أطلق عليها مصالحة وطنية، فهي لا تعدو كونها مسرحية كوميدية تتحول في بعض المناسبات إلى تراجيديا تدمع لها كل العيون، فنحن نعرف أن ما يقوله سياسيونا في الغرف المغلقة يختلف كثيرا عما يقولونه في الهواء الطلق من كلمات معسولة يخدرون بها الجماهير المسكينة، فالكل يعرف ان ساستنا ومسؤولينا منهمكون طوال الوقت بإضافة أنواع جديدة من الفصائل الى قائمة المصالحة التي لا تنتهي، فلا يمر يوم إلا ويخرج علينا اعضاء لجنة المصالحة ليضيفوا صنفا جديدا من السياسيين على مائدة الكعكة العراقية.
فات اصحاب جمعية المصالحة الوطنية ان المصالحة الحقيقية هي في إشاعة الحريات ونشر الديمقراطية والمواطنة ومحاربة الفساد، إن الكوميدي في مسألة المصالحة الوطنية أن تسعى الحكومة إلى فتح حوار مع جماعات ظلت تلوح بسيف القائد المؤمن حتى اللحظة الاخيرة ، بينما هي في المقابل تعلن حربا شعواء ضد موظفين مساكين جريمتهم الوحيدة أنهم احنوا ظهورهم أمام عواصف صدام التي عمت العراقيين جميعاً.
اداء فكاهي للغاية حين يتصور البعض ان معركة الوقف السني ستكون إضافة وانتصارا لإرادة العراقيين وستنقلهم من العوز والتخلف إلى قائمة الدول الكبرى، ربما الاضافة الوحيدة ، انها ستضيف الى المشهد السياسي العراقي فيلسوفا جديدا ، واذا كنتم تعتقدون انني اسخر ، ارجوكم راجعوا ماقاله الشيخ الهميم : "في علم السياسة لا يوجد قطع بالمطلق وإنما كل النهايات والمتغيرات مفتوحة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    السياسيون لا يهتمون باخبار دبح مواطنينهم ولا يابهون للارهاب طالما بقى بعيدا عنهم-----ان اكثر الناس انانية هم السياسيون الدين مثلهم مثل همزة لمزة الدى -- جمع مالا وعدده يحسب ان ماله اخلدة----- الى جامعى المال أوجه لهم سؤالا وهو:::من اين

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram