قضية صارت كما القاعدة: ان يخلص منها المذنب ويقع فيها البريء. بتعبير أقرب: غالبا نجد أن صاحب الثأر لا يأخذ بثأره ممن ارتكب بحقه غلطة، او قولوا جريمة، بل من مسكين ليس له فيها ناقة ولا جمل.
فإن جاء ابن عشيرة بفعل "فاحش" كأن قتل او زنا، لا يُقتل او يُزنا به أخذا للثأر بل تدفع الثمن واحدة او أكثر من بنات عشيرته لتكن فصلية او يكن فصليات. وربما يضاف لذلك مبلغا يدفعه فقراء عشيرة الجاني.
عندما أخطأ صدام بحق الكويت واحتلها جاءت جيوش العالم لتأخذ بثأرها. بس منين؟ من الشعب وليس من صدام. وكان الحصار اللا إنساني واحدا من نتائج ذلك الثأر الذي لم يمس شعرة من جلد صدام بل نتف ريش العراقيين نتفا.
اما من ناحية السياسة فاخصمها لكم: أي دولة تُبنى على قاعدة الأخذ بالثأر سيكون مصيرها كمصير العراق دولة وناسا. ثلاثة ارباع هذا الذي حل بالعراقيين، ان لم يكن جميعه، من يوم سقوط النظام السابق الى اليوم، يعود سببه الى فكرة إحياء الأخذ بالثأر.
كان رفع شعار أو لقب "مختار العصر" تعبيرا فعليا عن تلك الفكرة. فالمختار الثقفي، صاحب الاسم الأصلي، اشتهر بالكتب وبين الناس برفع شعار الأخذ بثأر الامام الحسين. فما هو الثأر الذي يسعى "مختار العصر" للأخذ به؟ ان كان المقصود أخذه من قتلة الإمام فقد اخذه "مختار الماضي" من زمن بعيد. ثم ان الذي لم يمت منهم بسيف الثقفي فقد مات موت الله، كما يقولون، منذ أكثر من ألف عام.
توهم الكثير من عامة الناس ان "مختار العصر" سيثأر لهم من قتلة الحسين. لم يسألهم أحد: وأين هم الآن؟ أتـثأرون ممن هم في القبور؟ وكذلك لم ينتبه مساكين الشعب الى ان "مختار الماضي"، وكذلك الامام القتيل، لم يختبئا في قصور "خضراء" هما ونسائهما واولادهما الذين يتوسدون "مخدّات" ميزانية محشوة بمليارات الدولارات تاركين أرواح أبناء فقراء "الامة" هدفا مفتوحا 24 ساعة للمفخخات والسكاكين والسبي والتهجير.
وقسم آخر من هذا الشعب تصور ان "مختار العصر" سيثأر من البعثيين. الحقيقة انه فعل عكس ذلك تماما اذ نجدهم مازالوا يتحكمون في اغلب مؤسسات الدولة والبعثيات منهن يلعبن حتى بعقليته بعد ان صرن من اقرب المقربين في حاشيته.
اكاد أحدس ان ثورة "مختار الماضي" كانت تهدف الى وضع حد لمأساة كربلاء وقطع الطريق على عودتها. اما "مختار العصر" فببركته صار لنا في كل يوم "كربلاء" ضحيتها ليس الحسين بل الوطن والناس. فعن أي ثأر يتحدثون؟
غدا احدثكم.
"مختار الماضي" و "مختار العصر"
[post-views]
نشر في: 26 يونيو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
د عادل على
ان انتخاب مختار عصرنا كرئيس للوزراء كان خطا فاحشا ارتكبه قادة الشيعه ويدفع ثمنه العراقيون كلهم الان------المهم لنورى المالكى كان كرسيه زائدا 6 وزارات--------المالكى في الدورة الأولى لحكمه دلل الامريكان في مطالبهم وخاصة عندما ضرب جيش المقتدى في البصرة----