تضمن منهاج الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين الاربعاء الماضي محاضرة للناقد والمترجم فاضل ثامر تحت عنوان (علاقة التاريخ بالثقافة ـ سقوط الاندلس في السرد الروائي) من خلال تناوله لعدد من الروايات العربية التي حاولت ان تستعيد سقوط الاندلس سردياً، م
تضمن منهاج الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين الاربعاء الماضي محاضرة للناقد والمترجم فاضل ثامر تحت عنوان (علاقة التاريخ بالثقافة ـ سقوط الاندلس في السرد الروائي) من خلال تناوله لعدد من الروايات العربية التي حاولت ان تستعيد سقوط الاندلس سردياً، من بينها: سقوط غرناطة ـ للكاتبة المصرية رضوة عاشور ـ ليون الافريقي ـ للبناني الفرنسي أمين معيوف ـ الرحلة الغرناطية ـ للبناني ربيع جابر ـ مخيم المواركة ـ للعراقي جابر خليفة جابر ـ البيت الاندلسي ـ للجزائري باسيم الاعرج ـ وغيرها. يذكر ان المحاضر فاضل ثامر مواليد بغداد 1938 شارك في العشرات من المؤتمرات والندوات والحلقات الدراسية في عدة دول عربية. كذلك شارك في العديد من الندوات الجامعية وحاضر في مختلف المنتديات الأدبية. نشر أولى مقالاته عام 65 في مجلة الآداب البيروتية وبعدها في مجلة الكلمة العراقية وغيرها.-اصبح عضواً في الهيئة الإدارية للاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين في السبعينات، وعضواً في هيئة تحرير مجلة "الأديب المعاصر" التي يصدرها الاتحاد منذ بداية صدورها عام 71. ويشغل الآن منصب رئيس الاتحاد. ومن مؤلفاته: قصص عراقية معاصرة بالاشتراك مع الناقد ياسين النصير، بغداد71 ـ معالم جديدة في أدبنا المعاصر ـ 75 ـ مدارات نقدية في إشكالية الحداثة والنقد والإبداع ـ 87 ـ الصوت الآخر الجوهر الحواري للخطاب الأدبي ـ 92 اللغة الثانية في إشكالية المنهج والنظرية والمصطلح في الخطاب النقدي العربي الحديث ـ 94 رواية مترجمة بعنوان "الحديقة" للكاتبة الروائية الفرنسية ماركريت دورا، 86. وصدر له عن دار المدى للثقافة والنشر ـ المبنى الميتا سردي ـ المقموع والمسكوت عنه في السرد العربي.
وقد بين مقدم الجلسة الناقد علي الفواز ان المحاضرة تعد استثنائية لأنها تلسط الضوء على كيفية استعادة الاندلس سردياً. وقال: كلنا نعرف ان الاندلس انتقلت من التاريخ الى المخيال، وتحولت الى شكل من اشكال الفنتازيا الثقافية وحافز للانفتاح على الفضاء الغربي والأوروبي. مشيراً الى ان ثقافة المدن الاندلسية اشبيلية وغرناطة وغيرها فاقت معناها العمراني والسياسي الى حركة التحديث على مستوى الشعر والسرد والغناء والموشحات التي ارتبطت بذاكرة التجديد العربي. لافتاً الى ان زرياب انتقل من بغداد العباسية الى الاندلس الأموية وما شكله من تراث على مستوى الغناء، وغيرها من امور تزاوجت فيها الثقافة العربية بالغربية كالعمارة والفروسية.
وفي حديثه ، قدم الناقد فاضل ثامر عرضاً عن علاقة التخيل بالواقع التاريخي والاجتماعي، وفق حرية التصرف المسموح بها للروائي في الواقعية التاريخية. وقال: لاحظت ان الروائي العربي لا يعمد الى استنساخ التاريخ او ان يقدم وثيقة تاريخية، وانما يحاول تغليب الجانب التخيلي في عملية قراءة التاريخ وتقديمه بطريقة سردية، ما يمنح هذه التجارب الروائية تميزا عن ما سبق تقديمه في روايات عربية مبكرة، من بينها تجارب جورج زيدان في الرواية التاريخية، وايضاً في روايات عالمية. مشيراً الى ان علاقة التاريخ بالرواية اصبح فيها الكثير من التاويل والتخيل بحيث اصبحت الشخصيات افتراضية وورقية الى حد كبير ما يجعل بالامكان تقديم قراءة مغايرة لواقع تاريخي سردي بهذا المستوى.