الصين بتعداد سكانها البالغ قرابة مليار ونصف استطاعت بقيادتها "الحكيمة" ان توفر لمواطنيها وحدات سكنية ، الفائض منها يكفي لتلبية حاجة الجيل المقبل في الحصول على شقة سكنية ، منجز القيادة الصينية اعتمد الخطط المستقبلية في تحقيق التنمية الاقتصادية ، ووفرت فرص العمل للجميع ، فصدرت بضائعها الى دول العالم وحتى الولايات المتحدة ، التنين الصيني المسالم ، ماعاد حيوانا خرافيا يثير مخاوف الاخرين ، بل سخرت قوته الراسخة في الخيال الشعبي الى عمل جاد متواصل على مدى سنوات طويلة.
في زيارة رئيس دولة خليجية الى بكين استقبله الرئيس الصيني ، واثناء تبادل الحديث بين الجانبين في صالة المطار سأل الرئيس الصيني ضيفه ، كم عدد سكان بلدكم ، فاجاب الضيف بانهم قرابة 250 الفا ، فرد الرئيس الصيني ، لماذا لم تجلبهم معك ضيوفا اعزاء على شعبنا ليتعرفوا على حضارتنا القديمة ، ومنجزاتنا ، هذه القصة خيالية ، يسردها من يرغب في اجراء مقارنة بين الشعوب من زاوية تعداد نفوسها ، فضلا عن حجم ثرواتها واساليب استخدامها في تنفيذ مشاريع نهضوية ، حققها الصينيون ، فيما عجز العرب في الدول الغنية عن استثمار مواردهم في تحقيق طفرات نوعية في مجالات الاقتصاد والتعليم وتعظيم الموارد .
تذكر كتب التاريخ في مدارس الدول العربية بان المسلمين في زمن الفتوحات وصلوا الى الهند والسند وبلاد الصين شرقا وحتى بحر الظلمات غربا ،مع مرور الزمن ، تراجع العرب وظلوا يرددون منجزات اجدادهم باختراع الكتابة والعجلة وتعليم الانسانية مختلف العلوم والمعارف ، اسباب التراجع العربي يعزوها بعضهم الى اتفاقية سايكس بيكو ، واحباط "المشروع النهضوي" باستمرار المؤامرات الصهيونية الامبريالية على الامة فاصابها التشتت ، واكتسبت صفة التخلف ماركة مسجلة بأسمها ، تعاني التشتت والتشرذم ، جربت بعض شعوبها النظام الديمقراطي ففتحت على نفسها ابواب جهنم لهيمنة احزاب متنفذة على السلطة ، واستخدمت ورقة الاصطفافات المذهبية والطائفية في الحصول على اصوات الناخبين ، بعد الغزو الاميركي للعراق حصل هذا التحول ، وبفعل الاداء السياسي المتراجع تناسلت الازمات والنكبات ، ولم تتحقق التنمية الاقتصادية ، ومشروع بناء الدولة المدنية ، ويحتاج الى سنوات ضوئية لارساء اسسه ، ثم الانطلاق نحو صناعة غد مشرق .
تزامنا مع استئناف الفصل التشريعي الجديد ، ولغرض حسم الخلافات بين الكتل النيابية حول المشاريع المعطلة ، والمواقف المتباينة تجاه الكثير من القضايا الاقليمية المتعلقة بالبحرين واليمن وسوريا ، من المناسب ان ترسل رئاسة البرلمان على شكل دفعات اعضاء المجلس الى الصين ليطلعوا على تجاربها في حل الازمات والمشاكل ، وخاصة في ما يتعلق بحل مشكلة السكن ، ومن الضروري ان تنظم الرئاسة للوفد قبل التوجه الى بكين زيارة للعشوائيات المنتشرة في العاصمة ، ثم يعود ممثلو الشعب بالوصفة الصينية للمشاكل العراقية ، ليعيدوا احياء مشروع قانون اعادة البنية التحتية و"الجوانية " المدمرة منذ حرب الخليج الثانية .
وصفة صينية
[post-views]
نشر في: 27 يونيو, 2015: 09:01 م