أعرف جيداً أن الكثير من القرّاء الأعزاء يجدون في حديثي عمّا يجري في بلدان العالم نوعاً من البطر لا يهم المواطن البسيط ، المشغول بعملية اختطاف الكربولي، وبوضع قاموس لتفسير نظرية حنان الفتلاوي في الحكم ولكن اسمحوا لي أن اتحدث عن ثلاثة اخبار احتلت معظم صحف العالم ووكالات الانباء، الاول تصدره صورة لامير الكويت، وهو يبكي تأثرا بضحايا بلاده بسبب التفجير الارهابي الذي خلف 27 قتيلا، لم يذهب امير الكويت الى شاشات الفضائيات ، وانما كان عند موقع التفجير بعد نصف ساعة بالتمام والكمال.. فيما مجلس الامة الكويتي يلغي اجازته ليعقد اجتماعا طارئا بحضور رئيس الحكومة ومعظم الوزراء.
واتمنى عليكم ان تعرفوا ان هناك خبرا آخر خرج من فرنسا ، يؤكد ان الرئيس الفرنسي هولاند قد قطع زيارته الى بروكسل ،وعاد الى باريس لان مواطنا فرنسيا قتل على يد ارهابيين..
ومن تونس نقلت الينا الانباء ان الرئيس كان اول من زار موقع العملية الإرهابية بعد ساعات من وقوعها.
مع هذه الاخبار تذكر أيها القارئ عدد ضحايا العمليات الارهابية التي وقعت في مدن العراق خلال الشهرالماضي، وأتمنى عليك ان تمسح من ذاكرتك هذا الرقم: "ثلاثة ملايين مشرد منذ احداث الموصل".. يرفض ساستنا ان يراهم الناس في لحظة ضعف بشري.. فكيف يمكن للسياسي المؤمن وحاج بيت الله 14 مرة ان يذرف الدموع وهو الذي يملأ الفضائيات والصحف خطبا ومعارك نارية؟
كأنما الدرس الذي اعطته لنا الكويت امس موجه على نحو خاص، الى بلد البرلمان ذي العطلة الدائمة ، أو هكذا، في الأقل، يمكن ان نسمي الجولات السياحية التي يقضيها ساستنا في بلاد الافرنج.
ضحية واحدة وقفت فرنسا من اكبر مسؤول الى ابسط مواطن تذرف الدموع لأجلها ، فيما تخلى مسؤولونا عن انقاذ مواطنين تحولت بيوتهم الى مقابر جماعية.
تقوم تجارب الحكومات الناجحة على الصدق والمشاعر الانسانية. فيما تعيش حكوماتنا الكسيحة على الشك والنميمة والانتهازية واحتقار الانسان.
بالامس عاشت فرنسا باجمعها ملحمة بشرية في الدفاع عن قيمة الحياة، كان فيها اهالي الضحية يعيشون الأمل بأن ساستهم ومسؤوليهم لايمكن ان يتخلوا عنهم.
بالامس وأنا أتابع خبر تفجير الكويت اقول لنفسي : ما الذي سيفعله ساسة الكويت وشيوخها، قدم لي امير البلاد الجواب شافيا، دموع تقول للشعب لا خيار، اما التضامن واما الذهاب في عتمة الخراب.. فيما ساستنا يؤكدون لنا كل يوم ان لا امل في الخروج من ظلام الطائفية والانتهازية والمحسوبية واللصوصية، كلمات هولاند تقول: اننا لن نسمح بفقد مواطن واحد.. فيما نحن نعيش في ظل ساسة مصرين ان ينقلونا من احضان الحياة الى احضان الخوف والموت والدمار.
دموع كويتية واستجمام عراقي
[post-views]
نشر في: 27 يونيو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 3
د عادل على
عندما تاسست الدوله العراقيه قى 1920 كان العراق من اغنى دول المنطقه واكثرهم تمدننا وثقافة والحرب كانت اسما بلا معنى--------في دلك العصر الدهبى كانت الكويت صحراء----عندما أراد صدام دفع ديونه الخياليه كانت بنوك العراق تملك 400000 مليارد دولار ناقص------والغر
بغداد
يريدون منا ان نصدق ان حصان طروادة الارهاب القاعدي الداعشي قوة عظمى هبطت من المريخ بمركبات فضائية مثل مسلسل ستار ترك وكابتن كِرْك هو البطل ابو بكر البغدادي لا تقهره ولا تقدر عليه امريكا وقوتها وصواريخها وتجهزتها التجسسية وأقمارها الصناعية وقنابل
ابو اثير
الشعب الكويتي الشقيق سيجتاز هذه المحنة بوحدته وأرادته ووعيه الوطني بتمسكه بوحدة تراب شعبه ومواطنيه ... وكلنا نتذكر نضاله أيام الغزو الصدامي للجار الشقيق وكيف قاوم ألأحتلال والغزو بكل الطرق وألأساليب وأصبح يد واحدة ضد ألأحتلال ... وبعد التحرير أعيدت ترتيب