ضيّف نادي السرد في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين الناقد الاكاديمي مالك المطلبي الأستاذ في كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد، والذي قام بتأليف العديد من الكتب والأبحاث منها: الزمن واللغة ـ السياب ونازك والبياتي دراسة لغوية ـ شرح ابن عقيل على ألفية ابن
ضيّف نادي السرد في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين الناقد الاكاديمي مالك المطلبي الأستاذ في كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد، والذي قام بتأليف العديد من الكتب والأبحاث منها: الزمن واللغة ـ السياب ونازك والبياتي دراسة لغوية ـ شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (تحقيق مشترك يلائم طلاب الجامعة في اقسام اللغة العربية، وغيرها). ولد في ناحية المشرح التابعة لمدينة العمارة عام 1941وينتمي إلى عائلة علمية وأدبية عريقة تضم الكثير من الشعراء والنقاد والمترجمين والقاصين. وذلك ضمن منهاج الاتحاد الاسبوعي السبت الماضي للحديث في ندوة بعنوان (اسئلة الثقافة واشكالياتها ـ محمد خضير انموذجاً). واشار مقدم الجلسة الناقد علي الفواز ان الدكتور المطلبي يعد واحداً من المهتمين بالهموم الثقافية وهو دائماً على تماس مع العقد والصراعات التي تتطلب قراءة عميقة وواعية. مبيناً ان الملف الثقافي في حالة تهميش وتغييب من دون حماية قانونية ما ينعكس على دور المثقف في عملية التحول الاجتماعية والسياسي، وايضاً في مواجهة التحديات الكبرى اذا ما تحدثنا عن الارهاب والعنف والقبح والكراهية والتكفير. وقال: هذه جميعها تمظهرات ثقافية في جوهرها لعلاقتها بازمة صراع الهوية وصعود الاصوليات وانهيار الفكر القومي التقليدي، كل هذه التداعيات لم تعالج ثقافياً بحكم مجموعة من الاسباب لها علاقة بمستوى التعليم السيئ وضعف دور الجامعي وغياب دور الدولة ومراكز البحوث وغيرها.
وفي حديثه، ذكر المطلبي انه سيربط بين الأزمة الثقافية وبصريات محمد خضير. مشيراً الى ان الثقافة خطاب شامل في الاجتماع والسياسة والاقتصاد وسواه. وقال: الآن في وضعنا الراهن يتداول مصطلح معركة الوجود كحربنا مع داعش، ولكن الطرف الآخر لا يسمح لك بالمناقشة، وهذا ما يخيف المثقف من مناقشة السلطة والمجتمع. وفي بصريات محمد خضير اذا ما فككناها نجد ان الحرب المنصوص عليها وهي الحرب العراقية الايرانية متربطة بالمكان المؤدلج فيها لكونها كيانا ايديولوجيا ضخما، لذا نجد ان المكان خاضع للحرب بمعنى ان الناس الذين كانوا ضد الحرب نجدهم اما في حالة سكوت ومراوغة، لأنهم ان لم يكونوا مع الحرب فهم ليسوا مع الوطن وبهذه الحالة يفقد المرء وطنيته، واما هاجروا الى المنافي. لافتاً الى ان محمد خضير هنا نجده معلباً لا يستطيع الحديث عن الحرب ايجابياً، لكونها حرباً عبثية ليس لها برنامج بعكس حرب الدفاع عن الوجود، لذا نجده صنف المكان الى ثلاثة امكنة، مكان واقعي للعيش الذي هو البصرة، والمكان الثاني مدينة ذهنية مثالية لا وجود لها تريد تحويل الوجود الواقعي اليها افتراضياً. والمكان الثالث يستند الى المعرفة من خلال تجربة ميشال فوكو فيلسوف الحفريات المعرفية. مشيراً الى انه لا يريد الدخول في التعريف الثقافي لكونه اشكالياً مختلفاً. وتابع: محمد خضير نقل تجربة الف ليلة وليلة بالكامل، فلكي يبقى المدينة موجودة يجب ان يكون هناك حكام، لذا من خلال عصر شفوي لا كتابي تصبح اللغة هي البصريات، فيكون شهريار رمزاً للموت ويتوالى الحكام الواحد بعد الآخر، وبقاء شهرزاد رمزاً للوجود.
وفي مداخلته ، اشار الناقد ياسين النصير الى اهمية دور المثقف في هذه المرحلة التي يجب ان يتصدى لها من خلال مواقفه النقدية. وقال: ان لم يكن المثقف نقدياً فلا قيمة له، فالمثقف النقدي هو صاحب الموقف الذي يوازن بين ظرف البلد ودور الثقافة. ومع الأسف ان هذا الدور غائب عن مجمل حياتها الثقافية، اذا كنا حقاً مثقفين فيجب ان نكون في الموقع الاساس من نقد مؤسسات الدولة والوضع العام والا سيتواصل الاعتداء علينا باستمرار. مبيناً ان هذا الحال هو ما يراد للثقافة ان تكون مهمشة وثانوية لأنها الملجأ الوحيد للنمو والتطور.
فيما بين وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي انه يشارك باسم الوزارة بشكل فعلي اساسي وليس من منطلق التعاطف الوجداني. مشيراً الى ان وجدان الشعب العراقي قد استهدف ممثلاِ باتحاد الادباء كأعرق حاضنة ادبية معرفية ابداعية حضارية. وقال: باختصار المطلوب الآن هو التأسيس الفعلي، وان لا تبقى فقط الاسئلة هي التي تطرح وانما ان نبحث عن اجوبة لها. مبيناً ان اي اعتداء آخر على اتحاد الادباء يعد اعتداء على وزارة الثقافة. وتابع: ان الاحزاب التي تسمي نفسها دينية واسلامية هي ابعد ما تكون عن الدين والاسلام، وقد برهنت على ذلك التجربة السياسية والاجتماعية والاقتصادية منذ 2003 ولحد الآن.