اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إنجاز أمني كويتي برسمنا

إنجاز أمني كويتي برسمنا

نشر في: 28 يونيو, 2015: 09:01 م

في أقلّ من ثمان وأربعين ساعة جعلتنا أجهزة الأمن الكويتية كمن يقرأ في كتاب مفتوح، فقد نجحت في الكشف عن كل ما يتعلق بالهجوم الإرهابي الانتحاري الذي استهدف مسجداً في الكويت العاصمة يوم الجمعة الماضي، وفي تقديم التفاصيل إلى الجمهور أولاً بأول.
اشتمل الإنجاز الأمني الكويتي على معرفة هوية الانتحاري (سعودي) وظروف دخوله الى البلاد، وعلى الوصول الى السيارة التي نقلته الى المسجد الذي شهد المذبحة والتحفظ عليها، ثم القبض على سائق السيارة (مقيم بصورة غير شرعية في البلاد) فاعتقلته ومالك البيت الذي اختبأ فيه (من المؤيدين للمنظمات السلفية المتطرفة). ومن المؤكد ان الأمن الكويتي سينجح خلال الساعات والأيام المقبلة في الوصول الى أشخاص آخرين قد يكونوا على صلة بالحادث المروّع.
ليس الكويتيون أكثر ذكاءّ منّا نحن العراقيين ليحققوا هذا الانجاز الأمني، ولسنا أقل ذكاء منهم لنفشل المرة تلو المرة بعد الأخرى في تحقيق نتيجة مماثلة. سرّ النجاح الكويتي يكمن في وجود الدولة التي نفتقدها، وفي وجود الوطنية التي تفتقدها الأغلبية الساحقة من الطبقة السياسية المتنفذة. كما يكمن السرّ في وجود نظام أمني متكامل.. الشوارع مجهّزة بالكاميرات التي يمكن من خلالها تعقّب مرتكبي الجرائم والمخالفات من حيث انطلقوا وإلى حيث لجأوا، والأجهزة الأمنية لديها قاعدة بيانات مفصّلة عن المواطنين والمقيمين وحتى الكثير من المقيمين بصورة غير شرعية. وهذا كله ينقصنا.
منذ سنوات والكثير منّا يطالب بنشر كاميرات المراقبة في الشوارع، لكنّ الأجهزة الحكومية ظلّت تصرّ إصراراً عجيباً على التمسّك بنقاط التفتيش غير المُجدية وتزويد عناصرها بجهاز مزيف لكشف المتفجرات حكمت بريطانيا على التاجر الغشّاش الذي صدّره إلينا بالسجن مدة طويلة، بينما معظم الرؤوس الكبيرة التي كانت وراء تلك الصفقة الفاسدة في دولتنا تواصل إلى اليوم ممارستها السلطة والنفوذ وعقد الصفقات الفاسدة!
غير مرة أعلن محافظ بغداد الحالي عن أن "جهات ما" أوقفت مشروعاً للمحافظة لنشر كاميرات المراقبة في شوارع العاصمة وساحاتها. ولم يكن صعباً على من يقرأ ما بين السطور أن يكتشف أن سرّ الإيقاف إنما يكمن في الفساد الإداري والمالي.. يكفي ألا يضمن المشروع لجهة ما أو أكثر حصّة معتبرة في العمولة المُفترضة، بل المفروضة، لكي تقف هذه الجهة أو الجهات ضد المشروع، فهذا ما يجري هنا بصورة منتظمة. وبالنسبة للفاسدين والمفسدين لا يهمّ كم يُقتل من الناس وكم يُدمّر من الممتلكات العامة والخاصة من جرّاء إيقاف مشروع كهذا، فالعمولة هي ما يهمّ.
ومما يوجد في الكويت ولا يوجد لدينا أيضاً، ان هناك لا يمكن لأي شخص، حتى أمير البلاد، أن يسير في الشارع بسيارة لا تحمل أرقاماً.. في المقابل فان المسؤولين الكبار جميعاً في "دولتنا" وبعض أفراد عائلاتهم، والكثير من صغار المسؤولين، فضلاً عن عناصر الميليشيات، يمتلك كل واحد منهم بدل السيارة الواحدة سيارات بلا أرقام ومظلّلة نوافذها بالسواد تجوب الشوارع بحرية منقطعة النظير، فهي مثلاً مأذون لها بالسير عكس الاتجاه وبارتقاء الأرصفة! .. فكيف يمكننا، والحال هذه، تحقيق إنجاز أمني على غرار الإنجاز الكويتي؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو اثير

    الفرق بيننا وبين الشعب الكويتي ... هو أن الشعب الكويتي وقف صفا واحدا ضد ألغزو العراقي لأراضيهم وقاتل ألأحتلال في كل وسيلة يملكها ... في حين الشعب العراقي وقف يتفرج على قوات ألأحتلال وهي تغزو أراضيه ووطنه ويلتقط الصور التذكارية مع جنود الماريينز ويتعامل وي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram