تجربة التشكيلي الموهوب والمبدع ضياء الخزاعي منذ سنوات طوال تشي بتطور واكتشاف جديدين . فهوكلما قدم معرضا جديدا كانت مفآجاته كثيرة .بعض أشكاله تقترب من الحرف العربي الاحتمالي كالدائرة ذات الطرفين مثل عقدة مفرغة هي بين الهاء والتاء المتطرفة او الشكل ح ا
تجربة التشكيلي الموهوب والمبدع ضياء الخزاعي منذ سنوات طوال تشي بتطور واكتشاف جديدين . فهوكلما قدم معرضا جديدا كانت مفآجاته كثيرة .
بعض أشكاله تقترب من الحرف العربي الاحتمالي كالدائرة ذات الطرفين مثل عقدة مفرغة هي بين الهاء والتاء المتطرفة او الشكل ح الذي يتقبل ثلاثة أحرف ابتدائية (الجيم والحاء والخاء)وغير ذلك ،ما يدفعه الى تحريك دلالة الحرف اذا افترضنا له مجالا في كلمة او اذا احكمنا اغلاق استقلاله لئلا تتدخل في علاقة قاطعة كالنقطة او الحركة او أية مناسبة سردية كما يشير الناقد عبد الرحمن طهمازي .
والخزاعي حاول برشاقة فرشاته ان تكون لمساته على سطح اللوحة لها نفس تاثير خفة جناح الطائر حين يضرب الهواء بمحاولة منه للارتفاع .لمسه قوية وخفيفة تحمل بداخلها مرحا لطالما افتقدناه.وهي محاولة منه لجعل اللوحة مشروع بحث دائم لا يتوقف الا بتوقف قلبه .
الخزاعي لا يقدم اسما لمعرضه ولا للوحاته بل يترك ذلك الى متلقيه يفهم ما يريد او ما يصل اليه عبر خياله ورؤاه . قلت له:-
* حدثنا عن التجربة الجديدة ؟
- "لمسة جناح الطائر" حاولت فيها ان اعطي دفعا متحركا للاشكال التي اقدمها في لوحاتي الجديدة مثل الدراجة والقطط والطيور . كلهم يتحركون داخل اللوحة .كذلك اللوحة . في هذا المعرض فكرت باللمسة القوية والرقيقة التي تشبه قصيدة الشعر التي تقترب اكثر من الموسيقى . من يتابع اللوحات يجد موسيقى وكائنات تتحرك بشكل دائري.حاولت ان اقدم مساحات مشغولة بطريقة اللمسة الانفعالية السريعة . وهناك مكان اخر تجد ان الفرشاة تهدأ.أي مثل الطائر الذي يتحرك بجناحه ثم يتوقف ويحط في مكان ما .
* الى أي شيء حاولت الوصول من خلال ذلك ؟
- الى الجمال او اقصى حالات الجمال, وخلق توازن بين قسوة الواقع وحرية المتخيل .اقدم اقتراحات جمالية نحاول الوصول اليها قد ننجح فيها او لا !
* اول مرة تحاول مثل هذه المحاولة ؟
- لا ، هو مشروع بحث يتجدد ويضاف اليه في كل معرض،لكنه متواصل البحث .
* استخدام الحروف في لوحاتك سبق ان استخدمته كثيرا فما الجديد فيها ؟
- نعم ، استخدم الحرف كثيرا لكنني قدمته بطريقة مغايرة . حاولت ان اضع حركة الحرف العربي وليس الحرف ذاته .. يتحرك ضمن كائنات اللوحة وينبثق من الشكل في اللوحة, بالاضافة الى التزويق الذي اخذ عناية كبيرة مني .
* الغرض منها جمالي ؟
- نعم استخدام جمالي ومعرفي . واللوحة ما عادت تتحمل ايديولوجيات معمقة هي تحمل فكرا لكن جماليا اكبر ومن خلاله نبث روحا جميلة وابتكارات ومضامين جديدة منها ثنائيات استخدمها كثيرا مثل طائرين او رجلين او بايسكلين او قطتين وهكذا .
*كيف ظهرت لديك هذه التقنية هل هي مصادفة ام عن تجربة او دراسة ؟
- انا دائم التفكير والقراءة الفلسفية العميقة واستنبط على وفق التجربة.وكنت اتمنى ان تكون لوحاتي(كما قال غوكارد) تحتوي على صوت عميق وصامت وقوي كصوت ارتطام حذائي على الارض الحجرية.وهذا الجمع بين كل ذلك جعلني افكر بالجمال والصوت والقصيدة والموسيقى الشعرية .واجمعها بيد واحدة لتنتج عملا تشكيليا جماليا في لوحة واحدة.نريد ان نصنع بهجة واملا وحياة .
* لماذا لم تقدم عنوانا لمعرضك ؟
- انا اكره التسميات المباشرة واترك ذلك للجمهور والمتلقي ليقول عنه التسمية التي يشاء..لكنه يمكن تسميته كما قلت في فولدر المعرض(لمسة خفة الطائر) انا اسمي حتى لوحاتي مقترحات جمالية وهو يلخص ما اريده .
* والحفر بالسكين ؟
- عملت به في بعض لوحاتي.اعمل حسب الفكرة والهدف كما كان يعمل فائق حسن بالفرشاة والسكين .وهو صعب جدا ومن يستخدمه قليل من الفنانين .