تبادرت الى ذهني وأنا أستمع لمقابلة مع أحد اعضاء اتحاد لعبة فردية كان يحث بها فريقه المشارك في بطولة آسيوية على طريقة النخوة واستحضار الهمم متبجحاً بأنها السلاح الأمضى بيد الرياضي العراقي. تذكرت حينها مقابلة مطولة اُجريت مع اندرو فالمون مدرب الفريق الاميركي لألعاب القوى في أولمبياد لندن أدهشتني حينها صراحة الرجل ودقة معلوماته وهو يتحدث عن معادلات رياضية لا تقبل الخطأ ابداً بطرفي المعادلة الزمان والمسافة والحسابات في آخر اختبار للاعبين ومن هو مؤهل للميدالية الذهبية أو الميداليات الملونة الأخرى وعندما ُطرح عليه السؤال حول المفاجآت المتوقعة قال بثقة واقتدار: ليس بين اللاعبين من يشكو اصابة أو مرض خلال ايام البطولة ولم يتحدث ابداً عن استنهاض الروح المعنوية والطاقة الانفجارية الفجائية أبداً او ان المشاركة كانت من اجل المشاركة وذات الحديث سمعته من مدرب المصارعة الإيراني الذي كان واثقاً من حصول فريقه على ميداليات ملونة في الاولمبياد رسمها وفق معطيات ثابتة ونتائج لا تقبل القسمة على اثنين وهي إن دلـَّت على شيء فانما تدل على العمل الممنهج العلمي ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب وليس العكس.
واعتقد اننا لو تصفحنا مقابلات العالم اجمع والتصريحات الصحفية للمدربين والاتحاديين لم يشذ عن القاعدة إلا المدرب والاداري العراقي المسؤول في الاتحاد حيث ينقلب حديثهم بيوم واحد مسافة 180 درجة بين فضائية واخرى فهو مع المدرب الاجنبي لمنتخبنا الوطني بكرة القدم والحديث في قناة العراقية ثم ما يلبث ان يكون محلياً حدَّ النخاع مع الفضائية الأخرى وترى القسم الآخر مع الإبقاء على أكرم سلمان هنا وأول من يبارك التنحي وإجباره على الإقالة ويغرد على موقع تويتر الشهير بانه اول من لخص وأوجز الأزمة من واقع خبرته بان سلمان ليس اهلاً للمهمة وليس ببعيد أن يراهن الآخر على الانجاز المحسوم بهمة الغيارى ممن خاضوا معسكر تونس بنجاح بكرة السلة قبل بطولة غرب آسيا وينقلب الحديث الى مؤامرات لاعبين وعداوات شخصية بعد الفشل الذريع في عمّان والحال معروف وما جرى بعد اربع خسارات مدوية ، انها مواقف تحسب وتسجل عليهم! والمصيبة ان هؤلاء المدربين والاداريين ادمنوا التصريحات المتناقضة وقرروا مسايرة الموجة وان كانت باتجاهات عــدة.
والحقيقة إن نغمة التصريحات المتعاكسة تفضح البون والازدواجية الشاسعة في تفكيرهم وشخصيتهم وضيق الأفق بما لا يقبل الشك على انهم اعتادوا الفشل والخضوع وتحولوا الى شخصيات تهتم بنفسها من اجل الظهور الإعلامي لايصال رسالة ظنوا انها مفيدة وتشفع لهم هنا وهناك عند مركز القرار في الاتحادات واللجنة الأولمبية والمؤسسات الاخرى وهم بتصرفهم هذا اصبحوا اداة للتشويش والضبابية والعبث بالمقدرات الرياضية حيث لم يستثمروا خبرتهم في مجال التدريب او الادارة للبناء والتصحيح ولكن للعبث واللهاث خلف المنافع الشخصية كما هو الحال في قضية منتخباتنا الوطنية بكرة القدم للفئات العمرية والمنتخب الوطني الأول.
وما يزيد الطين بله كثرة الالقاب والمناصب الوهمية في لجان الاتحاد وهم اول من يوهم نفسه بانها الخطوة التي تسبق التسلق الى المنتخبات والادارات ومن ثم الفوز بغنائم السفر والاشراف وغيرها باستثمار اعلانهم التلفازي مع انهم لم يحسبوا انعكاس النتائج وانقلابها على رؤوسهم كما حصل بتجارب كثيرة!
وأُعيد القول: ان ما نطرحه اليوم ليس بجديد أو غير معروف لدى الجمهور والإعلام الرياضي ، لكننا حينما نلح في المطالبة والحديث لأن الأمل يحدونا بلحظة حقيقة يقفون بها مع انفسهم وينظرون حجم الخراب الذي حلَّ بالرياضة العراقية فنياً وادارياً وليس من ضوء في آخر النفق.
التصريحات النفعية!
[post-views]
نشر في: 29 يونيو, 2015: 09:01 م