اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > انتخابات 2014 مزوّرة.. ما الجديد؟

انتخابات 2014 مزوّرة.. ما الجديد؟

نشر في: 30 يونيو, 2015: 09:01 م

وكأن المعلومة لم يرد لها أي ذكر، مع ان البعض قد نشرها على موقع التواصل الاجتماعي الأكثر إقبالاً واستعمالاً في العراق "فيسبوك"، أو كأنها بلا قيمة مع أنها أخطر من المعلومات المنسوبة الى موقع ويكيليكس.
الانتخابات البرلمانية التي جرت منذ ثلاثة عشر شهراً وانبثق عنها مجلس النواب والحكومة الحاليان، شهدت عمليات تزوير... هذه هي المعلومة التي جاء في تفاصيلها أن تلاعباً خطيراً جرى في النتائج، وأن موظفين اثنين مسؤولين عن حفظ النتائج (رجلاً وامرأة) قد غادرا العراق وطلبا اللجوء الى الولايات المتحدة والسويد، ربما طلباً للسلامة بعدما يُفتضح الأمر.
حتى قبل أن يتحقق أحد من صحة ودقة المعلومات المنشورة عن وثائق ويكيليكس، تسابق العشرات من البرلمانيين وسواهم في الدعوة الى الاقتصاص ممن وردت أسماؤهم حتى من دون تحقيق ومساءلة. لكنّ معلومة التزوير في الانتخابات لا تثير عاصفة مماثلة، حقيقية أو مفتعلة، بين "ممثلي الشعب" مع أن النتائج المترتبة على التزوير في الانتخابات أشدّ خطراً من استجداء المال أو الدعم السياسي من الخارج، وهي عملية لا يمكن تبرئة أي من القوى والشخصيات المتنفذة في الحكم منذ 2003 حتى الآن منها.
التزوير في الانتخابات يعني التزوير في خيارات الشعب وإرادته. وعدم ظهور ردّ فعل قوي حيال هذه المعلومة ليس له سوى معنى واحد هو أن المعلومة ليست بالجديدة. وهذا هو الواقع في الواقع... نحن جميعاً نعرف أنه ما من عملية انتخابية جرت، منذ الاقتراع على الجمعية الوطنية في 2005 حتى الآن، لم تتعرض للطعن في إجراءاتها والنتائج الناجمة عنها. وفي كل ذلك كانت المفوضيات العليا "المستقلة"! للانتخابات متواطئة وشريكة، فضلاً عن مسؤولين كبار في الدولة.
صديق أثق به كما بنفسي وبأقرب الناس إليّ، وهو نائب سابق، أبلغني بأنه التقى عشية الانتخابات الأخيرة (2014) مسؤولاً تنفيذياً كبيراً لا ليسأله التزوير لصالح حزبه وكتلته في الانتخابات وإنما لمنع وقوع عمليات تزوير من جانب أحد الاحزاب الكبيرة المنافسة، فكان جواب المسؤول التنفيذي الكبير أن طلب عبر التليفون مسؤولاً كبيراً في المفوضية العليا "المستقلة" للانتخابات لينقل إليه رجاء زائره ويطلب تحقيقه.
العراقيون كلهم تقريباً يعرفون أن التزوير كان قائماً في عمليات الانتخاب قاطبة، وهذا ما يفسّر التراجع المتواصل في نسبة الإقبال على عمليات الاقتراع الواحدة بعد الأخرى.
أعضاء مجلس النواب الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بعد بخصوص وثائق ويكيليكس، لا تثير حفيظتهم المعلومات عن التزوير الحاصل في انتخابات 2014.. والسبب واضح وبيّن، هو أن الغالبية العظمى منهم كانوا ثمرة هذه العملية الفاسدة، فبعضهم اشترى مقعده بمليون دولار، بحسب ما أفادت به أيضاً المعلومة الأخيرة التي لم تستفزّ المطالبين بالاقتصاص من الواردة أسماؤهم في وثائق ويكيليكس!

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. فيصل قدري

    موضوع التزوير هو الفيل الكبير في الغرفة (ترجمة حرفية من الأنكليزية!) الذي يحاول الجميع أن يتجاهلوه. والجميع هنا بما فيهم الأمريكان ومكتب الأمم المتحدة ودول الجوار والأستثناء هو بعض الشخصيات الأوربية ذات الضمائر الحية. أتفق مع ملاحظاتكم وعلى الإستنتاج بأن

  2. ابو اثير

    االقاصي والداني والجميع على يقين تام بأن أنتخابات الدورات الثلاث شابها الكثير من التسائلات واللغط وأثيرت في وقتها حوادث وجود ألألاف من البطاقات ألأنتخابية في بعض القمامات وأبعاد العشرات من المشاركة في الترشح للأنتخابات لأبعاد سياسية أنتخابية ..وكلنا نعلم

  3. قيران المزوري

    يجب ان تكون الانتخابات مزورآ لانه ليس من المنطق ان تكون مدينة رائعة و جميلة و تأريخية ك بابل يتواجد فيه اكثر من تسعين الف امي جاهل متخلف

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram