وكأن المعلومة لم يرد لها أي ذكر، مع ان البعض قد نشرها على موقع التواصل الاجتماعي الأكثر إقبالاً واستعمالاً في العراق "فيسبوك"، أو كأنها بلا قيمة مع أنها أخطر من المعلومات المنسوبة الى موقع ويكيليكس.
الانتخابات البرلمانية التي جرت منذ ثلاثة عشر شهراً وانبثق عنها مجلس النواب والحكومة الحاليان، شهدت عمليات تزوير... هذه هي المعلومة التي جاء في تفاصيلها أن تلاعباً خطيراً جرى في النتائج، وأن موظفين اثنين مسؤولين عن حفظ النتائج (رجلاً وامرأة) قد غادرا العراق وطلبا اللجوء الى الولايات المتحدة والسويد، ربما طلباً للسلامة بعدما يُفتضح الأمر.
حتى قبل أن يتحقق أحد من صحة ودقة المعلومات المنشورة عن وثائق ويكيليكس، تسابق العشرات من البرلمانيين وسواهم في الدعوة الى الاقتصاص ممن وردت أسماؤهم حتى من دون تحقيق ومساءلة. لكنّ معلومة التزوير في الانتخابات لا تثير عاصفة مماثلة، حقيقية أو مفتعلة، بين "ممثلي الشعب" مع أن النتائج المترتبة على التزوير في الانتخابات أشدّ خطراً من استجداء المال أو الدعم السياسي من الخارج، وهي عملية لا يمكن تبرئة أي من القوى والشخصيات المتنفذة في الحكم منذ 2003 حتى الآن منها.
التزوير في الانتخابات يعني التزوير في خيارات الشعب وإرادته. وعدم ظهور ردّ فعل قوي حيال هذه المعلومة ليس له سوى معنى واحد هو أن المعلومة ليست بالجديدة. وهذا هو الواقع في الواقع... نحن جميعاً نعرف أنه ما من عملية انتخابية جرت، منذ الاقتراع على الجمعية الوطنية في 2005 حتى الآن، لم تتعرض للطعن في إجراءاتها والنتائج الناجمة عنها. وفي كل ذلك كانت المفوضيات العليا "المستقلة"! للانتخابات متواطئة وشريكة، فضلاً عن مسؤولين كبار في الدولة.
صديق أثق به كما بنفسي وبأقرب الناس إليّ، وهو نائب سابق، أبلغني بأنه التقى عشية الانتخابات الأخيرة (2014) مسؤولاً تنفيذياً كبيراً لا ليسأله التزوير لصالح حزبه وكتلته في الانتخابات وإنما لمنع وقوع عمليات تزوير من جانب أحد الاحزاب الكبيرة المنافسة، فكان جواب المسؤول التنفيذي الكبير أن طلب عبر التليفون مسؤولاً كبيراً في المفوضية العليا "المستقلة" للانتخابات لينقل إليه رجاء زائره ويطلب تحقيقه.
العراقيون كلهم تقريباً يعرفون أن التزوير كان قائماً في عمليات الانتخاب قاطبة، وهذا ما يفسّر التراجع المتواصل في نسبة الإقبال على عمليات الاقتراع الواحدة بعد الأخرى.
أعضاء مجلس النواب الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بعد بخصوص وثائق ويكيليكس، لا تثير حفيظتهم المعلومات عن التزوير الحاصل في انتخابات 2014.. والسبب واضح وبيّن، هو أن الغالبية العظمى منهم كانوا ثمرة هذه العملية الفاسدة، فبعضهم اشترى مقعده بمليون دولار، بحسب ما أفادت به أيضاً المعلومة الأخيرة التي لم تستفزّ المطالبين بالاقتصاص من الواردة أسماؤهم في وثائق ويكيليكس!
جميع التعليقات 3
فيصل قدري
موضوع التزوير هو الفيل الكبير في الغرفة (ترجمة حرفية من الأنكليزية!) الذي يحاول الجميع أن يتجاهلوه. والجميع هنا بما فيهم الأمريكان ومكتب الأمم المتحدة ودول الجوار والأستثناء هو بعض الشخصيات الأوربية ذات الضمائر الحية. أتفق مع ملاحظاتكم وعلى الإستنتاج بأن
ابو اثير
االقاصي والداني والجميع على يقين تام بأن أنتخابات الدورات الثلاث شابها الكثير من التسائلات واللغط وأثيرت في وقتها حوادث وجود ألألاف من البطاقات ألأنتخابية في بعض القمامات وأبعاد العشرات من المشاركة في الترشح للأنتخابات لأبعاد سياسية أنتخابية ..وكلنا نعلم
قيران المزوري
يجب ان تكون الانتخابات مزورآ لانه ليس من المنطق ان تكون مدينة رائعة و جميلة و تأريخية ك بابل يتواجد فيه اكثر من تسعين الف امي جاهل متخلف