اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الحمد لله لسنا مفلسين

الحمد لله لسنا مفلسين

نشر في: 30 يونيو, 2015: 09:01 م

لست أدري إن كان اعضاء مجلس محافظة ميسان جادون فعلا ام انهم كانوا يمارسون الطرفة وهم يصدرون قرارا "كوميديا" يقضي بمنح كل عضو مليونين ونصف المليون دينار في حال وفاة احد اقاربه.
لعل أسوأ أنواع الكوميديا هي الضحك على المتفرجين، لا على الأحداث، وأسوأ أنواع العاملين في السياسة، هم الذين فقدوا الاحساس بروح المواطنة .
لست مطالبا ان اكتب بحثا عن سنوات الخراب، أنا لا املك سوى هذه الشرفة المتواضعة التي اريد ان اقول من خلالها، أن مثل هذه الألاعيب هي المسؤولة عن ما فقدنا من نفوس وثروات وعن الزمن الذي اضعناه في صراع على المناصب والمكاسب وصل الى كرسي الفراش .
منذ اشهر ونحن نتابع أخبار التقشف، واخبرنا كبار المسؤولين ان هناك بعض المشاكل، وان البعض يريد لنا أن نعيد الحياة إلى مصطلح"شدّ الأحزمة". لم تبق مليارات تصرف على مهرجانات المصالحة المستدامة، الحكومة تضيق صدراً بسبب انخفاض أسعار النفط ، وليس بسبب نهب ثروات البلاد.. لكن الحكومة تقول اننا لسنا مفلسين.
ماذا تفهم عزيزي المواطن من ذلك؟ نفهم أنا وأنت أن الرفاهية التي وعدونا بها ستصبح من أحلام الماضي ، لايهم ياسادة فقد اخبرونا امس وبصريح العبارة ان زيادات ملحوظة في صادرات النفط ، تؤكد ان العراق ليس مفلساً، مبروك.. لكنّ أزمتنا مع مصطلح "التقشف" مستمرة وبنجاح..
بعدنا كثيرا عن أحلام العيش الرغيد وأصبحنا نبحث عن العيش الآمن فقط، كل ما نريد هو أن لا تعصف بنا عبوة غادرة ولا ميليشيا تسأل "الأخ من ياعشيرة"!
ومن يقدر من حضراتكم أن يعرف لماذا يعيش 30% من العراقيين تحت خط الفقر، ولماذا في بلاد الترليونات نجد نحو خمسة ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية، وان بعض مناطق البلاد ستضربها المجاعة؟.. اتمنى ان لا تتهموني بالتجني على الحكومة والمسؤولين الاجلاء فهذا جزء من تقرير دولي يحذر من انتشار الفقر في بلاد النهرين.
ممارسة السرقة أصبحت أمرا طبيعيا مادام المسؤول لا يحاسب، وأقصى ما يتعرض له الإقالة مع حفظ حقوقه التقاعدية وما يترتب عليها من امتيازات، وزراء ومسؤولون سرقوا من مال البلد أكثر من ميزانيات دول الجوار مجتمعة وغادروا من غير أن يقتص منهم، فما الذي يمنع الآخرين من انتهاج هذا الطريق؟ واكل الفاسدون من اموال الناس ما لم تأكله شعوب إفريقيا مجتمعة، لأول مرة في تاريخ النظم السياسية نجد ساسة يغادرون البلد حال فشلهم في الحصول على منصب جديد، فما الذي يبقيهم وأموالهم وقصورهم ومشاريعهم في الخارج؟!.
لماذا أصبحنا دولة يعيش نصف مواطنيها تحت خط الفقر في الوقت الذي ينافس فيه سياسيونا على قوائم أغنياء العالم؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو اثير

    المهزلة فيما حصل في مجلس محافظة ميسان أن مجلس المحافظة والمحافظ محسوبين على تيار شعبي أسلامي من أهدافه رفع الغبن والحيف عن المظلومين والمعوزين وشعار ملك الشعب للشعب ... هذا عمل ممثلين لتيار شعبي ديني يناضل من أجل المعدومين فكيف الحال مع ممثلين لأحزاب جاءت

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح

الـ (المدى) وملاحقها

رفعة عبد الرزاق محمد لا ريب ان من مظاهر نجاح (المدى) في مسيرتها الصحفية الفائقة، إقبال قرائها على الاحتفاء بملاحقها الاسبوعية، اذ كان كل يوم في الاسبوع مخصصا لملحق معين. و بسبب ازمة الصحافة...
رفعة عبد الرزاق محمد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram