TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > اسمع يالقايد

اسمع يالقايد

نشر في: 1 يوليو, 2015: 09:01 م

ها اخوتي ها احنا اجنودك بالكلفات اي المصاعب اسمع يالقائد، اهزوجة سمعها العراقيون منذ عشرات السنين ، تعبر عن دعم وتأييد الزعيم السياسي او رئيس النظام ، حين تحاول اطراف سياسية داخلية او خارجية النيل من الرمز التاريخي ، الاهزوجة تصلح في كل مكان وزمان مثل رحمة الله تشمل الجميع المؤمنين والضالين لحظة اعلان توبتهم من ارتكاب المعاصي،مع شرط أداء الفرائض والواجبات الدينية بنية صادقة تغسل الذنوب والاثام ، لينتقل العبد الى جوار ربه بروح مطمئنة لا تخشى عذاب القبر تجيب على اسئلة منكر ونكير بكل وضوح وشفافية .
الاهزوجة العراقية الشهيرة خارج مفهوم" رحمة الله " ترسخت في المشهد السياسي عززتها ممارسات ومواقف الاحزاب المتننفذة ، صورت لقواعدها بان قادتها دائما على صواب ، وجودهم ضرورة تاريخية تتطلبها المرحلة ، على مدى اكثر من نصف قرن كان الرمز التاريخي يلفت انظار العديد من ابناء الشعب ، وسرعان ما يتبدد بريقه اذا اسعفه الحظ في الحفاظ على حياته ، اما الرمز الآخر من العهد المباد ، فتلقى جثته في نهر دجلة ، او يدفن في قبر لايعرف مكانه سوى الدفان هو الاخر ألتحق بجوار ربه فضاع الشاهد والشهيد ، فيما يستمر ترديد الاهزوجة بحق رمز جديد .
قبل ايام قليلة من دخول العلوج الى العاصمة ، وتمركزهم في القصر الجمهوري وأحد الفنادق الكبيرة قرب ساحة الفردوس ، استقبل فندق آخر مئات الشخصيات العشائرية من جميع المحافظات استجابة لدعوة من ديوان رئاسة الجمهورية وقتذاك ، تمهيدا للقاء مسؤول كبير ، لبحث امكانية تحشيد دور العشائر في مقاومة القوات المحتلة ، تحت ضغوط ملل الانتظار ، كانت الانظار تتطلع الى الشارع العام لاستقبال مسؤول صغير او كبير لمعرفة موعد اللقاء المرتقب ، أحد المتحمسين كان يردد الاهازيج لرفع الروح المعنوية يشحذ الهمم ، بنقل الاخبار السارة لزملائه بدحر العدو بمعركة المطار وتكبيده خسائر فادحة بالارواح والمعدات ، واحباط وصوله الى اسوار بغداد عاصمة الإسود ، في ضوء الاخبار السارة تتشكل الحلقة الكبيرة وها اخوتي ها ، احنا اجنودك بالكلفات اسمع يالقايد.
عشاق اهزوجة التغني بالقائد بوصفه رمزا يستحق الاستنساخ ليعلم الاجيال المقبلة الدروس الوطنية لوحوا بقطع الايدي والرؤوس بالفؤوس ، اللويح موجه الى جهات تخطط في الغرف المظلمة لمحاكمة قائد عشاق الاهزوجة تنفيذا لاجندات خارجية لاعادة الدكتاتورية ، التهمة الجاهزة المستخدمة من جميع الاطراف المشاركة في الحكومة الحالية حين يصل الخلاف بين الخصوم الى مستوى الانذار بحصول زلزال يتجاوز درجات مقياس ريختر .
في زمن قطع الرؤوس هناك من لوح بقطع الايدي فاختزل مساحة البشاعات لترويض النفوس على تقبلها ، فأعاد للاذهان استعراض فواجع عراقية سجلها التاريخ بدماء الابرياء ضحايا صراع سياسي للوصول الى السلطة ، من يمتلكها، يستحق اهزوجة ، تتغنى بمنجزاته الكبيرة بوصفه احد اسباب "طيحان الحظ " اسمع يالقايد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram