كاتبتني مثقفة مغربية، كانت تربطني بها زمالة عمل قبل عقد، شاكرة ومعاتبة. شكرتني على التفاتتي، كما أسمتها، للبيان الملكي المغربي الذي ابعد رجال الدين عن شرك السياسة والتدخل بشؤون الدولة. وعاتبتني لأني لم أذكر ان هذا البيان ما كان ليصدر لولا الحراك المدني العقلاني الذي أسس له مثقفو المغرب. ذكرتني برد للملك الراحل الحسن الثاني يوم سألوه ان كان يخاف على المغرب من انتشار التطرف الديني. أجاب بأنه لا يخاف، لأن من سيقاومه هم النساء والمثقفون. انهت عتبها الحميم الدمث بإحالتي الى رابط الكتروني مغربي زاد مواجعي وحسراتي على واقع ثقافتنا العراقية ومثقفينا الذين ما زالوا يجرشون بالمجرشة خاصة على صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي. يجاملون بعضهم البعض: صب لي وصب لك باللايكات. او يشتمون بعضهم بلغة نثرية بالغة الترتيب. هذا كل شغلهم.
الرابط الذي احالتني اليه كان بيانا لحركة مغربية علمانية اسمها "انفاس"، يحمل عنوان "من اجل إقرار العلمانية في المغرب". حركة شجاعة وجريئة تحمل هم وطن يجب ان يعيش اهله بسلام. يصعب عليّ اختصاره لا لطوله بل لأنه يجب ان يقرأ كاملا كي نفهم رسالته الداعية الى نشر قيم كونية تصلح لكل بلد عبث به إرهاب فكري او جسدي. بيان كان يجب ان يصدره ويؤسس له مثقفو العراق ونشطاؤه المدنيون قبل المغرب.
شعرت بالخجل امام هيبة المثقف المغربي العالية. سألت نفسي سؤالا مرا: ما الذي كان سيفعله هؤلاء الاحرار لو ان عشر معشار ما حل بالعراق وقع في مغربهم؟
عادت بي الذاكرة يوم زرت المغرب بصحبة صديقي الراحل احمد المهنا والتقينا هناك بجمع من مثقفيهم في أوائل التسعينات. انتبه احمد بفطنته العقلانية المميزة الى هدوء المثقفين المغاربة. كانوا يختلفون فيما بينهم لكنهم لا يتناطحون. يجاهرون بآرائهم الحرة رغم ان فيهم من خرج من السجن توا. لا يجرشون بالحديث عن مآثرهم وآبائهم وعظمة امهاتهم وابداعات زوجاتهم، ولا يجهدون انفسهم بتعلم دروس في الشتائم ومفردات البذاءة "الحداثوية" كما يفعل جماعتنا اليوم.
وان قيل بان الهدية لا تهدى ولا تباع، لكني سأكسر القاعدة واهديكم الرابط الذي اهدتني إياه الزميلة مع سبق الاعتذار لها:
http://cutt.us/5XWK
يا حظي: شبينه؟
[post-views]
نشر في: 3 يوليو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
بغداد
اجمل شعب في العالم هو الشعب المغربي حفظهم الله من كل سوء يمتلكون حمالين جمال الأخلاق والوجه الحسن انهم من اطيب الشعوب وازكاهم كرماً وبنفس الوقت يمتلكون تاريخاً عريقاً وطبقة كبيرة من العلماء والعباقرة سابقاً وحاضراً . وشكراً للكاتب ابو قلب الطيب هاشم العق
ابو اثير
أذكر في الستينيات من القرن الماضي عندما خرج الشباب ألأوربي ضد الحكومات الغربية ومن ضمنها فرنسا أبان رئاسة الجنرال ديغول فيما تدعى بثورة الشباب وتنحى الرئيس الفرنسي ديغول على أثر المظاهرات الشبابية أحتراما لأرادة الجيل الجديد وحصل نفس الشيء في المملكة المغ