يسعي العلماء والباحثون لمساعدة آلاف الأشخاص الذين ينزفون حتى الموت كما هو الحال في العراق الممزق بفعل الحرب او في أفغانستان أو حتى في حوادث الطرق أو جراء طلقات نارية أوقنابل. يقول باحثون أمريكيون في بحث نشرته مجلة/ترانسليشنال ميدسن/ الطبية المتخصصة
 إن الجروح هي السبب الرئيسي في وفاة الأشخاص في الأعمار بين أربع و44 سنة، غير أنهم يعتقدون إنهم توصلوا إلى طريقة لوقف النزيف الداخلي بمساعدة تكنولوجيا النانو. لقد طور فريق بحث بقيادة إيرين لافيك وهي باحثة متخصصة في مجال هندسة الطب الحيوي بجامعة كيس ويسترن ريزيرف بكليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية، صفائح دموية تخليقية من مركبات قابلة للتحلل تستخدم بالفعل في أساليب علاج تقرها إدارة الغذاء والأدوية الأمريكية التي تمتد سلطاتها الإشرافية الي العلوم الحيوية ومنتجات الدم. وتستطيع جزيئات النانو المخلقة إذا تم حقنها في جسد المصاب أن توقف حركة الدماء في مكان الجرح أو الإصابة ومن ثم تسرع عملية التجلط، لقد تمكنت الصفائح المخلقة تلك من خفض وقت النزيف في فئران التجارب المصابة بنزيف. وقالت إيرين ورفاقها إن حقن جزيئات النانو كان أشبه بإضافة أكياس من الرمال لسد يعترض مجرى نهر متدفق، ويوضح الباحثون إنه عندما يبدأ الدم في التدفق من الجرح، فإن الصفائح الطبيعية تحاول وقف النزيف من خلال تماسكها مع بعضها البعض مستخدمة جزيئات بروتينية ليفية، والصفائح المخلقة ترفع كفاءة هذه العملية. وللحيلولة دون تحول تلك الصفائح إلى تجلطات دموية خطيرة تم إحاطة كل صفيحة منها بـ"درع"مائي، ولقد خرج فائض الصفائح الدموية المخلقة من جسد حيوانات التجارب في غضون 24 ساعة. وقال الباحثون إنهم كانوا يبحثون عن وسيلة لوقف النزيف الداخلي يستطيع المسعفون أخذها في حقائبهم، وقالت لافيك إن تكنولوجيا النانو يمكن أن تكون مكملة لوسائل العلاج المستخدمة بالفعل: "لقد كان للجيش دور كبير في تطوير تقنية لوقف النزيف الداخلي الناجم عن الضغوط او النزيف الخارجي الناتج عن الجروح".