TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > صورة النائب سعيداً

صورة النائب سعيداً

نشر في: 3 يوليو, 2015: 09:01 م

ربما شاهدتم مثلي صورة النائب طه الدفاعي عضو لجنة النزاهة البرلمانية ، واتمنى عليكم ان تضعوا اكثر من خط تحت كلمة "نزاهة" وانتم تتطلعون الى السيد النائب وهو يعرض لنا فنون البذخ واصوله على الملأ من خلال مائدة رمضانية لشخصين ، لا أعرف ماذا يعمل الدفاعي ، لكن الرجل اخبرنا من خلال البرنامج ، انه مشغول ومهموم بشؤون عشيرته، وحين تسأله مقدمة البرنامج: لو خيرت بين حضور نزاع عشائري او مناقشة قانون في مجلس النواب؟ يجيب بكل اريحية ان العشيرة اولى بالمعروف.. لماذا ياسيد؟ لان "ما كو شي" مهم في مجلس النواب حسب قوله... هذا ياسادة عام من عمر البرلمان الجديد الذي اخبرنا اصحابه انهم سيخوضون معركة النزاهة والدفاع عن حقوق المظلومين، وإلا، فالعشيرة يمكن لها ان تكون بديلا عن قبة البرلمان.
لا أعرف على وجه الدقة ما هو العمر السياسي للنائب طه الدفاعي، ربما عشق هذه المهنة منذ ريعان الشباب، أو أنه تعلق بها في السنوات الأخيرة! لكنه حتما لايزال يصر على ان يخرج علينا بين الحين والآخر ليبث همومه ومصاعبه في خدمة الوطن والتي تتطلب منه جهدا يأخذ من وقته الثمين الكثير.. السيد النائب وهو يجلس على مائدته الفخمة كشف لنا عن سر خطير، فقد اتضح أن مشاكل العراق ليست في نهب ثرواته ولا في التحشيد الطائفي، ولا الفشل السياسي وانما المشكلة يمكن أن تحل، لو أن الشعب العراقي تواضع قليلا، واستمع إلى نصائح البعض من نوابه الذين اكتشفنا لحسن الحظ أنهم يتعاطفون مع هذا الشعب المسكين.
حديث النائب دليل على أن في الساحة السياسية العراقية الكثير من المضحكات التي تستحق أن نذرف الدمع سخريةً وحزناً، على بعض السياسيين وتصرفاتهم، واكتئاباً من مواقفهم غير الناضجة، ورفضاً لسلوكهم الذي لا يحترم الناس، فالناس في النهاية تريد سياسيين حقيقيين يسعون لخدمة العراق ، وليس سياسيين يعتبرون الشعب مجرد وليمة دسمة.
للأسف هناك من يعتقد أن الظهور الإعلامي، يكفي لكي يحول أي شخص إلى سياسي، وهذا ما وقع به الكثير من النواب الذين تصوروا أن الفشل في الحياة يمكن أن يفتح لهم أبوابا في مجالات أخرى، ولتكن السياسية.
يا سادة اكثر من ثلاثة ملايين نازح يعيشون اسوأ الظروف، آلاف القتلى، مليارات نهبت، هذه ليست كرامة عشائر ولا حقوق افراد، ولا برنامج توك شو يقول للناس ان نوابنا والحمد لله صائمون، انها مأساة بلد.
وانا اشاهد النائب الدفاعي ايقنت ان لا مفاجآت في الديمقراطية العراقية الصاعدة. فقط قتل وتهجير وتصريحات كوميدية وموت للضميرالسياسي..
اتمنى ان لايخرج مواطن ويقول " ملينه " حتى لاينفعل النائب فائق الشيخ علي ، فينعتنا وباسم الديمقراطية بالكذابين .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. د عادل على

    انها ليست فقط كوميديا انها أيضا تراجيديا عندما يتكلم الانتهازيون واكلوا المال الحرام من سمك مسكوف وغنم محشو بتمن عنبر ولوز ومشمش ويقدمو لنا نصيحه العودة الى النظام العشائرى ونحن نعيش هدا النظام مند سيطر ة العفالقه على الأرض العراقيه وعلى الفكر العراقى ا

  2. بغداد

    والله عندما قرأت المقال عن طه الدفاعي وحوله من البطر والترف مالذ وطاب من اشكال الطعام ( مائدة فطور شهر رمضان ) ثم يلوم جياع ومساكين شعب العراق المظلومين اولاد الخايبة ذوي البطون الخاوية والامراض التي تأكل اجسادهم من سرطانات وغيرها على انهم سبب تعطل م

  3. ابو اثير

    حرام وحرام أن يدعى هؤلاء بممثلي الشعب العراقي ويكونون نواب في المجلس النيابي العراقي ... وكلنا نعرف كيف تسلقوا الباب الخلفي للمجلس بعدة طرق ملتوية وبالسحت الحرام وبتوزيع ألأراضي الوهمية والترغيب والتهديد والتعيين والمذهبية ألطائفية ... ألا أن عجبي على شعب

  4. فاروق الشمري

    الشيء المحير ان سكوت التايب فائق الشيخ علي مثير للاستغراب اشو لا حس لا نفس ...يوم امس الجمعه جاتء الي مقهى الحنش في المتبي فلم نسمع له صوتافكهن في المتنبي قبل ان يصبحةتائبا مالء الدنيات وشاغل التاس...يعني شنو استاد قاءق كان الهدف هو الوصول الى عتبة الب

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram