TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > دروب عربية مختلفة للوحدة ولكنها لا تحقق الهدف!

دروب عربية مختلفة للوحدة ولكنها لا تحقق الهدف!

نشر في: 1 يناير, 2010: 06:10 م

شاكر النابلسيمن المفكرين من قال، أن درب الوحدة هو التراث المشترك. واعتقد بعض المفكرين أن درب الوحدة العربية لا يُنار إلا بسراج التراث. ولكن مفكرين آخرين كالمصري حسن حنفي ردوا عليهم قائلين: "إن ارتباط الوحدة العربية بالتراث يُسقط من ناحية أخرى حجة أخرى في منطق القائلين بالتحديث كيفما اتفق.
 فإذا كان المثقف العربي يرى أن الوحدة العربية ضرورية في معركة الغد، فلا بُدَّ له من الحرص على التراث، وعلى تغيير الواقع في آن واحد." ("التراث والتجديد"، ص 21).نسف نظريات كثيرة في الوحدة نفى بعض المفكرين الآخرين وجود لغة مشتركة وتراث مشترك وتاريخ مشترك بين أبناء الأمة العربية، وقالوا إن هذه العوامل لا تصلح للوحدة. وكان هذا النفي ينسف نظريات كثيرة في مسألة الوحـدة العربية التي يركز كثير من المفكرين العرب على إقامتها على هذه الأركان الثلاثة التي كانت من ثوابت الوحدة العربية في هذه المرحلة وما قبلها. فيقول بعض المفكرين بأن لا لغة مشتركة بين العرب، والدليل أن للغـة العربية أشكالاً ولهجات مختلفة حتى أصبحت الفصحى لا تُستخدم إلا في جلسات المفكرين وندواتهم.لا تاريخ عربياً مشتركاً!يقول الباحث والأكاديمي ووزير الإعلام اللبناني السابق غسان سلامة، أن لا تاريخ عربياً مشتركاً بين أبناء العالم العربي، حيث لا تجربة تاريخية وسياسية مشتركة. فكل دولة عربية لها تاريخهـا الخاص المختلف عن الدولة الأخرى. فتجربة دول الخليج تختلف عن تجربـة مصر مثلاً أو المغرب العربي. والتاريخ هناك ومكوناته غير التاريخ هنا ومكوناته. و"أن دراسة الوحدة العربية يجب أن تمر بالإقرار المكرر والعميق بأن هناك تفاوتاً تاريخياً خطيراً يميز بُنى الدول العربية القائمة الواحدة عن الأخرى." ( "القومية العربية في الفكر والممارسة"، ص 122).لا تراث عربياً مشتركاً!أما التراث العربي فهو أيضاً غير مشترك هو الآخر بين البلدان العربية. فتراث أبناء الجزيرة العربية يختلف عن تراث المصريين والشوام. وما في التراث المصري مثلاً من عناصر تختلف عن عناصر التراث الخليجي وهكذا. ومن هنا، فكما يقول الباحث والأكاديمي السوري/ الفرنسي برهان غليون، فإن "الوحدة لا يمكن أن تُبنى على وحدة التراث ولا على استعادته، وإنما ينبغي تأسيسها على وقائع الحاضر." ("فكرة الوحدة في المغرب العربي"، ص 24-25).ونتيجة لكل ذلك "فلا  مُعوِّل على التجانس أو التطابق كشرط لقيام الوحدة العربية. قوى جديدة تحقق الوحدةحرص بعض المفكرين على توضيح أن عملية التوحيد والتكامل للكيانات القطرية العربية، تعتمد على واحـد أو أكثر من ثلاثة مصادر قوى دافعة هي:1. قوة العنف Violence Power  كاستخدام الوسائل العسكرية وما شابهها. وفي القرن التاسع عشر شهدنا مثالاً على ذلك وهو غزو محمد علي باشا لبلاد الشام في عام 1832 واحتلالها بقصد إقامة إمبراطوريـة عربية واستمر هذا الاحتلال حتى عام 1840. والمثال الآخر في القرن العشرين عندما قام الملك عبد العزيز آل سعود بغزو نجد والحجاز وتوحيدهما تحت الراية السعودية وإعلان المملكة العربية السعودية في عام 1932، وعندما قام علي عبد الله صالح بتوحيد شطري اليمن بقوة السلاح في عام 1990.2. قوة المصلحة وتبادل المنافع Utilitarian Power وهي تجربة لم تكتمل في النصف الثاني من القرن العشرين، ومثالها القائم الآن "مجلس التعاون الخليجي". 3. قوة الانتماء الرمزية Identitive Power وهي القوة التي تحوي على عناصر التراث واللغة والتاريخ المشترك.ويقر المفكر الاجتماعي والأكاديمي سعد الدين إبراهيم "أن هذه القوى الثلاث يجب أن تستعمل بشكل ناجح بدرجات وأشكال مختلفة في المراحل اللاحقة لعملية التكامل والتي هي : المرحلة التمهيدية، ومرحلة البداية، ومرحلة الانطلاق، ومرحلة الدفع الذاتي، والمرحلة النهائية.("الأبعاد الاجتماعية للوحدة الاقتصادية"، ص 66-67).عناصر وحدوية ساكنة وأخرى متحركةيذهب بعض المفكرين العرب المعاصرين إلى أن الطريق إلى الوحدة هو تحريك عناصر الوحدة. ويقولون إن الوحدة العربية فيها عناصر ساكنة وعناصر متحركة. كذلك كان عليه الحال في الوحدة الأوروبية. وأن العناصر المتحركة في الوحدة العربية هي: القومية واللغة والتراث.. الخ. في حين أن هذه العناصر بالنسبة للوحدة الأوروبية عناصر ساكنـة وأن العناصر المتحركة هي العوامل الاقتصادية.وأنا ازعم بأن حالنا كحال أوروبا، سيما وأننا نعيش في العصر نفسه الذي يفرض عناصره التاريخية على الجميــع مع بعض التحفظات، وهو ما يعُرف بمنطق العصر. فالعنصر المحرك للوحدة العربية هو العامـل الاقتصادي، ولا فائدة من تحريك العناصر الساكنـة كاللغة والتراث والتاريخ المشترك. فهذه العناصر لم تحركنـا كما لم تحرك غيرنا من الشعوب الأخرى التي تتماثل معنا في هذه العناصر كأمريكا اللاتينيـة مثلا. وقال المفكر المغربي عبد الله العروي "لا  يُكتب نجاح لأي حركة وحدودية إذ لم تتحقق مصلحة اقتصادية، وإذ لم يرتبط في أذهان الجماهير نجاح هذه الوحدة بتحسين أحوال المعيشة. وإذا تحققت ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram