ممثلو الشعب في مجلس النواب العراقي كعادتهم في الدفاع عن حقوق ناخبيهم ، اختلفوا حول مشروع قانون العطل الرسمية ، ليس من المستبعد ان يخضع المشروع لتوافقات رؤساء الكتل لتمريره ثم نشره بالجريدة الرسمية ، الخلاف تمحور حول المناسبات الدينية ، وهي كثيرة ، بعض كتل التحالف الوطني اكدت ضرورة ادراجها ضمن مواد القانون استنادا الى ماورد في الدستور بخصوص منح جميع العراقيين حق ممارسة شعائرهم وطقوسهم .
العراق من اكثر دول المنطقة في عدد عطله الرسمية ، اما مناسباته الدينية فكثيرة وتحتاج في بعض الاحيان الى اسبوع كامل لممارسة شعائرها ، القوات الامنية تستنفر كل جهودها لتوفير الحماية ، تتعطل الصحف ، الدوائر الرسمية تغلق ابوابها ، ترفض استقبال مراجعيها القادمين من محافظات اخرى لترويج معاملاتهم في الحصول على راتب تقاعدي او منحة النازحين المهجرين قسرا من المدن الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش .
بيانات وزارة التخطيط اشارت الى وجود بطالة مقنعة في العراق ، وحددت ساعات العمل الفعلية في الدوائر الرسمية بتسعين دقيقة فقط ، مراجع اية دائرة في بغداد لايحتاج الى بيانات وزارة التخطيط المعنية بوضع الدراسات والخطط المتعلقة بتحقيق التنمية ، سيجد المراجع وجود اكثر من عشرة موظفين في الاستعلامات يستخدمون جهاز الهوكي توكي لضبط أمن الدائرة ، موظف اخر كلف بمراقبة سيارة المدير العام ، وثالث مهمته منع المراجعين من الدخول الى المرافق الصحية الخاصة بالموظفين .
بعد عطلة تشريعية امتدت قرابة شهر كامل عاد المشرعون العراقيون لعملهم الجهادي ، باطلاق التصريحات عبر المنابر الاعلامية ، وعلى طريقة التلويح بقطع الايدي ، هناك من اتهم كتلا نيابية بالوقوف وراء محاولات الغاء مناسبات دينية من القاموس العراقي ، فيما تتطلب المرحلة على حد تعبير بيانات وتوصيات مؤتمرات القمة العربية تضافر الجهود لدحر واحباط مؤامرات صهيونية تهدد مستقبل الامة ، خطورة اوضاع العراق الامنية والسياسية، تجاهلها نواب اعتادوا على اطلاق تصريحات تعتمد ستراتيجية الدفاع عن قواعدهم الشعبية بمزاعم احترام المشاعر الدينية .
العراق يحتاج الى اكثر من 360 يوما في السنة الواحدة لتلبية الراغبين في جعل المناسبات الدينية ايام عطل رسمية ، وهناك ايضا يوم الشهيد العراقي ، يوم الوفاء يوم السيادة يوم القضاء على حية سيد دخيل يوم اختراع وجبة الباقلاء بالدهن الحر ، يوم انتهاء نظام القطع المبرمج للتيار الكهربائي ، يوم فتح مجسرات الباب المعظم ، وغيرها من المناسبات الجديرة بالاحتفاء واقامة الافراح .
في مدرسة ريفية تقع في قرية نائية بمحافظة جنوبية ، اخبر رجل من كبار السلف ادارتها بتعطيل الدوام ثلاثة ايام متتالية ، لمناسبة وصول زاير داغر الى القرية قادما من ايران حاملا لقب الزاير ، المناسبة يعود تاريخها الى بداية عقد الخمسينيات ، تتطلب غلق المدرسة ، لاعطاء فرصة لتلاميذها للمشاركة في الكرنفال التاريخي للتعبير عن فرحتهم الكبيرة بعودة زاير داغر، الجدير بالاشارة ان احد ابناء الزاير اصبح قياديا في حزب متنفذ ، يقع مقره بجوار كعك السيد .
عطلة زاير داغر
[post-views]
نشر في: 4 يوليو, 2015: 09:01 م