عندما دقت ساعة ( بيج.بن ) اللندنية دقاتها الرتيبة ، لتعلن منتصف نهار غائم يوم الجمعة المنصرم . القى كل ذي حمل حمله . وتسمر واقفا حيث كان ، انصياعا واستجابة طوعية محضة ، لدعوة الشعب للوقوف دقيقة واحدة حدادا على الضحايا الذين قضوا نحبهم إثر تفجير سوسة بتونس ، على يد إرهابي قيل إن اسمه : سيف الدين رزقوي .
عند منتصف الظهيرة تلك ، نكست الأعلام المرفوعة على ساريات قصر الملكة ، ومقر رىاسة الوزراء ، وقبة البرلمان ، كما جرى خفض الأعلام المرفوعة على شرفات السفارات البريطانية عبر أنحاء العالم ، دعوة خفض الأعلام شملت المدارس والكنائس ، والجوامع ، حتى ملعب ويمبلدون الرياضي ، امتثل . دقيقة ، توقفت فيها المركبات والقطارات وحركة الطائرات و،،و
وقوفا مهيبا ، وصمتا ناطقا ، إجلالا لذكرى نفر من السياح الأبرياء ، لقوا حتفهم هناك .
وقوفا ، لدقيقة صمت ، ما استثني منها أحد ، بدءا من الملكة وزوجها ورئيسي مجلس الوزراء والنواب ، نزولا لأصغر نادل في مطعم متواضع .
اتابع المشهد الإنساني التضامني على الشاشات وعبر الصحف ، وتعتريني رجفة ، يلدغني كما لسع افعى سؤال لجوج :: كم جثة لضحية بريئة سقطت وتسقط كل يوم بل كل ساعة على ارض العراق ، فلا يأبه بها أحد ، ولا تنكس من اجلها الأعلام ، ولا يدعى للوقوف حدادا عليها أحد ؟؟
كم هي اعداد وانواع الموت المجاني على ارض الرافدين ؟ وهل هي دية دم ، مكتوب على العراقي البريء دفعها وهو صاغر ؟ ؟ سجلوا :
# موت سريري - جسدي - نتيجة الأمراض المستشرية ونقص العلاج وبؤس المستشفيات
# موت معنوي - إقصاء ،، تهميش ،، إهمال ،، نبذ محاصصة .
# موت اقتصادي - مادي - فقر ،، تحت خط الفقر ،، بطالة ،، عوز .
# موت إنساني ، انتهاك فاضح لأبسط حقوق الإنسان ، تهجير قسري ، نقص خدمات : ماء كهرباء ، إلقاء قبض عشوائي ، قضاء مسيس .
………
ثلاثون مواطنا بريطانيا نكست من أجلهم أعلام المملكة ،ووقفت الملكة وزوجها ورئيسا برلمانها وزرائها عليهم حدادا . و… ثلاث مئة نفر في العراق ، ثلاث مئة الف .. ثلاثة ملايين ، ثلاثين مليونا يتهددهم المصير المجهول — اقسى من الموت — وما من أحد يدعو للوقوف ساعة حداد احتجاجا ! نصف ساعة ؟! دقائق ؟؟ دقيقة واحدة ؟
حسناً .. نصف دقيقة ،، ولو نصف دقيقة !
ولو نصف دقيقة !
[post-views]
نشر في: 5 يوليو, 2015: 09:01 م