TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ولو نصف دقيقة !

ولو نصف دقيقة !

نشر في: 5 يوليو, 2015: 09:01 م

عندما دقت ساعة ( بيج.بن ) اللندنية دقاتها الرتيبة ، لتعلن منتصف نهار غائم يوم الجمعة المنصرم . القى كل ذي حمل حمله . وتسمر واقفا حيث كان ، انصياعا واستجابة طوعية محضة ، لدعوة الشعب للوقوف دقيقة واحدة حدادا على الضحايا الذين قضوا نحبهم إثر تفجير سوسة بتونس ، على يد إرهابي قيل إن اسمه : سيف الدين رزقوي .
عند منتصف الظهيرة تلك ، نكست الأعلام المرفوعة على ساريات قصر الملكة ، ومقر رىاسة الوزراء ، وقبة البرلمان ، كما جرى خفض الأعلام المرفوعة على شرفات السفارات البريطانية عبر أنحاء العالم ، دعوة خفض الأعلام شملت المدارس والكنائس ، والجوامع ، حتى ملعب ويمبلدون الرياضي ، امتثل . دقيقة ، توقفت فيها المركبات والقطارات وحركة الطائرات و،،و
وقوفا مهيبا ، وصمتا ناطقا ، إجلالا لذكرى نفر من السياح الأبرياء ، لقوا حتفهم هناك .
وقوفا ، لدقيقة صمت ، ما استثني منها أحد ، بدءا من الملكة وزوجها ورئيسي مجلس الوزراء والنواب ، نزولا لأصغر نادل في مطعم متواضع .
اتابع المشهد الإنساني التضامني على الشاشات وعبر الصحف ، وتعتريني رجفة ، يلدغني كما لسع افعى سؤال لجوج :: كم جثة لضحية بريئة سقطت وتسقط كل يوم بل كل ساعة على ارض العراق ، فلا يأبه بها أحد ، ولا تنكس من اجلها الأعلام ، ولا يدعى للوقوف حدادا عليها أحد ؟؟
كم هي اعداد وانواع الموت المجاني على ارض الرافدين ؟ وهل هي دية دم ، مكتوب على العراقي البريء دفعها وهو صاغر ؟ ؟ سجلوا :
# موت سريري - جسدي - نتيجة الأمراض المستشرية ونقص العلاج وبؤس المستشفيات
# موت معنوي - إقصاء ،، تهميش ،، إهمال ،، نبذ محاصصة .
# موت اقتصادي - مادي - فقر ،، تحت خط الفقر ،، بطالة ،، عوز .
# موت إنساني ، انتهاك فاضح لأبسط حقوق الإنسان ، تهجير قسري ، نقص خدمات : ماء كهرباء ، إلقاء قبض عشوائي ، قضاء مسيس .
………
ثلاثون مواطنا بريطانيا نكست من أجلهم أعلام المملكة ،ووقفت الملكة وزوجها ورئيسا برلمانها وزرائها عليهم حدادا . و… ثلاث مئة نفر في العراق ، ثلاث مئة الف .. ثلاثة ملايين ، ثلاثين مليونا يتهددهم المصير المجهول — اقسى من الموت — وما من أحد يدعو للوقوف ساعة حداد احتجاجا ! نصف ساعة ؟! دقائق ؟؟ دقيقة واحدة ؟
حسناً .. نصف دقيقة ،، ولو نصف دقيقة !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram