TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وجوه الإسلام في القرآن والحديث

وجوه الإسلام في القرآن والحديث

نشر في: 6 يوليو, 2015: 09:01 م

هل الإرهاب إسلامي أم الإسلام إرهابي؟
السؤال ليس حزورة، بل هو سؤال ينبثق من ملابسات ما يجري في منطقتنا والعالم، والجواب عليه ليس سهلاً، والمسلمون أنفسهم، حتى فقهاؤهم يكذبون عندما يقاربون سؤالاً، مثل هذا.
"داعش" اختصار "الدولة الإسلامية في العراق والشام" الذي غير اسمه إلى "الدولة الإسلامية" لأنه لم يعد في العراق والشام فقط، بل "بقي وتمدد" وضرب في ثلاث قارات، قبل أيام، أسس "دولة" لها بنية فوقية وأخرى تحتية، سك نقوداً وأقام مؤسسات تشريعية وتنفيذية، مع أن لا وجود لتعبير "دولة" في القرآن ولا في الحديث النبوي ولا في السُّنة، كما يقول المفكر المصري سيد القمني.
لكن هل أجاب عليه المفكرون العلمانيون العرب أو من يعدون في صنف المثقفين الأحرار، المستقلين على الأقل، الموضوعيين على أقل الأقل، عدا سيد القمني!
لا في التاريخ القديم ولا في المعاصر ثمة "دولة إسلامية" بالمعنى القانوني الحديث للمصطلح، عدا دولة بلاد فارس في شرق العرب أطلقت على نفسها "دولة إيران الإسلامية" والثانية تطبق الإسلام حسب ما تراه هي وترغب به اسمها "المملكة العربية السعودية".. الدولة الأولى تقوم وتتحرك على وفق المذهب الشيعي والثانية على المذهب السني الوهابي، والحرب بينهما سجالٌ وعوانٌ.. ولا ندري أي من الطائفتين هي الباغية لنقاتلها!
أما دولة الرسول في المدينة فهي بلا معالم ولا أركان ولا ملامح.. عدا القرآن دستوراً والسيف مشهوراً، وأول ما وصل محمد المدينة بنى مسجداً، وهو أشبه بالمأوى ليقيم فيه المهاجرون الجدد بقيادة النبي، وكل ما أنجز فيه هو تقريب وجهات النظر بين المهاجرين والأنصار (المؤاخاة) ثم المعاهدة بين المسلمين واليهود والقصة طويلة تمثل الحروب والغزوات أساس بنائها السابق واللاحق، ثم بداية انهيارها بوفاة الرسول.
واليوم، على أي وجه من وجوه الإسلام المتعددة يسير الناس؟
هل على وجه:
"هُوَ الذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ" (أي البطش ببقية أهل الديانات السماوية الأخرى).
أو: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ (كل أهل الديانات الأخرى في جهنم).
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (دعوة إلى الرحمة والصلح والحوار).
أو: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله وإن محمداً رسول الله - حديث نبوي (وهذا شعار "داعش" وتطبيقه بالضبط).
أو: الكلمة الطيبة صدقة - حديث نبوي (الحوار لا الحرب).
أو: وَقَالَتِ اليَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ.
أو: قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (إرهاب المختلف وابتزازه).
أو: لَّوْ يَشَاءُ اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً (وما ذنب الذي لم يشأ الله أن يهديه؟).
أو: لا إكراه في الدين (نقيض "قاتلوا الذين لا يؤمنون.... إلخ الآية).
أو: يقول ابن تيمية: إذا كان أصل القتال المشروع هو الجهاد، ومقصوده هو أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا، فمن امتنع من هذا قوتل باتفاق المسلمين، وأما من لم يكن من أهل الممانعة والمقاتلة كالنساء والصبيان والراهب والشيخ الكبير والأعمى والزمن ونحوهم، فلا يقتل عند جمهور العلماء، إلا أن يقاتل بقوله أو فعله، وإن كان بعضهم يرى إباحة قتل الجميع لمجرد الكفر إلا النساء والصبيان، لكونهم مالا للمسلمين، والأول هو الصواب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

(المدى) تنشر نص قرارات مجلس الوزراء

لغياب البدلاء.. الحكم ينهي مباراة القاسم والكهرباء بعد 17 دقيقة من انطلاقها

العراق يعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

البيئة: العراق يتحرك دولياً لتمويل مشاريع التصحر ومواجهة التغير المناخي

التخطيط: قبول 14 براءة اختراع خلال تشرين الثاني وفق معايير دولية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram