رصدت خلال أسبوع واحد عشرة تصريحات أو أكثر تخص المدرب الكولومبي سواريز الذي قيل عنه وعن اقترابه من تدريب منتخبنا الوطني الكثير حتى ليظن أحدنا ان المفاوضات الشفافة معه تدور في احد فنادق بغداد واتسمت التصريحات بعدم التطابق والضبابية كالعادة والتلويح بخيارات أخرى متناقضة تماماً مع ما يتم الإعلان عنه ، فتارة يُقال إن المدرب قطع شوطاً كبيراً بنجاح وإنه سيوقع العقد في غضون ساعات ثم يضرب اعلان آخر عرض الحائط منسوب لعضو اتحادي طبعاً بأن المفاوضات انهارت تماماً ليس لمتعلقات مالية ولكن لأسباب عائلية وينتفض العضو الآخر فيعلن ان الرجل لا يريد الحضور الى بغداد وإن المبلغ الأولي الذي وضعه لنفسه كان خيالياً الى حدود بعيدة !
الجميع تابع هذه التصريحات ولابد ان يكون قد سجلها في أجندته على انها اعلانات غير مفهومة ولا تمت الى المصداقية بصلة بقدر ما تعكس لنا حالة الضغط والشد النفسي وانعدام الانسجام حتى بين اعضاء اللجنة الثلاثية التي كلفت بالتفاوض مع المدرب الاجنبي وهي بذات الوقت تعكس لنا حالة من الاستخفاف بالعمل الرياضي والتفاعل مع الجمهور كون التصريحات والإعلانات تُطلق بلا دراية وموضوعية وتعريف المتابع عما يجري هناك بين مَن اُعتمدوا مفاوضين ومتعهدين لأجل انجاز هذا الملف الخطير الذي يتعلق بسمعة ومكانة اللعبة الشعبية الأوسع في العراق.
فمن خلال وضعهم هذا العدد الكبير من المدربين الاجانب نراهم يرسلون رسالة واضحة ان لديهم متسعاً من الوقت للتحري والمفاوضات وهو مخالف للحقيقة جداً ولو كانت هذه النيـة والمقصد لتركوا المدرب المحلي البديل يزاول عمله مع المنتخب وتجميع أفراده وإعداد ما يمكن إعداده للفترة المقبلة حتى موعد ساعة الفرج بقدوم المدرب الأجنبي الى العراق وموافقته على العمل في بغداد من دون قيــد أو شرط وإن كنت أشك كثيراً في مصداقية الاتحاد التمسك بهذا البند ايضاً مع ظهور بوادر الموافقة على أن يتولى سواريز المهمة في أربيل.
واليوم ومع خسارتنا لكل هذا الوقت بالتفاوض مع المدرب الأول المرشح ومع المرة السابعة التي يدَّعي بها زغير وموسى وجبار انتهاء المفاوضات ثم تعود مرة اخرى إلى بـدء الحديث مجدداً مع الصربي ميلوفان وبذات الطريقة السابقة التي بانت ملامحها مبكراً، وأعتقد انها لن تُفضي الى شيء يُذكر حتى مع الثالث حاجي أو الالماني وغيرهما. وسنعود الى ذات القصة القديمة ومدرب الطوارئ الذي يفرض نفسه قبل البطولة والمنافسات بأيام قلائل!
أزاء كل هذه الصورة والتخبط المرير الذي لن تُعرف نهايته نرى ان على الاتحاد الكروي ان يتخلص من حجم هذه الضغوطات المريرة التي تضعه بموقف لا يُحسد عليه بعد الفشل الذريع في ملف التعاقد مع المدرب اكرم سلمان وما رافقه من أخطاء فادحة أثرت عليه أيما تأثير وأكثرت من منتقديه وهم على حق في ما يقولون ،لأن المنتخب ملك الجميع وليس صنيعة الاتحاد وحده وله مكانة هائلة في نفوس جماهيرنا واعتبارات لا تقدر ولا يمكن ان يكون حقلاً للتجارب بلا دراسة أو تقييم موضوعي من وحي هذه الفرضية الثابتة أصلاً ومضمونا ، يجب ان يفكر الاتحاد بجميع الاعضاء ان ينهي هذا الملف بسرعة قصوى لأنه صار مملاً الى أبعد الحدود وبدا التقوّل يُصيب أعضاءكم وهم أصلاً لا يحتاجون الى أعباء اضافية.
ففي السلة ما يُقصِم الظهر من كوارث الدوري وشغب الملاعب والاحتراف والبُنى التحتية وغيرها ولم يبقَ لنا سوى المنتخب وعليكم ان تتصوروا ما الذي يبقى لديكم إن خسرتموه هو الآخر ، لذلك كله نرى ان التعامل مع المدرب المحلي في هذه الظروف الحرجة هو الأسلم ولو بصفة مؤقتة ريثما يُعتمد الاجنبي خاصة وان المدرب المحلي هو الأقرب للاعبين والدوري والأكثر اطلاعاً ومن الممكن تجميع اكبر قدر من اللاعبين المختارين في القائمة الآسيوية بعد ان أوشك الدوري على الانتهاء رسمياً بمباراتين فقط وهناك عدد جيد من المدربين المحليين الذين يتمنون فرصة تولي زمام الأمور وتهيئة المنتخب حتى وإن تم الاعتماد على لجنة من المدربين لأجل هذا الغرض قبل أن نفقد فرصة الإعداد في هذه الفترة بالذات التي تتطلب تحضير المنتخب بأكمل وجه حتى ايلول المقبل موعد المنافسات الرسمية .
ولأجل أن نكون منصفين ونمـد يــد العون فإن لجنتكم للمفاوضات مع الأجنبي عقيمة وينقصها أهل الخبرة والدراية وأهمهم المدربون المحليون المحترفون ممن لهم دراية بمثل هذه الملفات، ومن الممكن ان يقدموا لكم ما غاب عنكم حتى الآن بالمشورة التي لن تأكل من جرف عملكم الدبلوماسي المرير الذي لا زلنا ننتظر معه ساعة الفــرج.
مفاوضات الأجنبي عقيمة
[post-views]
نشر في: 6 يوليو, 2015: 09:01 م