اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ريبورتاج: التراث المعماري بعد اهماله تشويه في تأهيله

ريبورتاج: التراث المعماري بعد اهماله تشويه في تأهيله

نشر في: 7 يوليو, 2015: 12:01 ص

ظل فن الهندسة المعمارية في تطور مستمر وفق آليات ورؤى حديثة تنمو وتتطور مع تقدم الزمن والعالم حتى دخول الآلة أي (الكمبيوتر) في التصميم والهندسة، لتتحول البنايات الى أشكال واحجام هندسية مثيرة وربما تكون في غاية الروعة والجمال، لكن هذه الروعة والجمال جا

ظل فن الهندسة المعمارية في تطور مستمر وفق آليات ورؤى حديثة تنمو وتتطور مع تقدم الزمن والعالم حتى دخول الآلة أي (الكمبيوتر) في التصميم والهندسة، لتتحول البنايات الى أشكال واحجام هندسية مثيرة وربما تكون في غاية الروعة والجمال، لكن هذه الروعة والجمال جاءت على حساب جمال وروعة أخرى كانت في وقت ما تثير الدهشة في النفوس، لكن الزمن حولها الى ماض او تراث وبالنهاية هناك شيء حل محل شيء آخر على حساب شيء. 

وبالنّظر لأهمية التراث، فإنّ لكلّ ثقافةٍ قِيمَها المرتبطة بجذور الأسلاف والمتأصلة في المجتمع، ذلك لأنّ تراثَ كلِّ شعبٍ وأمة وقوم هو جزء من ثقافة المجمتع المتعاصرة والمتجددة على طوال الزمن، بيد ان لكل جديد بصمة من التراث، كما انه (اي التّراثُ) يُساهمُ في تأكيدِ الذّاتِ والهُويّةِ، ففيهِ ثروةٌ يمكن ان تغني الجميع.
تجارب عالمية
ما نشاهد الان من خراب ودمار للكثير من الابنية التراثية والاثارية في بغداد خاصة والعراق عامة وتدمير لكل معالمها حتى في حال اعادة التأهيل او الاعمار نلاحظ الاساءة في ذلك ... يقول الاكاديمي المعماري سمعان المقدادي : الاهتمام بالتراث المعماري ضرورة لابد منها، تتحملها مسؤوليتنا كمواطنين وكمعنين بالشان المعماري امام الاجيال القادمة، نظرا لما يمثله هذا التراث من مخزون حضاري مهم لبغداد بشكل خاص والعراق بشكل عام. مضيفا: لقد أعتنت الكثير من الدول العالمية ببقايا المدن القديمة وبنايتها المعمارية التراثية لكونها تمثل حلقة الوصل بين ماضي تلك المدن وحاضرها خاصة بالجانب المعماري.
واوضح المقدادي: بالطبع هناك تباين بالاهتمام من دولة الى اخرى وحتى من مؤسسة الى اخرى في حدود البلد الواحد. الا ان بعض الدول خطت خطوات متقدمة في سبيل المحافظة على ما تبقى من تراث معماري خاصة ذلك الذي يحمل طابع محلي، يعكس جانبا من التاريخ الحضاري لتلك المجتمعات. مسترسلا: لذلك فالاهتمام بالتراث المعماري على اختلاف طبيعته وتاريخه واماكن وجوده ضرورة تحتمها مسؤوليتنا امام الاجيال القادمة التي لن تغفر لنا تفريطنا بتراث الاجداد والاباء. مبديا اسفه الى ما الا اليه التراث المعماري العراقي من خراب واهمال وتشويه اثناء اعادة تأهيله وهذا ما حدث للمدرسة المستنصرية للاسف الشديد، اذ لم يتم المحافظة على الشكل والطراز البنائي لهذا الصرح العمراني المهم.
الوعي المعماري المفقود
الكاتب واستاذ التصميم محمد حيّاوي تحدث على الرغم من أن أغلب البلدان لا تملك عشر ما يمتلكه العراق من موروث معماري وتراثي ثر، إلا أنّها تسخّر كافة الإماكنيات والقوانين والتعليمات من أجل الحفاظ على مفرداتها التراثية تلك والاحتفاء بها وصيانتها لتفتخر وتتباهى بها أمام الشعوب الأخرى... مضيفا: في هولندا، على سبيل المثال، تقتضي القوانين المحافظة على المعالم التراثية وعدم إزالتها مهما كانت الأسباب، كما تخصص البلديات المحليّة المبالغ الطائلة لشاغلي تلك المباني من أجل صيانتها بشكل دوري، لا سيما في مدينة أمستردام التاريخية التي لا يتعدى عمرها الألف عام، حيث تزخر بالمباني القديمة التي ماتزال صالحة للاستعمال ولمختلف الوظائف، بل أن الشركات الكبرى ورجال الأعمال وحتى الناس العاديين، يفتخرون بالسكن والعمل في أحد تلك المباني التي كُيفت في الغالب وفق متطلبات الاستخدام الحديث من دون أن يمّس ذلك بطابعها المعماري القديم.
واستدرك حياوي: بل أن القوانين تجبر حتى مصممي المباني الجديدة على عدم الابتعاد عن الطبيعة المعمارية الأصيلة للمدينة والألوان المستخدمة في الواجهات التي عرفت بها المدينة تاريخياً.. وبقدر تعلق الأمر بالعراق.. ما أجمل أن يعاد تأهيل مباني القشلة التراثية وتكييفها واتخاذها كمقرات للحكومة العراقية أو البرلمان العراقي.. نعم أدرك أن الأمر يتطلب وعياً معمارياً هائلاً قد لا يتوفر لدى أغلب المسؤولين الحاليين، لكن في جميع الأحوال الأمر يستحق المحاولة والضغط على صانعي القرار .
بناة مهرة
الطراز البنائي ونوعية المواد المستخدمة في تلك الابنية خاصة التي شيدت في العصور العباسية والعثمانية تحتاج الى عناية خاصة في الترميم ، عن ذلك يقول البناء محمد علي:تحمل هذه البنايات والتشكيلات العمرانية خزينا كبيرا من التفاصيل والاشكال الزخرفية الفنية، والتي اكتسبها البناؤون من سلفهم السابق والخبرة اضافة الى حب المهنة. مستدركا: لذا لابد من اعداد جيل من البناة المهرة يحمل على عاتقه اعادة اعمار وتأهيل البنايات التراثية لاجل المحافظة على سمة هامة من سمات العاصمة بغداد.
واعلنت وزارة السياحة والاثار عن انجازها مراحل متقدمة من مشروع صيانة المدرسة المستنصرية. وذكر بيان للوزارة. انه تنفيذا لتوجيهات وزير السياحة والآثار عادل فهد الشرشاب تفقد وكيل الوزارة لشؤون الاثار والتراث قيس حسين رشيد موقع المدرسة المستنصرية في بغداد وكان باستقبالهم مدير عام دائرة الصيانة والحفاظ على الاثار المهندسة فائزة عبد القادر العبيدي.
واضاف البيان ان العبيدي قدمت شرحاً مفصلاً عن مراحل الصيانة والتأهيل التي قامت بها الكوادر الهندسية والاثارية المشرفة على المشروع والتي تضمنت معالجة تصريف مياه الامطار بما لا يتعارض مع طابع المبنى الاثري، مضيفة: فضلاً عن صيانة الارضيات والزخارف الهندسية والنصوص الكتابية لواجهات الأواوين الخارجية التي تزين مداخل وجدران المدرسة.
من جهته اكد وكيل الوزارة على اهمية الالتزام بانجاز الاعمال الجارية ضمن السقف الزمني المحدد تمهيداً لافتتاح المدرسة في القريب العاجل كرد ثقافي وحضاري على جرائم داعش الارهابية التي طالت المواقع الاثارية والتراثية والثقافية في بعض المحافظات التي دنستها تلك العصابات الاجرامية ..

 

 

 

فاصلة: بات الامر اكثـر ضرورة الى اهمية انشاء جمعية عراقية او هيئة مختصة بالمحافظة على التراث البنائي واعادة تأهيله بشكل علمي، مكونة من اختصاصيين بالعمارة والبناء والتاريخ والهندسة. كي لايكون الاعمار والتأهيل على شاكلة ما حدث للمدرسة المستنصرية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram