عودة النازحين الى مناطق سكنهم في المدن الواقعة جنوبي محافظة صلاح الدين ، بلد الاسحاقي، يثرب ، المزاريع ، مازالت تواجه الكثير من العقبات، تنتظر تسوية الخلاف العشائري عن طريق دفع مبالغ مالية ضخمة لذوي الضحايا ، يعتقدون بان السبب وراء فقدان ابنائهم على يد مسلحي تنظيم داعش كان نتيجة وشايات قدمها بعض سكان مناطقهم .
محافظ الانبار رائد الجبوري اعلن امكانية حسم المشكلة بتحمل الدولة دفع مبالغ مالية للمتضررين ، ولهذا الغرض تشكلت لجنة خاصة تضم ممثلين عن جهات رسمية وناشطين مدنيين فضلا عن شخصيات عشائرية ، في اجتماع عقد في قضاء بلد قبل اشهر حضره مستشار الامن الوطني بعد اعلان سيطرة القوات الامنية على معظم مدن المحافظة ، بحث المجتمعون عودة النازحين ، وتوصلوا الى قناعة اكيدة بان حسم المشكلة يحتاج الى جهود حكومية عبر توفير الاموال اللازمة لتعويض ذوي الضحايا ، لضمان عودة آمنة للاسر النازحة الى مناطق سكنها .
في العرف العشائري السائد في العراق بالامكان تسوية الخلاف عن طريق دفع الاموال ، بنصب جادر الفصل في مضيف احد وجهاء المنطقة ، والقسم بالشيخ جميل ، على التعهد بميثاق شرف ليعيش الجميع بسلام واطمئنان ، جميع سكان مناطق جنوبي صلاح كانوا وحتى وقت قريب يزورون مرقد الشيخ جميل بكسر الجيم في الاعياد والمناسبات ، لقراءة سورة الفاتحة على ارواح موتاهم ، الشيخ واحد من الاولياء الصالحين ، لم تستثمر لجنة تسوية الخلاف العشائري مكانته بين الاهالي ليوقعوا ميثاق الشرف ، ربما خشية من تكرار خرق اتفاق الشرف ، كما حصل سابقا ، فقبل ان يجف حبر ميثاق الشرف ، تصاعدت لهجة تبادل الاتهامات بين كبار الساسة والمسؤولين ، حتى وصلت الاوضاع الى مرحلة تطلبت تدخل التحالف الدولي ، وعقد مؤتمرات اقليمية ، خرجت منها توصيات تؤكد اهمية دعم العراق في حربه ضد الارهاب ، فضلا عن تقديم مساعدات انسانية لملايين النازحين المهجرين من مناطق سكنهم الواقعة خارج سيطرة القوات الامنية .
بحسب تصريحات مسؤولين في محافظة صلاح الدين اقسموا بالشيخ جميل بان مشكلة النازحين في طريقها نحو الحل عندما توفر الحكومة المبالغ المخصصة للمتضررين ، وفي ظل سياسية التقشف ، ونتائجها المتعلقة بتعطيل تنفيذ مشاريع تقديم الخدمات الاساسية في مقدمتها توفير الطاقة الكهربائية في الصيف العراقي الساخن ، تبدو الحكومة على الرغم من اعلان اصحاب القرار انها ليست مفلسة لكنها تواجه مشكلة شح الاموال ، لن تستطيع تلبية متطلبات تنفيذ برنامج عودة نازحي صلاح الدين ، أمامها خيار وحيد هو التوجه الى حيث يقع مرقد الشيخ جميل ، وببركاته يمكن تسوية النزاع قبل حلول عيد الفطر ، بدفع عشرة ملايين دينار لاسرة القتيل ، مع تعهد حكومي والقسم بالشخ جميل ليضا بترويج معاملة الحصول على راتبه التقاعدي خلال سقف زمني لا يتجاوز ثلاثين يوما ، نسخة منه الى الدائرة المختصة بانجاز رواتب المتقاعدين .
قسماً بالشيخ جميل
[post-views]
نشر في: 6 يوليو, 2015: 09:01 م