تغص مستشفيات عدن، كبرى مدن جنوبي اليمن، بالمئات من المرضى وجرحى الحرب التي لا نهاية لها على ما يبدو، بانتظار الموت في ظل نقص حاد في المستلزمات الطبية والادوية.وفي الطابق الرابع من مستشفى الصداقة الحكومي، يرقد عشرات المصابين بحمى الضنك المنتشرة حيث بل
تغص مستشفيات عدن، كبرى مدن جنوبي اليمن، بالمئات من المرضى وجرحى الحرب التي لا نهاية لها على ما يبدو، بانتظار الموت في ظل نقص حاد في المستلزمات الطبية والادوية.
وفي الطابق الرابع من مستشفى الصداقة الحكومي، يرقد عشرات المصابين بحمى الضنك المنتشرة حيث بلغ عدد الاصابات اكثر من خمسة آلاف وفقا لمصادر طبية .
ويقول عبدالله قحطان وهو محام من سكان منطقة دار سعد "نموت ببطء والعالم يتفرج علينا نحن محاصرون لا غذاء ولا دواء ولا حياة هنا في عدن".ويضيف انه مصاب بحمى الضنك و"انخفاض صفائح الدم ، وقررت الطبيبة علاجات ، لكن لم احصل عليها ما يعني انني ساموت في حال لم يتوفر العلاج".
وتنتشر الاوبئة وحمى الضنك والملاريا والطاعون والتيفوئيد نظرا لتدهور معايير النظافة بسبب المعارك العنيفة بين المتمردين الشيعة وحلفائهم و"المقاومة الشعبية" في العاصمة السابقة لليمن الجنوبي، كما وتشهد الاوضاع الصحية تدهورا منذ انطلاق حملة جوية بقيادة السعودية في 26 اذار/مارس الماضي.
ومنذ اذار/مارس قتل في اليمن اكثر من 2800 شخص بينهم 1400 مدني، وفق الامم المتحدة، فيما جرح 13 الفا اخرين.وفي مستشفى الصداقة ايضا، اعيد فتح مركز غسيل الكلى بعد اغلاق دام خمسة ايام نتيجة انعدام المحاليل ما ادى الى وفاة اثنين من مرضى الفشل الكلوي، بحسب مصادر طبية.ويقول الممرض صالح عبدالله "بعد خمسة ايام من الاغلاق تم اعادة فتح مركز غسيل الكلى بعد تدخل اللجنة الدولية للصليب الاحمر".وقرب مستشفى الصداقة، تستقبل منظمة "اطباء بلا حدود" العدد الاكبر من جرحى المواجهات لاسيما من المدنيين و"المقاومة الشعبية" بسبب قرب موقعها من مناطق النزاع.وفي قسم النساء، كانت سعود صالح قائد ، تنتظر الطبيب المناوب لتفقد جراحها بعد ان فقدت ساقيها اثر سقوط قذيفة هاون بجوار مدرسة دار سعد قرب منزلها.وقالت باكية "الموت كان اهون لقد دمروا حياتنا ونزعوا مني اغلى شيء (...) فما الفائدة من وضعي هذا"؟واضافت "كنت ذاهبة اغرف ماء بعدما قطعوه علينا من لحج فقطعت القذيفة رجلي".وفي المستشفى ذاته، تقف ام محمد بجوار ابنتها هيام (? اعوام) التي اصيبت بشظايا جراء سقوط صاروخ كاتيوشا قبل ايام على حي حاشد بالمنصورة.وتقول "اقضي وقتي هنا بجوار ابنتي لان والدها بالسعودية ، الاطباء يعملون بشكل جيد لكن بعض العلاجات تتأخر ربما بسبب الحرب".وتضيف ام محمد "ما تقوم به اطباء بلا حدود جهد تشكر عليه فهولاء اجانب جاؤوا لانقاذ ارواحنا وارواح اولادنا بينما نحن نقتل" بعضنا.وقد اعلنت "اطباء بلا حدود" مؤخرا انها عالجت في سبعة مراكز تابعة لها اكثر من اربعة الاف جريح اصيبوا في الحرب كماانها تمكنت من ادخال اكثر من 100 طن من المواد رغم خطورة الاوضاع.يذكر ان جميع المستشفيات الحكومية في عدن تعاني من نقص في المواد الطبية وانقطاع التيار الكهربائي.وفي هذا السياق، يقول مهيب عباد من ائتلاف عدن للاغاثة الشعبية ورئيس لجنة الصحة لفرانس برس "هناك اكثر من خمسة الاف حالة بحاجة الى نقلها الى الخارج لتلقي العلاج وعلى دول التحالف العربي القيام بذلك".ويحاول موفد الامم المتحدة الخاص الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد الموجود في صنعاء منذ الاحد اقناع الاطراف المتحاربة في التوصل الى هدنة مشيرا الى "ازمة انسانية تتخذ ابعادا كارثية".وقد اعلنت الامم المتحدة الاربعاء الدرجة الثالثة من حالة الطوارئ الانسانية، وهي الاعلى، في اليمن حيث بات اكثر من 21,1 مليون يمني يمثلون 80% من السكان بحاجة الى مساعدة انسانية، ويعاني 13 مليونا منهم من نقص غذائي و9,4 ملايين من شح المياه.