TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > صاروخ "سني"

صاروخ "سني"

نشر في: 6 يوليو, 2015: 09:01 م

من المؤكد أن السيد وزير الدفاع يمتلك أكثر من جهاز تلفزيون، ومن المؤكد أنه يشاهد كيف يتعامل المسؤول الحكومي مع الكوارث التي تتعرض لها بلاده.، وأكيد أنه تفرج مثلنا على "صديقه" وزير الدفاع الاميركي، وهو يعتذر دامع العينين لشعبه عن حادثة اطلاق نار تسبب به احد افراد القوات الخاصة ، والذي راح ضحيته 9 اشخاص ، وأن الرجل الذي يزدحم جدول اعماله بالمشاكل ، ذهب بنفسه إلى مكان الحادث ليشد من أزر عوائل الضحايا، فيما مجلس الامن القومي يعقد اجتماعا استثنائيا لبحث تداعيات الحادث، وحتما ان السيد خالد العبيدي استمع مثلنا الى نشرات الاخبار التي تقول ان الحكومة الاتحادية الاميركية وجهت بتعويض عوائل القتلى فورا.
9 ضحايا اطلاق النار الاميركي، وقف البيت الابيض ومعه البنتاغون ليواسوا عوائل الضحايا، فيما لايزال قادتنا الأمنيون يرفضون عبور عتبة البرلمان ليجيبوا عن سؤال: لماذا في شهر حزيران الماضي فقط، قتل "1466" واصيب بعاهات مستديمة اضعاف هذا العدد، ولماذا تتحول بيوت العراقيين إلى مقابر جماعية؟
في الاسابيع الماضية عاشت اميركا ملحمة بشرية في الدفاع عن قيمة الحياة، كان فيها المتضررون من نزق ورعونة مجند شاب، يعيشون الأمل بأن ساستهم ومسؤوليهم لا يمكن ان يتخلوا عنهم.
وأنا أتابع حادثة اطلاق صاروخ بالخطأ من طائرة عراقية على عدد من بيوت منطقة النعيرية كنت أقول لنفسي: ما الذي سيفعله مسؤولونا الامنيون المشغولين بمعركة كسر العظم بين الغراوي وغيدان؟ فقدمت لي وزارة الداخلية الجواب الشافي، من خلال بيان سريع للشعب يقول ان: "سيارة مفخخة كانت في منطقة النعيرية انفجرت، مما أسفرت عن مقتل ثلاثة اشخاص" ولم يمض على الخبر ساعات حتى صدر بيان من خلية الاعلام الحربي لتعلن ان سبب الحادث كان "سقوط قنبلة من طائرة حربية عراقية نوع سوخوي اصابها خلل فني، وان عدد الضحايا اكثر من 15 شخصا".. ولم ينته الامر عند هذا الحد فقد خرجت تصريحات يؤكد اصحابها ان الصاروخ لم ينطلق من الطائرة مثلما روجت الحكومة ، وانما انطلق من الانبار، فيما خرجت علينا النائبة عالية نصيف لتعلن: "ان سقوط هذا الصاروخ فوق منطقة شعبية من طيف واحد أمر مثير للاستغراب".
هكذا وبلمح البصر يتحول الاهمال والفشل الى قضية طائفية، والمأساة من خطأ فني، كما اخبرتنا وزارة الدفاع، الى صاروخ "سني" يريد النيل من الشيعة.
اعتذار وزير الدفاع الاميركي يقول: إننا لن نسمح بفقد مواطن واحد. فيما نحن نعيش في ظل ساسة مصرين على ان يجدوا للفشل اكثر من مبرر، ويعلقوا الفشل على الشماعة تلو الشماعة، حتى تصبح مهمتهم البحث الدائم عن الشماعات سواء كانت سنية ام شيعية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. د عادل على

    استاد على حسين المبجل---لقد دكرتنى بمقالك هدا بالمقابر الجماعيه ومن الشهداء فيها اخى صادق الدى شدوا يديه وساقيه وفتحوا غاز المطابخ عليه وسدو الباب عليه في ابى غريب --الجريمه كوردى وشيعى في نفس الوقت-----------انما ترون لواقعه---------انها القبور الجامعه

  2. خليلو...

    الى هولاء الذين اوردت أسماءهم من المنتسبين الى العراق اقول - وانا في غاية الأسف لسوء ادبي- تفففييي على وجوهكم القبيحة الكالحة يا اولاد .........!! وكلمة الأولاد يشمل الجنسين في تعريف اللغة ... اقبل إعتذاري يا أخي علي حسين فإن الغضب يزيح عن الإنسان حدود

  3. alialsaffar

    هكذا تتفاقم الازمات بعدم جدية رؤية المشاكل وضياع الشجاعة لتحديد الخطأ ثم العمل على تجاوزه بعد إقراره والاعتذار الجاد بعدم تكراره ؛ لإن السادة ينسبون لإنفسهم الكمال ؛ وفي نفس الوقت يقولون الكمال لله وحده ( جل وعلا )... ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ...) صدق الل

  4. ابو اثير

    تصريحات وزارةالداخلية والدفاع ثم النائبة الرفيقة عالية نصيف ثم ما تلاه من تصريحات هنا وهناك تثبت بالدليل القاطع أننا نعيش في أجواء مهزلة حكومية وبرلمانية وبتنا لا نعرف أو نصدق وزارة الدفاع أو الداخلية أو عضوة مجلس النواب الخبيرة بكشف مصادر النيران وألأسلح

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram