تترقب ام احمد اعلان النتائج للدراسة المتوسطة، فهو عام دراسي استثنائي نتيجة ألاوضاع العامة للبلاد. هذا الترقب خلق حالة هستيرية للعائلة سيما أن الجهد والمبالغ المالية المصروفة على المدرسات والمدرسين الخصوصيين لم تكن طبيعية والتحضير لليوم الدراسي
تترقب ام احمد اعلان النتائج للدراسة المتوسطة، فهو عام دراسي استثنائي نتيجة ألاوضاع العامة للبلاد. هذا الترقب خلق حالة هستيرية للعائلة سيما أن الجهد والمبالغ المالية المصروفة على المدرسات والمدرسين الخصوصيين لم تكن طبيعية والتحضير لليوم الدراسي لم يكن هو الاخر بالسهل. ساعات وهي تنتظر أستلام النتيجة ، سيما أن العديد من المواقع الالكترونية بدأت باعلان النتائج لعدد من المحافظات فيما كان موقع وزارة التربية خالي الوفاض لاهمية الحدث باستثناء نشاطات معالى الوزير وهذا الترقب زاد من حالة الغضب مما اضطررت الى الافطار المبكر نتيجة أرتفاع الضغط . وباشرت ادارة المدرسة عصراً باعلان النتائج للطلبة وكانت نتيجة ( احمد ) هي الرسوب بثلاث مواد وكانت نتيجة زميله المجتهد والمعروف بذكائه ( مكمل) بدرسين ) من بينها مادة الرياضيات.ونسبة الرسوب في صف احمد هي الغالبة تليها نسبة المكملين واخيرا النجاح اذ كان عددهم لايتجاوز اصابع اليد الواحدة.
( المدى ) وبمراجعة سريعة للعديد من نتائج المحافظات ومنها بغداد لاحظت أن نسبة النجاح للدراسة المتوسطة بلغت قرابة 27% . وهنا نتساءل هل هذه النسبة تشكل المستوي الحقيقي لواقع العملية التربوية فى البلاد .
اتهام الهيئات التدريسية
حسن هادي عباس والد ثلاثة طلبة فى المرحلة الابتدائية والمتوسطة يوضح أن اسباب انخفاض المستوى التعليمي فى البلاد عموماً يقع من مسؤولية الهيئات التدريسية اذ انخفض مستواها بشكل محزن ومؤسف وعدم الجدية في اكمال وايصال المادة للطالب. والدليل نتائج العام الحالي. .مشيرا: الى أن احد الطلبة فى المنطقة يضرب به المثل بالمستوى العالي للدراسة على مدار السنة وكانت نتيجته مكملا بمادتين واخر يعتبر قدوة الصف هو الاخر مكمل.
واضاف عباس هذ النتائج غير طبيعية ولابد ان نفهم حقيقة مايجري وهل أن جميع الطلبة فى عموم البلاد هذا مستواهم الحقيقي. المفاجأة لم نسمع ان هناك طلبة حققوا نتائج جيدة ودرجات مرتفعة . .مكمل او راسب والنجاح حالات معدودة في كل مدرسة. مبينا: أن مسؤولية تدني الواقع الفعلي للدراسة فى البلاد تكون من مسؤولية الهيئات التدريسية بالاضافة الى القيادات في مديريات التربية والوزارة حين اعلنوا ان المستوى الدراسي هذا العام ممتاز ويبشر بالخير. ومنها تصريحات الوزير تحديداًوالمشكلة ألاكبر انهم يحملون الطلبة واولياء الامور المسؤولية بتدني مستوى النتائج وعدم المتابعة.
الحالة الاقتصادية
احمد كيطان مدرس لغة عربية يوضح لـ(للمدى) المسؤولية تقع على عاتق الجميع، ومن موقعي ارى ان هناك الكثير من اولياء الامور يتابعون ابناءهم ويتوعدونهم بالعقاب. مضيفا: ان الكثير منهم يتصل به لمعرفة نتيجة ودرجة ابنه. موضحا لكن الامر لايلغي عدم مبالاة البعض لمستوى ابنائه وعدم متابعة مواظبة حضورهم او غيابهم وحتى مستواهم الدراسي. الامر الذي اوصل هولاء الطلاب الى عدم الاهتمام بالدراسة والحصول على شهادة تؤهله الى اكمال مسيرته العلمية.
كيطان اشار الى أن الوضع العام للبلاد وفي شتى المجالات الحياتية قد ترك اثره على الواقع الدراسي. خاصة الجانب الاقتصادي المربك للكثير من العوائل التي لاتستطيع توفير الظروف الملائمة لابنائها. مستطردا: حتى في اجتماع مجلس الاباء يحضر البعض والاخر يرفض، والبعض ممن يحضرون يكون حضورهم سلبيا للاسف اذ يتدخلون بعمل المعلم ويطلبون منه انجاح أبنائهم على الرغم من عدم استحقاقهم لدرجة النجاح.
الاهلي والحكومي
محمد عبد الحسين مدرس متقاعد يوضح لـ( المدى ) أن العملية التربوية تعيش ظروفا صعبة جداً وليس من السهل النهوض بها فى الوقت الحاضر فهناك خلل كبير فى ادارة المؤسسة التربوية في ظل غياب واضح للمختصين. متابعا: بل اكاد اجزم ان وزارة التربية تعمل خارج السرب الحكومي أذ نلاحظ ان هناك اعضاء مجلس النواب ومجالس المحافظات لا يهتمون بالابنية المدرسية ولم يبادر احد للمطالبة باصلاح العملية التربوية ومشاكلها. مضيفا: هناك العديد من الاساتذة والمعلمين والمعلمات يشكلون عبئاً كبيرا على التعليم فى البلاد بسبب المزاجية وعدم الجدية بعملهم.
عبد الحسين أوضح أن القطاع الاهلي اثبت كفاءته على الحكومي من خلال النتائج المعلنة وحصول المدارس الاهلية على نسب جيدة تتجاوز 50% من المجموع الكلي فيما كانت النسبة الحقيقية للقطاع الحكومي لاتتجاوز 23% بما فيها المدارس المعروفة مثل الغربية والحريري والكرخ.
مخاوف مشروعة
شيماء محمد مالك 38 عاما توضح لـ ( المدى ) أن هاجس الخوف والقلق وغيرها من الامور المتعلقة باداء الامتحانات والوضع العام ربما تكون سببا في تدني مستوى الدراسة وكيفية ايصال المادة الى الطلبة مع غياب الاشراف التربوي الذي بات الحلقة المفقودة بالعملية التربوية.
مالك بينت ان هناك مشاكل في نوعية الاسئلة لاسباب عديدة اهمها انها من خارج المنهاج وفيها اجتهادات من قبل اللجنة المختصة بوضع الاسئلة التي في اغلبها لاتراعي الظروف الصعبة التي يعيشها الطالب وكأن واضعي الاسئلة يعيشون في عالم اخر.
31 مدرسة تحصل على نسبة صفر %
محافظة ذي قار هي الاخرى تتساءل عن أسباب تدني المستوى التعليمي اذ دعا نائب محافظ ذي قار الدكتور محمد الصويلي مديرية التربية في المحافظة الى بيان اسباب تراجع نسب النجاح لطلبة الثالث المتوسط في المحافظة وفيما اشار الى ان المدارس الاهلية لم تحقق هي الاخرى نتائج مقبولة بل بالعكس، من ذلك داعيا لجنة التربية في مجلس المحافظة الى دراسة اسباب هذا التدني في المستوى التعليمي .الصويلي أوضح ان نتائج طلبة الثالث المتوسط في المحافظة محبطة جدا ولم تكن متوقعة وهي تؤشر على وجود خلل في العملية التربوية و ينبغي السعي الجاد لتشخيصه وايجاد الحلول المناسبة له والوقوف على حقيقة هذا الخلل بأسرع وقت ممكن وتقديم دراسة واضحة حول الاسباب والمسببات .لاسيما أن النتائج اظهرت ان 18 مدرسة اهلية قد حصلت على نسبة صفر % ، فيما كانت نسب نجاح باقي المدارس الاهلية متدنية جدا ووصلت الى اقل من 7% .
وكان تقرير نتائج الدراسة المتوسطة للعام الدراسي 2014- 2015 لتربية ذي قار الذي أعلنه رئيس اللجنة التربوية في مجلس المحافظة، بيّنت تحقيق نسب نجاح تقدر بـ 29.5 بالمئة، مشيراً إلى أن عدد مدارس المحافظة التي شارك طلبتها في امتحانات الدراسة المتوسطة لهذا العام بلغت 494، منها 54 مدرسة حصلت على نسبة تتراوح بين الـ 50% و 98%، و171 مدرسة نسبة نجاحها تراوحت بين 25% و49% ، و268 مدرسة حصلت على نسبة نجاح تراوحت بين الصفر و 24% أي 439 مدرسة دون الـ 50% من مجموع 494 مدرسة، في حين حصلت 54 مدرسة فقط على اكثر من 50% .
وأظهرت النتائج أن 31 مدرسة حصلت على نسبة صفر بالمئة، من بينها 18 مدرسة اهلية من مجموع 60 مدرسة أهلية في المحافظة، وأن أعلى نسبة نجاح حققتها المدارس المسائية كانت بواقع 8،93 بالمئة وحصلت عليها ثانوية الشطرة المسائية بنات وأن 11 مدرسة مسائية حصلت على نسبة صفر علماً ان عدد المدارس المسائية 25 مدرسة.
وسط 30 %
فى حين اعلنت مديرية تربية محافظة واسط ان نسبة النجاح التي حققتها المرحلة المتوسطة في اداء امتحانات الدور الاول البكالوريا هذا العام هي ٣٠٪.وقال مصدر مسؤول في مديرية تربية واسط ان نسبة النجاح التي حققتها المرحلة المتوسطة في الامتحانات النهائية للعام الدراسي الحالي قد بلغت ٣٠,٩٪ وهي تعد نسبة نجاح منخفضة مقارنة بالاعوام السابقة.واشار المصدر ان عدد الطلبة الذين قاموا بتأدية الامتحانات النهائية الدور الاول للعام الدراسي ٢٠١٤-٢٠١٥ قد بلغ ١٨٠٠٠ طالب توزعوا على ٢٠٢ مركز امتحاني في عموم المحافظة .
شكوك الطلبة والمدرسين لمادة الرياضيات.
شكوك راودت الطلبة والمدرسين حول طبيعة الاسئلة الخاصة بمادة الرياضيات للصف الثالث المتوسط والمخاوف من طبيعة النتائج . تلك المخاوف التى تداولها العديد عبر شبكة التوصل الاجتماعي اخذت بنظر الاعتبار من خلال زيارة وزير التربية الى احد المراكز الامتحانية للوقوف على حقيقة الامر . النتائج المعلنة لجميع المدارس اكدت صحة تلك الشكوك والتى كانت نسبة النجاح في هذه المادة اقل بكثير من اي مادة اخرى.
تهيئة الاجواء المثالية
المتحدث الرسمي لوزارة التربية ابراهيم سبتي أوضح لـ( المدى ) أن الوزارة تحترم جميع ألاراء وما تم طرحه عبر وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي والخاصة بنتائج المرحلة المتوسطة. موضحاً: أن السنة الحالية شهدت تهيئة اجواء مناسبة للطلبة أثناء اداء الامتحانات. كذلك الامر مع المصححين وهذه بشهادة الكادر العامل فى المراكز الامتحانية من مدرسين ومدرسات اذ تم تهيئة جميع احتياجاتهم. وعن طبيعة ألاسئلة اشار سبتي أن جميع ألاسئلة تم وضعها من المنهاج المقرر ولم يكن هناك اي سؤال خارج المنهاج كذلك لم تشهد الامتحانات العامة للصفوف المنتهية أي خرق والذي كان يراهن عليه العديد بالاضافة الى الحملات المتكررة للترويج عن تسرب الاسئلة والتى كانت هي الاخرى رهان من يريد العبث بالعملية التربوية مشيرا الى ان النتائج أظهرت نسب نجاح العديد من الطلبة وبدرجات عالية جداً.
إكمال تدريس المناهج
جودة عبد الامير مدرس اوضح لـ(المدى ) ان العديد من المدارس لم تكمل المنهاج بسبب عدم وجود مدرس متخصص بالمادة، علما ان مديريات التربية على علم بهذا الامر. مبينا عدم وجود نظام ومنهاج تدريسي متكامل يعتمده ألاساتذة. مع تأخر البدء الفعلي للمنهاج بشكل مبكر وتأثر الطلبة بموضوع العطل الرسمية الدينية التى تمتد الى أسبوع أحياناً. مشددا: ان ادارات المدارس تعلم جيداً ان النتائج السلبية لن تؤثر عليها بسبب المحاباة أو العلاقة بين ادارة المدرسة والمشرفين ولهذا حصل ما حصل، وتدنت نسبة النجاح كثيرا، ولولا الدروس الخصوصية التي يحصل عليها الطلبة خصوصاً لمادة الكيمياء والفيزياء والانكليزي لكانت النسبة اكبر، فالكثير من المدارس لم تكمل المنهاج الدراسي.
اجواء غير مناسبة
عضو لجنة التربية في مجلس النواب زينب وحيد سلمان اوضحت لـ( االمدى ) أن الوزارة اثبتت فشلها وتتحمل المسؤولية الكاملة لمستوى النتائج التى اعلنت وكانت مخيبة للامل، اذ لم تراع الوضع العام التى تعيشه العائلة العراقية فى هذه الظروف الصعبة. مشيرة الى طبيعة الاسئلة، عادة الامر انتقاما من الطلبة .
واضافت سلمان: كما فشلت الوزارة فى تهيئة الاماكن المناسبة للمصححين اذ كانت المعاناة واضحة على الكادر العامل فى مراكز التصحيح وادخال البيانات فى جو حار جداً مما اثر على جهد المصحح وكان الضحية في النهاية الطالب.
نسبة غير معتمدة
مدير عام الامتحانات والتقويم في الوزارة شاكر نعمة عبد عون أوضح لـ( المدى ) أن النسب النهائية لم ترد الينا من قبل مديريات التربية لحد ألان وان النسبة النهائية تحتسب بعد الدور الثاني. وعن نسبة النجاح أوضح شاكر أنها طبيعة جداً ولم يكن هناك اي اشكال فى عملية التصحيح وادخال الدرجات. مبينا: أن الوزارة اعلنت الدخول الشامل في امتحانات الدور الثاني للدراستين الابتدائية والمتوسطة للمراحل المنتهية .
واضاف عون: ان هيئة الرأي في الوزارة قررت منح الطلبة الراسبين بأكثر من مادتين الفرصة لاداء الامتحانات في الدور الثاني في خطوة من شأنها عدم اضاعة جهد سنة كاملة عليهم. داعيا الطلبة لاستثمار هذا القرار بشكل ايجابي وتعويض ما فاتهم كي يلتحقوا بأقرانهم ممن نجحوا في الدور الاول، مؤكداً حرص الوزارة بكامل كادرها على اعانة طلبتنا في هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها بلدنا العزيز.
ألاسئلة من المنهاج
محمد عبد الكريم مدرس مادة الرياضيات للمرحلة المتوسطة يوضح أن جميع ألاسئلة التى اقرت من قبل اللجنة المعنية كانت ضمن المنهاج المقرر ولم يكن هناك أي سؤال او فرع من سؤال خارج المنهاج . مستطردا: أن هناك عزوفا كبيرا للطلبة على المذاكرة ومتابعة الدراسة بشكل مستمر وهذا مشخص من قبل الجميع وحتى العائلة نفسها كون السنة الدراسية كافية لمعرفة مدى التزام الطالب وخير دليل لذلك هو المستوى المتذبذب للعديد من الطلبة اذ نرى أن المستوى للفصل ألاول يوضح جدية المواظبة والمذاكرة فيما ينخفض هذا المستوى فى نصف السنة الدراسية والفصل الثاني ويتم ابلاغ اولياء ألامور بذلك لكن لايتغير شيئا.
ألانترنت وشبكات التواصل
ميسون صالح باحثة أجتماعية توضح أن هناك حالة مشخصة فى المجتمع العراقي والمتمثلة بقضية انشغال الطلبة بألانترنت وشبكات التواصل ألاجتماعي مما اخذ وقتا كبيرا من حياة الطالب بالاضافة الى الجهد الضائع. مشيرة: الى ان عددا من الدراسات والابحاث ناقشت وشخصت هذا الخلل مما اعطى نتائج عكسية ظهرت على المجتمع و منها أنشغال الطلبة ، وترك الموضوع الابرز وهو المذاكرة ومتابعة الدراسة ومن الطبيعي ان تكون النتائج سلبية فى النهاية، وهذا ما تلمسناه مؤخرا حين اعلنت نتائج الدراسة المتوسطة.
