أكدت صحيفة بريطانية معروفة عالمياً، الاثنين، أن العشرات من المتطوعين الأجانب يقاتلون مع قوات البيشمركة ضد (داعش)، مبينة أن القوات الكردية بحاجة إلى أسلحة ثقيلة أكثر من حاجتها لأولئك المتطوعين. وقالت صحيفة الاندبندنت البريطانية، في تقرير لها تابعته (ا
أكدت صحيفة بريطانية معروفة عالمياً، الاثنين، أن العشرات من المتطوعين الأجانب يقاتلون مع قوات البيشمركة ضد (داعش)، مبينة أن القوات الكردية بحاجة إلى أسلحة ثقيلة أكثر من حاجتها لأولئك المتطوعين. وقالت صحيفة الاندبندنت البريطانية، في تقرير لها تابعته (المدى برس)، إن "انخراط مجموعة من المتطوعين الأجانب في صفوف قوات البيشمركة الكردية لمقاتلة تنظيم داعش يتخللهم البعض ممن ليست لديه خبرة عسكرية أو يمتلك القليل منها"، مشيرة إلى أن "قناصاً من المحاربين الأجانب مع مقاتل بيشمركة وقف وهو يتطلع بدهشة لجثة أحد مسلحي داعش وهو يتفحص سلاحه باهتمام حيث اتضح أنه رشاشة يعود تاريخ صنعها للحرب العالمية الثانية لكنها زينت بنحو بذيء من قبل صاحبها السابق بقطعة عظام يبدو أنها بشرية".
وقال القناص سكوت، وهو جندي أميركي سابق، تطوع مع الكرد لمقاتلة (داعش) في مقابلة مع الاندبندنت، من موضعه عند الخطوط الأمامية، إن "سلاح ذلك الإرهابي كان مزيناً بقطعة من عظام الحبل الشوكي لإنسان"، وتابع إن "لم يكن ذلك تصرف شيطاني فماذا يكون إذاً؟".
وكان سكوت (30 سنة)، الذي طلب الكشف عن اسمه الأول فقط، قد التحق، بقوات البيشمركة، وفقاً للصحيفة، منذ ستة أشهر بعد أن اطلع على مجريات المعارك الدائرة في المنطقة من بيته في ولاية مينسوتا الأميركية. وذكرت الاندبندنت، أن "المقاتلين الأجانب كانوا قد تدفقوا للانخراط في صفوف التنظيم المتطرف في العراق وسوريا ليزرعوا الرعب لدى حكومات بلدانهم عند عودتهم، أما اليوم فإن رجالاً من امثال سكوت بدأوا بالوصول إلى الجبهات للقتال ضد التنظيم الارهابي برغم الترحيب المتباين من قبل المسؤولين الكرد الذين افصحوا بقولهم إنهم بحاجة للمزيد من الأسلحة وليس الرجال" .
وقال سكوت متحدثاً عبر الهاتف مع الصحيفة من موقعه الذي يبعد نحو نصف ميل عن خطوط التماس مع داعش، لقد "امتعضت من مشاهدتي لما يحصل، حيث رأيت حوادث قطع الرؤوس التي يقوم بها التنظيم وسبيهم للنساء واغتصابهن لذا قررت أن أفعل شيئاً حيال ذلك". واضاف سكوت، أن "داعش يبعد أقل من نصف ميل عنا، وبإمكاننا رؤية خطوطهم حيث يطلقون النار علينا كل ليلة"، وتابع "شاهدت أمس دبابة وعجلتي هامفي تحاول تحصين الخطوط في المدينة التي تقع أمامنا لكن لسوء الحظ لم يكن لنا غطاء جوي يتيح تدمير مثل تلك المعدات الثقيلة". وأوضحت الاندبندنت، أن "زملاء سكوت من المقاتلين الآخرين لديهم اسلحة خفيفة ومدعومون بالمدفعية، وفي كل ليلة يقوم مسلحو داعش بقصفهم بالأسلحة الخفيفة والهاونات، حيث قتل مؤخراً ثلاثة عناصر من قوات البيشمركة من وحدته بينما كانوا يتقدمون نحو بلدة يحتلها داعش مزروعة بالعبوات الناسفة". واستطرد سكوت، أن "قوات البيشمركة يقاتلون كعائلة واحدة وهم بحاجة لأسلحة ثقيلة أكثر وليس لمقاتلين أكثر". وفي قاعدة اخرى تابعة للبيشمركة في منطقة تماس مختلفة تضم مجموعة من المتطوعين الأجانب، نقلت الصحيفة عن العقيد طارق أحمد علي، قوله إن "هاتفي النقال مملوء برسائل من رجال من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة يعربون فيها عن رغبتهم بالتطوع والمشاركة في القتال"، مشيراً إلى أن هنالك "حالياً 16 متطوعاً غالبيتهم من الولايات المتحدة وكندا وأن قسماً منهم يستعد للمغادرة".
وذكر العقيد علي، أن "المتطوعين يمتازون بالشجاعة ويتعرضون لهجمات ونيران داعش جنباً الى جنب مع البيشمركة وقسم منهم جرح من جراء شظايا الانفجارات"، لافتاً إلى أن "البعض من المتطوعين لديهم مشاكل اجبرتهم على العودة الى بلدهم والنصف الآخر باقٍ هنا لجمع المعلومات".
وتابع الضابط الكردي، أنه "اضطر مرة لإبعاد أحد المتطوعين الاجانب لأنه استفسر عند وصوله عن الخمر والنوادي الليلية"، مستطرداً "كاد يسبب المشاكل وجاء هنا لقضاء وقت ممتع".
ومضى العقيد علي قائلاً "لا أحبذ شخصياً رؤية المتطوعين الشباب الذين يتركون بلدانهم وعوائلهم ليأتوا إلى هنا ويُقتلوا".