اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الاطارات المستوردة "المستعملة" !! .. رميها يشوه المدينة وحرقها يلوث البيئة ؟

الاطارات المستوردة "المستعملة" !! .. رميها يشوه المدينة وحرقها يلوث البيئة ؟

نشر في: 9 يوليو, 2015: 12:01 ص

شهدت الآونة الأخيرة تزايد أعداد الإطارات المستعملة (المتضررة) مرمية في الطرقات العامة والساحات. منهم من أتخذها سياجا لدورهم خاصة سكنة العشوائية. أو أمام المحال التجارية كحواجز أمنية لمنع وقوف السيارات. الغريب في الأمر إنه في زمن النظام السابق كان أصح

شهدت الآونة الأخيرة تزايد أعداد الإطارات المستعملة (المتضررة) مرمية في الطرقات العامة والساحات. منهم من أتخذها سياجا لدورهم خاصة سكنة العشوائية. أو أمام المحال التجارية كحواجز أمنية لمنع وقوف السيارات. الغريب في الأمر إنه في زمن النظام السابق كان أصحاب السيارات يحتفظون بالإطارات المتهالكة (المتضررة) ويصلحونها مهما كان العطب فيها، لكي تستمر تدور في الشارع المتهالك هو الآخر لأنهم مجبرون على ذلك. لعدم قدرتهم على شراء الجديد. اما اليوم فقد كثر أعداد التجار المستوردين للبضائع المختلفة ومنها تجارة إستيراد الإطارات مختلفة الأحجام، لكن ظاهرة شراء الاطارات المستعملة عادت مرة اخرى ولاسباب عدة. لكن هذه المرة مع مشكلة مرافقة في كيفية التخلص من الاطار الذي لم يعد صالح للاستعمال ابدا.

 

اطارات خليجية ؟!
المواطن علاء محمد استذكر: فترة الحصار الإقتصادي حيث إتجه المواطن الى شراء الإطارات المستعملة المحلية والمستوردة بعد ان ضاقت به السبل بسبب إرتفاع أسعار الإطارات الجديدة. وقلة الموارد المادية التي يحصلون عليها من أعمالهم اليومية المختلفة فعزفوا عن شراء الإطارات الجديدة وابدلوا اطارات سيارتهم باطارت مستعملة، مستوردة او محلية يبيعها ميسورو الحال بعد تبديل اطارات سيارتهم الحديثة.
من خلال جولة في سوق الإطارات شاهدت إلاقبال المتزايد على الإطار المستعمل وترك الجديد. عن ذلك قال يوسف محمد "صاحب سيارة أجرة": إن سيارات الأجرة تستهلك الإطارات بشكل اسرع من السيارات الخصوصية. وبسبب ارتفاع اسعار الاطارات الجديدة يتجه معظمنا الى شراء الاطارات المستعملة، خاصة المستوردة من دول الخليج لمتانتها. وقال سواق آخرون إنهم يتجهون الى شراء الإطارات المستعملة والمستوردة ويرمون الإطارات المتهالكة في الشوارع العامة او عند اصحاب محال تبديل الاطارات اذ يتم بيع البعض منها والصالح الى اصحاب العربات التي تجرها الحيوانات.
اطارات للقير 
القسم الآخر من الإطارات التالفة تباع او تعطى "للمكيرجي" اذ تستخدم لصهر القير المستخدم في منع تسرب المياه من اسطح البنايات. حيث قال أحد العاملين بالمهنة حسن محمد انحسر في الآونة الأخيرة شراء الإطارات التالفة واستخدامها لحرق القير بسبب تلوث الجو والحد من حالات الاختناق التي تصيب العمال، حتى ان بعضهم اصيب بمرض الربو. مبينا: إن أصحاب الدور الحديثة والعمارات يفضلون إستخدام تسخين القير بمادة الغاز التي تسهل العمل اكثر وتقلل الاضرار أو فرش السطوح بمادة الكاربد المناع للرطوبة.
ليست جيدة لكنها ..
ان عدم وجود معمل يعيد إنتاج الإطارات التالفة مجددا كما هو معمول به في الدول المتقدمة صناعيا، وتوقف معامل بابل والديوانية الخاصة بصناعة الاطارات وترك مئات ان لم تكن الآف الاطارات دون الاستفادة منها بشكل علمي واقتصادي. الى ذلك أكد المواطن سالم ناصر: والذي يملك محلا لبيع لإطارات المستعملة في منطقة الجمعية كانت محلاتنا خلال الفترة الماضية تعرض مواد إحتياطية أصلية ومستعملة لأنواع من السيارات. مستدركا: لكن بعد إزدياد الطلب على الإطارات المستعملة وخصوصا المستوردة شجعنا الى أن نعمل بهذه التجارة. مبينا: ان هناك كميات كبيرة من الإطارات المستعملة تصل الى الأسواق العراقية من مناشئ عالمية مختلفة وبأسعار تتناسب مع إمكانيات الكثير من إصحاب السيارات وخصوصا سائقي سيارات الأجرة. موضحا إن الإطارات المستعملة لا تحمل ذات المواصفات التي تمتاز بها الإطارات الجديدة إلا إنها تفي بالغرض بالنسبة لأصحاب سيارات الأجرة بالذات. لكنه اشار الى صعوبة التخلص من بعض الاطارات التي لم تعد صالحة للاستعمال.
البيع بالتقسيط 
من جهته قال فراس ظاهر "سائق سيارة أجرة" إن اغلب أصحاب سيارات الاجرة يستخدمون الإطارات المستعملة والمستوردة خاصة اصحاب سيارات المنفيست اذ تستهلك إطاراتها بشكل مستمر. مضيفا: بعد أرتفاع أسعار السلع والخدمات الضرورية للعائلة اتجه أغلب أصحاب هذه السيارات الى شراء الإطارات المستعملة لأن واردات عمل سيارات التاكسي أصبحت لا تغطي متطلبات العائلة في الوقت الحاضر. لكثرة السيارات الداخلة وكثرة التي تعمل بالأجرة (الخصوصي والتاكسي)، مما أربك الوضع المادي وجعل أصحاب سيارات التاكسي يبحثون عن بدائل وحلول لمشكلة أثرت سلبا على حياتنا. وليت الموضوع يتوقف عند الإطارات واستهلاكها بل ان السيارة اخذت تستهلك بسبب شوارع المدن العراقية المتهالكة مع ارتفاع اسعار الأدوات الإحتياطية والتصليح. مبينا: إن البيع بالتقسيط انقذ الكثير من شراء الاطارات المستعملة.
اسعار الوقود
ناجي أحمد سائق سيارة كيا قال: أعمل بسيارتي داخل مدينة الحلة لفترة تزيد على العشر سنوات. كنت أستطيع من خلال العمل تغطية نفقات عائلتي المتكونة من تسعة أفراد كما أوفر بعض المال لإدامة وتصليح السيارة. ولكن خلال السنتين الماضيتين سارت الرياح بعكس ما تشتهي السفن خصوصا عندما إرتفعت أسعار الوقود الذي قلب حياتنا رأسا على عقب وأدى الى أرتفاع أسعار السوق كثيرا وكان أول المتضررين جراء ذلك سائقي سيارات التاكسي والحمل مع إرتفاع أسعار الأدوات الاحتياطية وكذلك أسعار الإطارات .
وأكد احمد إنه يذهب الى محال لبيع الإطارات المستعملة لكي يحصل على زوج من الإطارات المستعملة بأسعار مناسبة حسب نوع وحجم الإطار حيث نشتري زوج الإطار لسياراتنا التي حجم إطارها (13) بسعر يتراوح من (25 –75) ألف دينار في الوقت الذي يعرض الجديد منه في محال البيع بأسعار اضعاف ذلك. وبالرغم من عمرها القصير لكن ذلك اهون من شراء الجديدة.
اطارات بابل والديوانية
علي الصفار صاحب محل لبيع الإطارات المستعملة والجديدة في شارع الجبل قال بعد عام 2003 تغير حال عملنا من واقع الى آخر حيث شهدت فترة بعد التغيير تحسنا في الواقع المعيشي لشريحة واسعة داخل المجتمع اذ أنتعش سوق الإطارات الجديدة والبطاريات وصار الطلب كبيرا عليها ولكن بعد قرار زيادة أسعار الوقود وزيادة أسعار المواد الإحتياطية تغير حال السوق وكانت النتائج عودة المواطنين الى شراء الإطارات المستعملة حيث أصبحت نسبة الطلب عليها تصل الى (70 %) من نسبة الطلب العام على الإطارات والسبب يعود لعدم وجود معمل في العراق ينتج إطارات جيدة ورخيصة تنافس المستورد .
مشيرا: الى إن هذه الإطارات لم تحافظ على مستوى ثابت من الأسعار بل شهدت أسعارها هي الأخرى إرتفاعا ولكن بنسب محدودة لا تقارن بإرتفاع أسعار السوق الحالية. 
كارثة بيئة
أوضح رئيس لجنة الخدمات في مجلس محافظة بابل حمزة عبيد: إنه من أجل إيجاد حل سريع لآلاف الإطارات المستعملة المتهالكة التي يتم تجميعها في رميها يوميا، ولتفادي وقوع كارثة بيئية وصحية على المواطنين من خلال الإستخدام الخاطىء من قبل البعض بحرق تلك الإطارات في أماكن سكنية قد تؤثر على صحة المواطن فيجب جمعها وإعطائها الى سيارات التنظيف للقسم البلدي في كل حي سكني للتخلص منها. 
ويتجاوز عدد الإطارات التي يتم تجميعها في عدة مناطق من المحافظة تعد بالمئات يوميا.
خطرها يفوق حرائق البترول
من جانبه قال مدير بيئة بابل الكيمياوي عباس خضير عباس: إن خطر حرق الإطارات يسبب تلوث الجو ويؤثر على صحة الإنسان والحيوان والنبات لما يخلفه من سموم، نظرا لاحتوائه على كمية كبيرة من النفايات التي لا تتحلل بسهولة. مؤاكدا: إنه من غير المعقول أن تتواجد تلك الإطارات في هذا المكان طوال أشهر السنة ولا تتأثر بالعوامل البيئية حولها، سواء أشعة الشمس أو الأمطار أو غيرها من الأمور، منواه إلى الروائح الكريهة التي تنبعث من هذه المواد، والتي تشكل خطرا بيئيا على سكان المناطق السكنية القريبة منها.وبين عباس إن حرق الإطارات سيخلف كارثة بيئية تفوق حرائق البترول التي اندلعت في تسعينيات القرن الماضي. داعيا: جميع الدوائر المعنية بالموضوع إلى تحمل مسؤوليتها فيما يحدث، والبدء في البحث عن حل لهذه المشكلة البيئية.
معمل تدوير النفايات 
المهندس أحمد علي جاسم مدير بلدية الحلة قال إن عمال التنظيف يقومون برفع النفايات يوميا ومنها الإطارات التالفة (المتضررة) للتخلص منها في أماكن رمي النفايات في الأماكن المخصصة لها خارج مركز مدينة الحلة والبعيدة عن الأحياء السكنية، معربا عن أمله في إنشاء معمل تدوير النفايات (صديق للبيئة) يعالج الكم الهائل من النفايات ومنها الإطارات المتضررة المنتشرة في كل مكان والتي يستخدمها بعض أصحاب المحال التجارية والدور كساتر أمني أمام داره أو محله! وهذا منظر غير جميل وغير لائق لمدينة مثل الحلة. 
وعود فقط 
سبق ان أعلنت محافظة الديوانية، عن وضع خطة ستراتيجية لتطوير معمل إطارات الديوانية تستمر لخمس سنوات، مبينة أن الخطة تبلغ ميزانيتها 75 مليار دينار وتتضمن إنتاج إطارات عالمية نوع (أرديل). وقالت المحافظة في بيان سابق إنه "ضمن سعي المحافظة لتطوير الواقع الصناعي فيها تم وضع خطة تستمر لخمس سنوات لتطوير معمل إطارات الديوانية الذي يعد الأكبر في منطقة الفرات الأوسط.
وبينت أن الخطة ستنفذ بميزانية تبلغ 75 مليار دينار ضمن المشاريع الاستثمارية لوزارة الصناعة والمعادن، مضيفة أنه سيتم نصب خطوط إنتاجية جديدة من مناشئ عالمية معتمدة في المعمل لإنتاج نوعية حديثة من الإطارات نوع (أرديل) المفضلة عالمياً بدلاً من إطارات النايلون. وسبق ان اعلن ايضا عن استيراد خط انتاج جديد لمعمل اطارات بابل، واعادة فتح ثلاثة خطوط انتاجية من خمسة خطوط لمصنع انتاج الاطارات في النجف ... لكن للاسف كل تلك اخبار فقط اذ لم نلمس شيء مما ذكر منذ العام 2008 والى يومنا هذا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram