يبقى المفكر العربي اللبناني هاني فحص واحدا من اكثر المفكرين حضورا على الساحة العربية والعالمية . ليس فقط لكونه رجل دين متنور او متحرر كما يحلو للبعض قوله بل لأنه حاول قول ما لم يتمكن احد من قول الحقيقة بصوت رجل دين يشتاق الى الحياة بمعناها الايماني و
يبقى المفكر العربي اللبناني هاني فحص واحدا من اكثر المفكرين حضورا على الساحة العربية والعالمية . ليس فقط لكونه رجل دين متنور او متحرر كما يحلو للبعض قوله بل لأنه حاول قول ما لم يتمكن احد من قول الحقيقة بصوت رجل دين يشتاق الى الحياة بمعناها الايماني والثقافي والاجتماعي والاقتصادي التي تجمع بين اناملها حب الانسان..ربما لهذا اقام اتحاد الأدباء والكتاب في النجف الأشرف وضمن برنامجه الثقافي لشهر رمضان المبارك جلسة رمضانية لاستذكار المفكر الإسلامي الراحل هاني فحص.
في بداية الجلسة ، التي حضرتها شخصيات ثقافية وأكاديمية بارزة إضافة إلى أدباء وصحفيين وناشطين مدنيين ،
قال مديرها الدكتور عباس الفحام ان النجف مصنع للعلم وهي تهب طابعها لمن يرومها من طالبي العلم ، وان بصمة النجف في شخصية سيد هاني فحص هي محل إكبار لدى الدارسين والباحثين. ويضيف ان هناك علاقة ما بين النجف وفحص تجعلنا اليوم نستذكره لانه يستحق الاستذكار في مثل هذه الايام.
وقال الدكتور حسن الحكيم : ان هاني فحص توجد في داخله دائما هواجس نجفية، إذ أن اغلب كتبه فيها روح نجفية وإن الوسطية هي شعاره وكذلك الوحدة الإنسانية والحداثوية وانه جمع ما بين الفكر الحوزوي والحداثة..ولهذا فان التواصل معه يعني التواصل مع الفكر والحداثة.
فيما قال السيد جواد الخوئي ممثل المجلس العراقي لحوار الأديان كلمة احتفاء قال فيها: وجدناه جسرا بين لبنان والعراق ، راقب معنا الراحل مسار الحوار الإسلامي والمسيحي في العراق،.مضيفا ان قدرة الراحل على الحوار الجاد والحقيقي لها مدى واسع لأن فكره وقّاد وان ما كتبه مقبول وان حضوره المستمر في جميع المهرجانات والجلسات له تاثير كبير..معبرا بقوة من ان الجميع استوعبوا منه الكثير من المواقف والحوافز بطرق غير تقليدية رغم بطء تحقيقها..في حين شددت الدكتورة بتول فاروق على ان حوزة النجف أثبتت أنها مدنية المواقف، غير إنها لا تكتب ذلك ولا تهتم به، كما هو موجود في ايران ولبنان ، مؤكدة أن السيد الراحل نقل إلينا معنى التسامح وروح المدنية من خلال مسيرته.اما الدكتور حسن ناظم مدير كرسي اليونسكو في جامعة الكوفة فقد قدم شهادة اخرى قال فيها : لا اعتقد إن السيد هاني فحص هو نتاج الثقافة النجفية فقط ولا حتى الأحداث في لبنان التي بلورت أفكاره ،فقد كان هناك انفتاح في النجف ضمن حدود ضيقة لجيل هاني فحص الذي تربى في أحضان الحوزة العلمية لكنه انفتح على الثقافة العالمية، وهو واضح من خلال الكثير من طروحاتنه وافكاره المعلنة المؤثرة في العالم المتحضر.وقدم الدكتور عبد الأمير زاهد شهادة قرأها بالنيابة عنه القاص احمد الموسوي جاء فيها : ان هاني فحص أجده مفكرا بارعا في تسلسلية أفكاره فلا يجتمع التنوع في المضمون والانسيابية في الأسلوب والعمق في تحليل الا في قلم انصهر في مكوناته كل مفاصل العبقرية والإبداع معا .اما الدكتورة إنعام محمد جواد العندليب فقد قدمت ورقة قرأها بالنيابة عنها الكاتب رزاق المشهدي تحدثت فيها عن الدولة المدنية التي لا تستقيم الا بالمواطنة الصحيحة وترسيخ الديمقراطية وهي ما كان يسعى اليها الراحل وما كانت تدور حولها افكاره..وشارك السيد مهند مصطفى جمال الدين بشهادته مخاطبا الراحل بقوله: بإنسانيتك التي لم تنضب جاءت شخصيتك تنساب من جنوب لبنانك مزدهيا لتمتزج مع فرات عراقنا ألفة عجيبة من الازدهار في بقعة اخترت أن تحج إليها لترتوي حدائق روحك من فيض إمام البلاغة والبيان وتتسع مدياتك والشموخ التي استزرعها جنوبك وساندها نجفنا ديمومة وصيرورة..
بعد ذلك قرأ الدكتور باقر الكرباسي كلمة أضاءت ما في دواخله ومشاعره تجاه شخصية الراحل قائلا: هو المثال العصري للتحديث الديني والانفتاح على الأديان كلها والحلم للحياة المدنية المتكاملة ولديمقراطيتها وعدالتها وتنوعها وتعددها فهو من دعاة الحوار المستمر بين رجال الدين من المفكرين والمثقفين.
في ختام الجلسة شكر الشاعر فارس حرام رئيس اتحاد أدباء النجف نيابة عن الهيئة الإدارية الحضور والمشاركين.
