TOP

جريدة المدى > عام > الموسيقيون المهاجرون

الموسيقيون المهاجرون

نشر في: 11 يوليو, 2015: 12:01 ص

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الهجرة والمهاجرين. والانسان لا يترك أرضه وأرض أجداده إلا اضطراراً، وهرباً للحفاظ على حياته وحياة أولاده، مثلما يحدث اليوم في العراق وسوريا وغيرها من الدول التي ابتليت بالدكتاتورية والحروب ولاحقاً بالارهاب وفساد المسؤول

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الهجرة والمهاجرين. والانسان لا يترك أرضه وأرض أجداده إلا اضطراراً، وهرباً للحفاظ على حياته وحياة أولاده، مثلما يحدث اليوم في العراق وسوريا وغيرها من الدول التي ابتليت بالدكتاتورية والحروب ولاحقاً بالارهاب وفساد المسؤولين وفقدان أبسط مقومات العيش الكريم. وكانت الهجرة طلبا للرزق معروفة منذ القدم، كذلك. ورزق الموسيقيين كان في الحصول على وظيفة تدر دخلاً مناسبا. كان الموسيقيون الطليان من أوائل المهاجرين في القرن الثامن عشر وما قبله، حيث كان الملوك والنبلاء ورجال الكنيسة يتبارون في تشغيل أمهر الموسيقيين الطليان، لأن إيطاليا كانت "القوة العظمى" في الموسيقى منذ عصر النهضة. فانتشر اسلوب التأليف والأداء الموسيقيين على الطريقة الايطالية في اوروبا، وانتشرت معه الاوبرا، احدى أهم اختراعات الطليان. ومن أهم مهاجري تلك الفترة الايطاليين جان باتيست لولي الذي هاجر إلى فرنسا وأصبح من آباء الموسيقى الفرنسية، وبييترو لوكاتلّي الذي هاجر إلى أمستردام بهولندا، ثم لويجي بوكريني وقبله دومنيكو سكارلاتي اللذين هاجرا الى اسبانيا ونالا حظوة هناك، وثمة آخرون.
ولكن بعد ظهور أجيال جديدة من الموسيقيين والألمان والفرنسيين وغيرهم، واتقانهم صنعة الموسيقى، أخذ هؤلاء ينافسون الطليان في باقي الدول. فهاجر هندل إلى انكلترا من ألمانيا وأصبح الموسيقار الانكليزي الأول، وكذلك يوهان كريستيان أحد أبناء باخ إلى لندن وأصبح يعرف باسم باخ الانكليزي. وهاجر موسيقيون ألمان إلى السويد مثل يوزف مارتن كراوس. وكانت فيينا عاصمة امبراطورية هابسبورغ النمساوية في القرن التاسع عشر مثل المغناطيس الذي جذب الموسيقيين ومنهم اسماء لا تقل وزناً عن بيتهوفن أو برامز، وعشرات غيرهم. وفي القرن التاسع عشر استمر هذا الحراك والتنقل، وظهر مفهوم اللجوء السياسي بدرجة أوضح، خاصة بعد ثورات 1848-1849 القومية التي اكتسحت اوروبا، فعاش ريشارد فاغنر لاجئاً سياسياً في سويسرا قبل العفو عنه وعودته إلى ألمانيا التي لم تتوحد بعد.
أما القرن العشرين فقد شهد نشوء حركة اللجوء والهجرة التي نراها اليوم، بسبب الحروب والاضطهاد الديني والقومي والسياسي والابادات الجماعية المتنوعة منذ مذابح الارمن والآشوريين وطرد الأتراك مئات آلاف اليونانيين من أرض أجدادهم في آسيا الصغرى، مروراً بابادة النازية لمجموعات بشرية مختلفة مثل الغجر واليهود حتى اليوم. وكان الموسيقيون الأرمن واليونانيون من أهم أعمدة الموسيقى العثمانية الكلاسيكية. ورزق العراق بالعديد منهم بعد هجرتهم، بينهم عدد من عازفي الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية العريقة التي انتشر الكثير من أعضائها اليوم في بلدان العالم لاجئين ومهاجرين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

مقالات ذات صلة

فيلم
عام

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

ترجمة: عدوية الهلالييعرض حاليا في دور السينما الفرنسية فيلم "الجدار الرابع" للمخرج ديفيد أولهوفن والمقتبس من الكتاب الجميل للصحفي والكاتب سورج شالاندون - والذي يجمع بين حب المسرح والعيش في مناطق الحرب في لبنان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram