علي القيسيانقضى عام 2009، وسط تفاؤل عارم لفئات متنوعة من المجتمع، بأن يكون العام الجديد افضل من سابقه, بما سيشهده من تحولات كثيرة في مقدمتها ولادة برلمان جديد، وحكومة جديدة، سيُعقد عليهما الامل في اتمام المسيرة بخطوات واثقة،
وسريعة الى امام، من اجل ترسيخ استتباب الامن- التحدي الاكبر- وتوفير الخدمات التي ينتظرها الناس بصبر وافر، بعدما اطمأن المجتمع الى ان المشهد السياسي يسير بجدية الى تمتين دولة المؤسسات والقانون. التفاؤل بالعام الجديد لمسناه عند اغلبية الناس، على الرغم من انه عام ورث تركة ثقيلة من سابقه تتمثل بزيادة مهولة بأعداد الايتام والارامل، فضلا عن عدد منافس من العاطلين الذي يبحثون عن فرص العمل وهم يرزحون تحت وطأة الفقر المدقع، وكذلك اثقل العام بأعداد مشابهة من الاميين بسبب تراجع مشاريع التعليم الالزامي وتدهور الانتظام في المدارس نتيجة ضغوطات لقمة العيش. أُصبت انا ايضا بعدوى التفاؤل بناءًًعلى ارتفاع مؤشره لدى كل من سألته او استشرته او اخذت رأيه بما سينطوي عليه العام الجديد، الذي سيكون ومن دون تكهنات غيبية، عام الانفراج على كافة المستويات والصعد، خصوصا على صعيد الكهرباء والخدمات البلدية، وعزز تفاؤلي ما سمعته من المرشحين الجدد في الانتخابات المقبلة"اطمئن نحن بجوارك"!! وهذا وحده كاف ٍ لتحريك الامل والامال في نفوس الناس التي ضجرت من الصراعات السياسية التي لاجدوى منها، ولم تفدهم قيد انملة في شؤون حياتهم المعيشية. يبدو للمتتبع ان الوعي الشعبي الان اكثر رصانة من ذي قبل، ولم يعد المواطن يلتفت للشعارات الجوفاء التي استغفل بها في الانتخابات الماضية، فهو يبحث اليوم بعد التجربة المريرة، عن مرشحين لهم برنامج وافٍ قادر على ان يخرج بنا من عنق الزجاجة الخانق.. فيه حلول لأزمة السكن والبطالة وهما سبب"بلاوينا"الكبرى والتي بقيت مشاريعهما نائمة – نومة اهل الكهف – طوال الاعوام الماضية. سيتحرى المواطن بوعي عمن يكشف له عن حقيقة التدهور في انتعاش الحياة عامة في بلد يعوم فوق بحيرات من النفط. يعد هذا العام اذن منعطفا خطيرا في المستقبل المشرق للعراق الجديد، وهو يسير بثقة في البناء الديمقراطي النموذجي على الرغم من كل الصعاب.
كلام ابيض : وداعاً 2009
نشر في: 1 يناير, 2010: 06:56 م