مدد الاتحاد الاوروبي الجمعة حتى 13 تموز/يوليو تجميد بعض العقوبات بحق طهران، ما يمنح المفاوضين حول البرنامج النووي الايراني مهلة اضافية للتوصل الى اتفاق تاريخي، علما بان عراقيل لا تزال تحول دون هذا الامر.
وقال المجلس الاوروبي الذي يمثل الدول
مدد الاتحاد الاوروبي الجمعة حتى 13 تموز/يوليو تجميد بعض العقوبات بحق طهران، ما يمنح المفاوضين حول البرنامج النووي الايراني مهلة اضافية للتوصل الى اتفاق تاريخي، علما بان عراقيل لا تزال تحول دون هذا الامر.
وقال المجلس الاوروبي الذي يمثل الدول ال28 الاعضاء في بيان ان هذا التدبير يهدف الى "منح المفاوضات القائمة (في فيينا) مزيدا من الوقت".وكان الاتحاد جمد في كانون الثاني/يناير 2014 بعض العقوبات بحق ايران في بادرة حسن نية في اطار تلك المفاوضات.واعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الجمعة ان الوزراء سيجتمعون مجددا السبت في محاولة "لتجاوز اخر العراقيل"، لافتا الى ان المفاوضات تتقدم لكنها تبقى "بطيئة".والعقوبات الاوروبية التي جمدت في اطار هذه المفاوضات تشمل قطاعات حيوية في الاقتصاد الايراني على غرار المنتجات البتروكيميائية وتجارة الذهب والمعادن الثمينة والتحويلات المالية.
لكن قرار التجميد لم يشمل في المقابل حظر الاسلحة ومنع حصول السلطات الايرانية على قروض حكومية او صادرات النفط والغاز. وحرم الاتحاد الاوروبي ايضا 94 شخصية ايرانية من الحصول على تأشيرات دخول وجمد اصول 471 كيانا في اوروبا بينها المصرف المركزي الايراني.
يأتي ذلك فيما اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة انه سيتم التوصل الى "تسوية قريبا" بين ايران والقوى الكبرى في اطار المحادثات المستمرة منذ 14 يوما في فيينا.وقال بوتين في مؤتمر صحافي في اوفا على هامش قمة لمنظمة شانغهاي للتعاون "يجب التوصل الى تسوية. واعتقد انه سيتم التوصل اليها قريبا".واضاف "آمل في ان يتم قريبا توقيع كل الوثائق الضرورية، مع اتفاق في شان الضمانات".واوضح الرئيس الروسي ان روسيا تنطلق من مبدأ ان "كل العقوبات على ايران سترفع ... وفي اسرع وقت".واضاف ان موسكو التي تستهدفها ايضا العقوبات الدولية بسبب الازمة الاوكرانية، "تعتبر ان العقوبات ليست حلا للمشاكل الدولية".
الى ذلك يستعد المفاوضون في فيينا لتمديد المباحثات الجارية الى نهاية الاسبوع الحالي، اذ لا تزال "عراقيل" تعترض امكانية التوصل الى اتفاق تاريخي حول البرنامج النووي الايراني، بعد ان دخلت المفاوضات الجمعة يومها الرابع عشر فيما اعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عن اجتماع جديد يعقد السبت.وقال هاموند "نحرز تقدما ولكن ببطء شديد (...) لا تزال هناك مسائل تنتظر حلها". ولكنه اعرب في الوقت ذاته عن امله في ان ينجح الخبراء الذين يعملون خلف الكواليس خلال الساعات الـ12 المقبلة في "توضيح بعض جوانب النص وعندها سنجتمع مجددا غدا (السبت) لنرى اذا كان بالامكان تجاوز العقبات الاخيرة".ومن على شرفة قصر كوبورغ في فيينا، عاد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، بعد لقائه نظيره الاميركي جون كيري صباح الجمعة، الى تأكيد "حصول تقدم". وردا على سؤال حول امكانية بقائه في فيينا نهاية الاسبوع، قال ظريف "يبدو الامر كذلك"، وحين سئل اذا كان الامر سيطول الى يوم الاثنين رد ظريف "اتمنى الا يحصل ذلك".
وبحلول امس الجمعة تكون الولايات المتحدة تخطت المهلة المحددة لتقديم مسودة اتفاق الى الكونغرس، ما يعني انه اصبح امام المشرعين الآن 60 يوما بدلا من 30 لمراجعة اي اتفاق يتم التواصل اليه، ما من شأنه ان يؤخر ايضا اجراءات من بينها رفع العقوبات عن ايران.
من جهته قال النائب الاول للرئيس الايراني اسحاق جهانغري لوسائل اعلام ايرانية انه "اذا تراجع الغرب عن مطالبه المبالغ بها، فاننا بالتأكيد سنتوصل الى اتفاق جيد في المفاوضات النووية مع مجموعة 5+1". واضاف جهانغري في كلمة امام آلاف المشاركين في التظاهرة السنوية في "يوم القدس" ان الوفد الايراني "يدافع عن مواقفنا الوطنية، والخطوط الحمر للحكومة وحقوقنا النووية".
وتدور المحادثات الآن حول قضايا شائكة اساسها كيفية رفع العقوبات المترابطة التي يفرضها كل من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والامم المتحدة، فضلا عن الطرق المناسبة لتجريد ايران من قدراتها النووية والتأكد من اصرارها على انها لم تسعى يوما الى امتلاك السلاح النووي.وفي حديث الى شبكة "سي ان ان" قالت وزيرة الخارجية الاوروبية فيديريكا موغيرني انه حان الوقت للقول "نعم او لا"، ما يعني الموافقة عليه او رفضه. وتابعت موغيريني "نحن قريبون جدا. ولكن اذا لم يتم اتخاذ القرارات المهمة والتاريخية خلال الساعات المقبلة فلن نحصل على اتفاق".وكان المفاوضون قد تخطوا العام الماضي مهلتين، في تموز/يوليو وتشرين الثاني/نوفمبر، للتوصل الى اتفاق نهائي، الا انهم نجحوا في نيسان/ابريل في لوزان في سويسرا في وضع الخطوط العريضة للاتفاق.