TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فخامته وفيلم "الرسالة"

فخامته وفيلم "الرسالة"

نشر في: 10 يوليو, 2015: 09:01 م

بالامس سألني صديق عزيز: لماذا تعود دوما إلى تجارب الشعوب؟ هل تتوقع أن ساستنا ومسؤولينا يقرأون؟ وانهم سيطيلون النظر في سطور مقتبسة من طه حسين او حتى من الملا عبود الكرخي؟ أنا يا صديقي العزيز لا أكتب من اجل الموعظة ، بل ضد التخلف، ولست أريد من مسؤولينا الأكارم أن يمضوا أعمارهم في تقليب صفحات الكتب، وقراءة تجربة باني سنغافورة، كل ما أريده وأتمناه ان أشاهد نائبا يختنق بالعبرات وهو يخرج من خيمة عائلة نازحة، ما اطمح اليه، نواب وساسة يعرفون معنى المواطنة، لا أقبل أن يتحسر العراقي وهو يسمع ان اليابان تتبرع بملايين الدولارات للنازحين العراقيين، فيما السيد عبعوب يتمتع باموال اهالي بغداد في مولات بيروت .
يا صديقي العزيز.. انا وانت مواطنان في بلد ضعيف يستقوي عليه ساسته وإخوانهم ورفاقهم.. كنت امنّي النفس بنائب من المؤمنين والمتقين على شاكلة الكافرة انجيلينا جولي، وهي تفترش الأرض في مخيم للاجئين العراقيين.
في الايام الماضية عاشت اليونان تجربة سياسية أرادت ان تثبت فيها للعالم ان الفعل البشري الحر يمكن أن يفعل الكثير اذا توافرت له الإرادة والرؤية الصادقة، حيث تبدو هذه البلاد التي عانت خلال السنوات الماضية من ازمات مالية وسياسية ، كأنها تريد ان تقدم نموذجا جديدا للحكم، نموذجاً يصر فيه رئيس وزراء شاب على ان يقول للعالم: لن نخضع للابتزاز.. لم يتخذ القرار لوحده ولم يحول المسألة الى قضية حزبية تناقش في الغرف المغلقة، وانما تصرف بمسؤولية حين حشد اليونانيين للدفاع عن حقهم في الوجود، لم يقل لهم ان الوضع تحت السيطرة، مسؤول يرى السياسة من منظور مصلحة المواطن لا من منظور مصلحة الحزب او الطائفة، وحين سأله احد الصحفيين كيف سيواجه تشدد الغرب؟ قال: علينا ان نشارك هذا الشعب العمل لإعادة الهيبة والاحترام الى العمل السياسي والحكومي. "
منذ أن خاض ساستنا حروب الطوائف، كم نفسا أزهقت، وكم عائلة شردت؟ كم ازداد عدد الهجرين والارامل واليتامى؟ ماذا بقي لهذه البلاد في ظل جماعات تتصارع حتى على المستوصف العسكري.
تعلمنا الديمقراطية اليونانية ان الحكم سِعة في العقل، وهمة في الفعل ، ومن دونهما تظلّ الأمم في طور "الجاهلية" ، ويتحكم في مصيرها مسؤول يعتبر أن ذروة العدالة الاجتماعية في اثارة قضايا طائفية.
السّر يا صديقي في المسؤول لا في الشعب فقط ، وفي صدق النوايا ، لا في الشعارات، المسؤول الحقيقي يغير مصائر الشعوب، صاحبنا المالكي يلغي قانون التطور ويريد ان نعيش معه في فيلم "الرسالة"!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram