TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > النظر أبعد من الأنف

النظر أبعد من الأنف

نشر في: 12 يوليو, 2015: 09:01 م

إنه قصير النظر، لا يرى أبعد من أنفه!
شتيمة قاذعة تطلق على ذوي الأفق الضيق، قاصري البصر والبصيرة ، الذين لا تتعدى رؤاهم أبعد من أرنبة أنوفهم! أسرى الساعة او اليوم الذي هم فيه يعمهون!
الأخبار تتوارد حول احتمالية نضوب حقول النفط والغاز عبر الدول المصدرة لهذين الكنزين (النعمتين النقمتين).
الأخبار تلك اججت الرغبة في البحث عن عالم لا نفط فيه ولا غاز.
هل الاحتمال وارد؟؟ نعم: اكيد، ولا: مشكوك في صحته.
لذا كان حرص الدول الكبري المهيمنة على مقدرات الدول والشعوب، لا يضاهيه حرص، والسعي المحموم للحصول على اكبر كمية من براميل النفط وشحنات الغاز، لزقها ثانية في شعاب وعروق الأرض — ارضهم — المعدة مسبقا لهذا الغرض، وادخارها لوقت الحاجة.
تشتعل الثورات في هذا البلد او ذاك، تزهق ارواح ابرياء، تسيل دماء، تضطرم نيران حرائق:: تدفق النفط والغاز من الآبار (المستباحة) للصهاريج والبوارج، العابرة للقارات مستمر لا يتوقف، يموت الآلاف في اتون المعارك والتفجيرات:: يستبدل رئيس برئيس. وينحّى قائد من اجل قائد، يعلن عن فساد متفش، عن تهريب ثروات بلد، عن هروب متورطين.. عن تهجير الملايين، عن قتل على الهوية. عن وعن و.. عن:: تدفق النفط والغاز لا يتوقف ولو لبعض يوم!
النفط سلعة ستراتيجية.. ضرورته للحياة كما ضرورة الدم الجاري في عروق الإنسان. ربما — يقينا — هو اِثمن منه!!
شحّ النفط او نضوبه، او عرقلة استخراجه او تصديره. يؤرق الساسة المهيمنين على العالم، ويقض مضاجع الاقتصاديين واضعي الخطط.
يشاع: ان لا خوف على اميركا التي لا يوقف شراهتها لامتلاك والهيمنة على مصادر الطاقة في دول العالم عائق، فقد تحسبت للبديل: استخراج النفط من الشعاب الصخرية، والفحم الحجري -عندهم- يكفي لتوليد الكهرباء.كل القلق على الأجيال القادمة في دول البترول. والتي لن تجد ما تتدفأ او تطهو به إلا بالعودة لطرق الحجر بالحجر …
لقد نسي ساستنا العظام (شيئا) اسمه المستقبل، والمستقبل البعيد تحديدا،، وتلهوا واستمرأوا لعبة الكراسي،، وما دروا انها لعبة صغار. آنية وموقتة، مرهونة لزمن قصير، ومرتهنة بإرادة المدير المهيمن الذي — بلا شك — يرى أبعد من أنفه!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram