إنه قصير النظر، لا يرى أبعد من أنفه!
شتيمة قاذعة تطلق على ذوي الأفق الضيق، قاصري البصر والبصيرة ، الذين لا تتعدى رؤاهم أبعد من أرنبة أنوفهم! أسرى الساعة او اليوم الذي هم فيه يعمهون!
الأخبار تتوارد حول احتمالية نضوب حقول النفط والغاز عبر الدول المصدرة لهذين الكنزين (النعمتين النقمتين).
الأخبار تلك اججت الرغبة في البحث عن عالم لا نفط فيه ولا غاز.
هل الاحتمال وارد؟؟ نعم: اكيد، ولا: مشكوك في صحته.
لذا كان حرص الدول الكبري المهيمنة على مقدرات الدول والشعوب، لا يضاهيه حرص، والسعي المحموم للحصول على اكبر كمية من براميل النفط وشحنات الغاز، لزقها ثانية في شعاب وعروق الأرض — ارضهم — المعدة مسبقا لهذا الغرض، وادخارها لوقت الحاجة.
تشتعل الثورات في هذا البلد او ذاك، تزهق ارواح ابرياء، تسيل دماء، تضطرم نيران حرائق:: تدفق النفط والغاز من الآبار (المستباحة) للصهاريج والبوارج، العابرة للقارات مستمر لا يتوقف، يموت الآلاف في اتون المعارك والتفجيرات:: يستبدل رئيس برئيس. وينحّى قائد من اجل قائد، يعلن عن فساد متفش، عن تهريب ثروات بلد، عن هروب متورطين.. عن تهجير الملايين، عن قتل على الهوية. عن وعن و.. عن:: تدفق النفط والغاز لا يتوقف ولو لبعض يوم!
النفط سلعة ستراتيجية.. ضرورته للحياة كما ضرورة الدم الجاري في عروق الإنسان. ربما — يقينا — هو اِثمن منه!!
شحّ النفط او نضوبه، او عرقلة استخراجه او تصديره. يؤرق الساسة المهيمنين على العالم، ويقض مضاجع الاقتصاديين واضعي الخطط.
يشاع: ان لا خوف على اميركا التي لا يوقف شراهتها لامتلاك والهيمنة على مصادر الطاقة في دول العالم عائق، فقد تحسبت للبديل: استخراج النفط من الشعاب الصخرية، والفحم الحجري -عندهم- يكفي لتوليد الكهرباء.كل القلق على الأجيال القادمة في دول البترول. والتي لن تجد ما تتدفأ او تطهو به إلا بالعودة لطرق الحجر بالحجر …
لقد نسي ساستنا العظام (شيئا) اسمه المستقبل، والمستقبل البعيد تحديدا،، وتلهوا واستمرأوا لعبة الكراسي،، وما دروا انها لعبة صغار. آنية وموقتة، مرهونة لزمن قصير، ومرتهنة بإرادة المدير المهيمن الذي — بلا شك — يرى أبعد من أنفه!!
النظر أبعد من الأنف
[post-views]
نشر في: 12 يوليو, 2015: 09:01 م