كان الاب انستانس الكرملي يقول إنه يريد: "تحويل مجلسه الادبي إلى مجتمع عراقي مصغر، تحولت محاضراته ودروسه إلى جزء من آداب وتراث بلاد النهرين، وحين مات عن 81 عاما، تبارى الجميع على تصنيف مزاياه، وكان الثابت فيها أنه لم يكن مع هذا ولا مع ذاك، ولا مع ابناء طائفته ، كان ضد التحجر والتحزب المذهبي، وضد الكره، كان مع الإنسان، إذا كان مسلما او مسيحيا، او يهوديا أرغمه الفرهود على الفرار.
منذ اعوام يتنافس ساسة البلاد من أهل الاحزاب الاسلامية "بفرعيها " على الحديث عن مآثر المسيحيين ، وعن التغني بخصالهم، وعن حق المواطنة.. ونجد السياسي العراقي ما ان يصحو من النوم حتى يبادر بكتابة بيان يستنكر فيه الجرائم التي يتعرض لها المسيحيون، لكنه يغسل يديه كلما صافح مواطنا مسيحيا، ونجده يتعوذ ويستغفر كلما تحدثت نائبة ايزيدية.
منذ سنوات ومسيحيو بغداد، هجّروا من بيوتهم بسبب خطاب يومي منفر، مخيف، مقزز، غاضب، وثأري وازدرائي وكاره لكل ما حوله، منذ سنوات والعاصمة العراقية تجرد من آخر مسيحييها عنوة، وبأوامر من امراء الطوائف وتحت بصر وسمع الحكومة وقواتها الامنية.. وحين يخرج مسؤول عراقي ليقول إن 70 بالمئة من املاك المسيحيين تم الاستيلاء عليها من قبل احزاب متنفذة وان هذه الجهات "المتنفذة" زورت الملفات والعقارات والسندات والطابو لتستولي على دور وبيوت المسيحيين وسط العاصمة بغداد، يخرج علينا مسؤول "مؤمن" ليقول: اتقوا الله ياجماعة، هل نحن داعش حتى نسبي املاك الغير؟ وعندما تصدر كتلة نيابية تمثل المسيحيين في البرلمان بيانا صريحا تقول فيه إن: "ميليشيات" خارجة عن القانون وأحزابا دينية، متهمة، بالاستيلاء على منازل المسيحيين وخطفهم وتهديدهم في العاصمة بغداد ، يخرج عليها عضو مجلس محافظة بغداد "غالب الزاملي" ليؤكد ": لا يوجد أي تطهير عرقي للمسيحيين في العاصمة".
بالتأكيد ما يقوله الزاملي هو عين الصواب، فحتما لايوجد تطهيرعرقي للمسيحيين، لان ساستنا ومسؤولينا قرروا ان يطهروا العاصمة من كل سكانها، واتمنى من اخوتنا المسيحيين ان لايعتقدوا انهم الضحية الوحيدة والاخيرة في هذه البلاد التي اشتهرت بانتاج الضحايا، ضحايا الطائفية، وضحايا الانتهازية، وضحايا الفقر، وضحايا خطب مختار العصر.
يبدأ المسؤول العراقي نهاره بالحديث عن محاسن الديمقراطية واشراقة العملية السياسية ، وينهي ليله بالتذمر من شكوى المواطن وكثرة مطاليبه ، ياسادة يجب أن يجرب العراقي شتاء المخيمات السيد غالب الزاملي :" لاتكذبوا لم يطرد مسيحي من بغداد " !!
"ياللكذابين" قالها الزاملي!
[post-views]
نشر في: 12 يوليو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 3
د عادل على
في العهد الملكى وفى ربيع عبدالكريم قاسم كان اخوتنا المسيحييون تاجا على راس العراقيين ومحبوبين من المسلمين----عبدالكريم قاسم لم يدهب لالقاء خطبه في جامع ------اما كنيسة مار يوسف أصبحت معبدا للكل مسيحيين ويهود وايزديين ومسلمين---------المساواة كانت شعار وه
حسين العبادى
سابقا حين نسمع ونشاهد الصحاف وهو يصرح بان القوات الامركيه لم تدخل بغداد ونحن نراها فوق جسر الجمهوريه نتعجب من ذلك اما الان فكل المسؤولين تخرجوا من مدرسة الصحاف
د عادل على
المسيحيون هم العراقيون الأصلييون لانهم كانوا من المستقرين في بلاد الرافدين ونحن المهاجرين من شبه الجزيرة العربيه جئنا من الصجراء جباعى وعطاشى وهم استضيفونا وعلمونا النوم على فراش النوم وعلمونا الطبخ وعلى اداب المعاشرة-المسيحيون مثل نبيهم عيسى لا ينتق