TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > عمر الشريف: لا أُفكّر إلاّ باللحظة التي أعيشها

عمر الشريف: لا أُفكّر إلاّ باللحظة التي أعيشها

نشر في: 15 يوليو, 2015: 12:01 ص

النجم المصري الذي توفي في الاسبوع الماضي كان يتمتع بالدماثة والخلق الطيب، ولهذا كان محبوباً من قبل الجميع، كما كتبت اغنس بواريه.ومضت في مقالتها تتحدث عن قامته الطويلة، ورشاقته وشعره الابيض المتجعد، وكان يرتدي معطفا من الكشمير البني، وسار من أمامي، وه

النجم المصري الذي توفي في الاسبوع الماضي كان يتمتع بالدماثة والخلق الطيب، ولهذا كان محبوباً من قبل الجميع، كما كتبت اغنس بواريه.
ومضت في مقالتها تتحدث عن قامته الطويلة، ورشاقته وشعره الابيض المتجعد، وكان يرتدي معطفا من الكشمير البني، وسار من أمامي، وهو يتهيأ للصعود الى القطار المتوجه نحو باريس، وتخيلته حاضراً في قطار الشرق السريع. وعندما صعد الى القطار، رأيت اخيراً جانباً من وجهه، التفت متطلعاً نحوي مع ابتسامة. وبدأ قلبي يخفق بقوة، إنه عمر الشريف واننا سنسافر في قطار واحد.
وأمضيت الرحلة مفكرة في ما يعنيه عمر الشريف بالنسبة للملايين ممن يرتادون دور السينما مثلي.
وكنت آنذاك في اواخر العشرينات من عمري، وكان هو في أواخر الستينات.
ولكن الحقيقة التي تقول اننا من جيل واحد ومن عالمين مختلفين وكان ذلك يعود الى ان السينما تجمع الناس في كل مكان ومن عوالم مختلفة، ولأنني نشأت في باريس، التي تنتشر فيها دور السينما وتجمع المشاهدين بأعداد غفيرة اليها.
من شتى انحاء العالم. واعتبرت شريف بين الاصدقاء المقربين.
وعندما عرض فيلم ديفيد لين "لورنس العرب" في عام 1989 – بعد ان اضاف المخرج اليه عدداً من المشاهد التي كان قد قطعها وكنت اذهب لمشاهدته كل عصر، بعد الخروج من المدرسة. وكنت اقف في الصف المنتظر للتذاكر ثمانية أيام متتالية، وقد سحرني بيتر اوتول وكذلك انطوني كوين واليك غونيس، اما عمر الشريف فقد جعلني افقد كل اسلحتي امامه.
كان هناك – رجل غير متكلف ومع ذلك يمتلك كل معالم الرجولة، ومن الممكن الاقتراب منه.
كان شريف تبدو عليه الكآبة ويبدو الاقتراب منه ممكناً، فهو كان يمتلك دماثة الخلق والمشاعر.
وبعد عدة أعوام، طلب مني ناشر بريطاني تخصص في طبع كتب صغيرة عن النجوم، وسألني أي نجم سأختار؟ وقلت له شريف، ولذلك السبب أردت رؤيته مرة ثانية، وسرعان ما علمت انه يمضي الصيف في دوفيل في فندق رويال، اما الشتاء ففي شيراتون القاهرة. والربيع والخريف في باريس وكتبت رسالة طويلة اليه وسلمتها لاستعلامات الفندق، كي يرسلها اليه. ولم يرد قط ولم اكتب الكتاب.
درس عمر الشريف في مدارس خاصة، واجاد خمس لغات. وكان في الثلاثين من عمره، عندما اكتشف العالم عمر الشريف، واكتشف شريف نفسه مرة ثانية فهو قادر على تمثيل اي دور: طبيب روسي في (د. زيفاكو) وأمير هنغاري في (مايرلينغ) وضابط فاشي في "ليلة الجنرالات".
وعندما قدم ديفيد لين عمر الشريف الينا، كان في الثلاثين من العمر، واعاد شريف اكتشاف نفسه ثانية. وكان شريف يسافر باستمرار. وبعد تركه هوليوود، امضى 30 عاماً بدوياً، ينتقل من مكان الى آخر.
واهتمامه بالقمار وسباق الخيول، اصبحا الطريق لقتله – والجانب الاسود من الغربة. ولعدة اعوام بقي يكتب عموداً في البريدج في صحيفة الاوبزرفر.
وفي عام 2003 انتج ومثل فيلم "السيد إبراهيم والقرآن"، وهو فيلم فرنسي من إخراج فرانسواز دوبيرون. ولعب دور صاحب دكان تركي يصادق مراهقاً يهودياً. واندفع الجمهور الفرنسي لرؤيته، وخرج هو من عزلته ونال عدداً من جوائز الفيلم.
وفي أعوامه الاخيرة، بدأ يختار بعناية وقال للتايمز: "لقد قررت، انني في حاجة للاحتفاظ ببعض كرامتي، ومنزلتي عندما أتقدم في السن".
وقال ايضاً: "إن فلسفتي في الحياة، ان اعيش كل لحظة بكثافة، وكأنها ستكون اللحظة الاخيرة. وانا لا افكر في ما فعلت من قبل او ما سأفعله بعدئذ، افكر بما افعله اليوم".
 عن: الاوبزرفر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram