عمر الشريف، الممثل الذي فارق الحياة وهو في الثالثة والثمانين من عمره، تقدم الى الشاشة العالمية، في لحظة دخول دراماتيكية في تأريخ السينما. إذ كان هناك مشهد في فيلم "لورنس العرب"، 1962 حيث يتعرف بيتر اوتول عليه للمرة الاولى وهو يؤدي دور الشريف علي في د

عمر الشريف، الممثل الذي فارق الحياة وهو في الثالثة والثمانين من عمره، تقدم الى الشاشة العالمية، في لحظة دخول دراماتيكية في تأريخ السينما. إذ كان هناك مشهد في فيلم "لورنس العرب"، 1962 حيث يتعرف بيتر اوتول عليه للمرة الاولى وهو يؤدي دور الشريف علي في دور القائد العربي.

وقد حقق الفيلم نجاحاً كبيراً ومضى نحو النجومية، في افلام ذات ميزانيات ضخمة في خلال الستينات من القرن الماضي ، ومن ابرزها "د.. زيفاكو" (1965) و"الفتاة المرحة" (1968)، واصبح واحداً من النجوم الذين تخفق من اجلهم القلوب، اي انه واصل السير على درب رودولف خالنتيو.
ولكن الامور لم تدم، إذ أن شريف مهووس بما حقق، بدأ يوافق على أي دور يطرح عليه، وذلك من اجل تسديد الديون التي تراكمت عليه بسبب إدمانه القمار والعيش مثل (شاب عابث).
وقد بدأ عمر الشريف العمل في السينما المصرية بعد تخرجه من الجامعة، والتقى صدفة بالمخرج يوسف شاهين الذي منحه دوراً في فيلم "صراع في الوادي" عام 1954، وكانت بطلته فاتن حمامة التي تأثرت به، واصبحت في نفس العام زوجته، وغيّر عمر الشريف دينه الى الاسلام، ودام الزواج 20 سنة، وكان للزوجين طفل واحد هو طارق، الذي ظهر بدور قصير في فيلم "الدكتور زيفاكو"، مؤدياً دور زيفاكو في طفولته.
واشتهر عمر الشريف في مصر نجماً سينمائياً، كما ظهر في فيلم فرنسي بعنوان "غوها" (1958)، وجذب اليه جمهوراً كبيراً.
ولكن اختياره من قبل المنتج سام سبيغيل والمخرج ديفيد لين، لدور الشريف علي، إزاء بيتر اوتوول بدور لورنس. واصبح الاثنان صديقين في تلك المرحلة.
ولانه يتحدث الانكليزية والفرنسية بطلاقة تامة، كان يعمل باستمرار، ومثل دور رجل دين اسباني، "الحصان الشاحب" 1964)، ثم "جنكيزخان" في عام 1965، ثم شارك في فيلم يوغسلافي بعنوان "الرولز رويس الصفراء" ثم بعدها فترة وجيزة مثل دوراً في فيلم "ليلة الجزالوت" (1967) وصبغ شعره باللون الاشقر.
ولكن دور البطل الروسي في فيلم "الدكتور زيفاكو" حقق له مكاناً ثابتاً في تأريخ السينما.
واعترف شريف بنفسه، انه تخيل نفسه يحب سترايسند، وكذلك كان الأمر مع أخاغارديز، الذي مثل معها في فيلم (مايرلينيك) (1968) ، واضاف الى الدور شيئاً من التوتر، وقامت أخاغارديز بدور والدته سترايسند.
ولم يكن فيلم "مايرلينك" ناجحاً او مميزاً ولكنه كان افضل من فيلم "شي" (1969) ، الفيلم البائس الذي انتجته هوليوود عن حياة شي غيفارا، وادى دور كاسترو جاك بالانس.
"الوادي الاخير" (1970) ، "الفرسان" عام (1971) و"اللصوص" (1971) وقف شريف في مواجهة جان بول بيهوندو، الاول في شباك التذاكر الاوروبية ولكن كانت هناك نقاط اكثر لمعاناً ، ففي عام 1975 ، مثّل الجزء الثاني من "المرأة المرحة" وفي تلك المرحلة، كان شريف مشغولاً بلعبة البريدج وليس بالتمثيل، وتحول الى لاعب عالمي.
وكان ايضاً مقامراً ، وكان وجوده في كازينوهات باريس امراً عاديا، او اماكن اخرى، وفي حلبات السباق في دوفيل، وقد بدأ يصبح في الدرجة الاولى من المدمنين على الشراب، إضافة الى التدخين المتواصل، (50 سيكارة في اليوم)، حتى اجريت له عملية في القلب في عام 1993، وكلفته مبلغاً كبيراً من المال.
وبدأ ينتقل من دور صغير الى اصغر، ثم الى افلام للتلفزيون، او مسلسلات صغيرة، كما قال لأحد الصحفيين في عام 2003، "منذ 25 عاماً وانا اعمل في افلام تافهة". .
ولكنه عاد الى الحقيقة وبدأ التمثيل بشكل جاد، وادى دوراً بارزاً في فيلم فرنسي (2003)، في فيلم "مسيو ابراهيم"، حيث جسد دور شخصية تركية مسلمة، له محل، وكانت النتيجة فوزه بجائزة "السيزار" التي تعادل في فرنسا الاوسكار.
وفي عام 2006، اعلن انه قد ترك القمار وحتى البريدج في سبيل حياة اسرية، وانه شبه متقاعد عن الشاشة وفي العام الماضي تسلم ميدالية من اليونسكو بمشاركته في السينما العالمية، وبقيت سمعة شريف نظيفة.
"عمر الشريف ، ممثل ، ولد في 10/ نيسان 1932 وتوفي في 10 تموز عام 2015.

 عن: الديلي تليغراف