يبدو أن إرهاصات مسيرة الدوري ومشهد الختام واختيار مدرب منتخبنا الوطني وما رافقها من معرقلات في البحث عن مَن تتوفر فيه شروط القرار على كفاءته وامكانية قيادته للمنتخب من داخل الحدود قد سحب اهتمام وانتباه الاتحاد عن المنتخب الأولمبي الذي تنظره استحقاقات غاية في الأهمية لا تقل من حيث صعوبتها عن استحقاق المنتخب الأول.
مَن ينظر الى منتخبنا الأولمبي سيجد ان هناك اشارات غير واضحة مع قلق مشروع بمسيرته القادمة بعد أن غيب عن المشهد الكروي وتم ركنه في زاوية النسيان من دون أن نجد تحركاً فعلياً باتجاه البدء بالتحضيرات العملية ومناقشة الملاك التدريبي بالمنهاج المعد بما يلائم المرحلة التالية من اجل النهوض بمستواه ليكون منافساً حقيقياً لمنتخبات شرسة تطمح في نيل التأهل الى نهائيات دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو 2016.
رحلة ابناء يحيى علوان في التصفيات التمهيدية لم تكن مفروشة بالورود ، بل كشفت عن وجود ضعف واضح في بعض خطوطه وخاصة الدفاعية كادت تكلفنا الكثير وخاصة في آخر مباراة له امام المنتخب الأولمبي العُماني وهو ما يتطلب البحث عن عناصر جديدة قادرة على إعادة القوة والتوازن في الأداء العام من خلال ضمان الوقت بالتكيف والتجانس مع بقية اللاعبين وهي مهمة تتطلب استغلال المدة المتبقية بالشكل الأمثل من دون تلكؤ أو إهدار مساحة الزمن المتاحة حالياً.
المشهد الحالي يحمل بعض التعقيدات حينما تشابكت الرؤيا في اختيار اللاعبين فرضت معها ترحيل بعض العناصر المهمة والمؤثرة من منتخب الشباب الى الوطني حين شهد الأخير فراغاً كبيراً لبعض خطوطه مما ترك ثغرة في صفوف الأولمبي هو بحاجة اليها بعد خزين الخبرة التي اكتسبتها بعد خوضها تجارب دولية على قدر كبير من القوة والندية من خلال مشاركتهم في نهائيات كأس العالم للشباب في تركيا كانت يمكن ان تشكل دعامة رئيسة في خوض التصفيات الأخيرة المؤهلة للنهائيات الأولمبية التي ستقام في قطر كانون الثاني 2016 الأمر الذي يتطلب دراسة دقيقة بحضور الملاكين الفنيين للأولمبي والوطني للوقوف على امكانية فك التشابك بين المنتخبين وفق مبدأ الحاجة والتفاضل وأهمية تواجد كل لاعب وبديله وتأثيره الفعلي على تماسك أداء كل منتخب.
إن على اتحاد الكرة التحرك سريعاً لحسم ملف الأولمبي من دون تأخير وتشذيب كل العوائق التي يمكن ان تسبب ارباكاً في مسيرته باتجاه تحقيق حلم التأهل الى الاولمبياد القادم، بل والذهاب بعيداً من خلال تكرار انجاز ابناء عدنان حمد في اولمبياد اثينا 2004 وربما من المهم ان يكون الاستعداد الجدي واستغلال المشاركة في بطولة غرب آسيا الأولى تحت 23 عاماً للمنتخبات الأولمبية التي ستقام في قطر للفترة من 30 أيلول ولغاية 14 تشرين الاول المقبلين بمثابة فرصة كبيرة للملاك التدريبي قبل الدخول في التصفيات النهائية للوقوف جدياً على صورة الفريق بكل تفاصيله الفنية والبدنية ومدى قدرته على المنافسة مع منتخبات استعدت بشكل كبير ويمكن ان تكون عائقاً صعباً في اقتناصنا فرصة التأهل.
بإختصار.. إن امام الكابتن يحيى علوان ولاعبيه مسؤولية تاريخية بتحقيق طموح الجماهير الكروية بالتأهل الى الاولمبياد القادم وضمان خلق جيل جديد يكون قادراً على حمل امانة المنتخب الوطني في المستقبل القريب وخاصة ان هناك اكثر من لاعب على ابواب الاعتزال أو عدم قدرته على تقديم العطاء المطلوب بحكم التقدم في العمر، وتلك الحقيقية لابد ان تكون حاضرة كذلك في أذهان المعنيين بالأمر لتحفيزهم أكثر باتجاه زيادة الدعم والاهتمام وفق خطوات مدروسة يكون فيها الاختيار والاستعداد والوقت هي مفاتيح النجاح نحو شواطىء ريو دي جانيرو الساحرة.
الأولمبي المغيّب
[post-views]
نشر في: 14 يوليو, 2015: 09:01 م