عبدالله السكوتييـروى ان القـطـة قالت للفأرة حين رأتها تقع من سطح الدار (اسم الله) فقالت الفأرة : (اذا سلمتُ منك فأنا بخير الله ) . واصول هذه الحكاية ذكرها ابن الجوزي بقوله : يدك عني وأنا في عافية واصله فيما يتكلم به الناس على السنة الحيوانات،
ان فأرة سقطت من السقف فطفرت الهرّة تحملها وهي تقول ( اسم الله عليك) فقالت الفأرة ( يدك عني وأنا في عافية ) جاء ذلك في شوارد الأمثال . الأقوياء كثيرون وهم يحيطون بالعراق وكلما حدثت كارثة في هذا البلد ينبري هؤلاء ليقولوا (اصملّله) ولسان حال العراق يقول : ( ارفعوا ايديكم عني وانا في عافية) ، لم يكد حرس الحدود في الأنبار الامساك بـ 19 متسللاً حتى اصبح صباح الاربعاء الماضي على الأنبار بتفجيرين اوديا بحياة الكثيرين واصابا الكثيرين بجروح خطرة ومنهم محافظ الأنبار قاسم محمد الفهداوي ولا ندري الى أي الاطراف والجهات ندير وجوهنا حين نعير اهتمامنا قليلا للجنوب نُفاجأ بتفجيرات من جهة الغرب وحين نهتم بالغرب ونحسب الحسابات والخطط الامنية المحكمة تبدأ الخروقات في الموصل او في ديالى وهكذا هو الحال ، المضحك في الأمر ان الدول المحيطة هي اول المستنكرين للأعمال الاجرامية والتفجيرات الظالمة التي يتعرض لها الشعب العراقي الاعزل ، لقد شبعنا موتا ودُمّرت بلادنا ونحن ندوّل ونشتكي ونصيح الى السماء عندها ينبري لنا بخفة ولامبالاة من الاطراف المحيطة من يسمّي علينا ويبعد عنّا الشياطين من اثر السقطات المتكررة فأي شياطين يقومون بابعادها اذا كانوا هم من يقوم بإرسالها لتعبث بأمن العراقيين وأمانهم. هل نبقى ننتظر رحمة الأقوياء ام نشد الساعد على الساعد لننقذ بلادنا من براثن من يحيط بنا ، كل الشعوب بالعالم تعرضت للامتحانات المتكررة فقاتلت واتحدت ورست على برّ الأمان ولكننا بقينا نحابي هذا الطرف وذاك الطرف ونسينا اننا شعب واحد ، في بداية الامر يجب ان نوحّد كلمتنا تجاه أي من دول الجوار ولا نفرّق بين دولة واخرى هاجسنا في ذلك حفظ العراق من الشرور ولا نقتصر على الاناشيد التي تلهب حماسنا لفترة ثم تختفي، لندع الخلافات الآن جانباً ونوجّه جل اهتمامنا الى الحدود فكلّ الشرور آتية من هناك ، لنحمي اسوار بلدنا العريق ولا يمكن ان نكون جيل ضياع الحضارة وانكسارها امام اللقطاء. لنضع كل حرف في محله لتستقم الكلمة ونترك موالاة هذه الدول الى موالاة وطننا فهنالك من يسعى جاهداً لتقطيع اوصالنا هل نكون مثل (خرفان العيد) نضع رقابنا تحت شفرة الجزار بهدوء واستسلام أم نلجأ الى ان نعطي كلّ واحد (طينته بخدّه) وعندها نكون قد شهّرنا بالأسماء وخرجنا عن المهنية ، دعوا الدول المحيطة وانسوا ولاءاتكم ايها الأخوة فهي فتنة ويجب علينا فيها ان نسمع صوت ضمائرنا و نستيقظ من نومتنا القديمة ، فالعدو يحيط بنا من كل جانب وهناك حملة اعلامية شديدة تجيز موتنا وقتلنا وتشريدنا هل يمكن ان يكون الجرح يسكنه الذي هو آلم ، لننتظر تفجيرات اخرى تلهينا عن تفجيرات الامس ام انها مادة جيدة للمطاولة وحصد الاصوات وتسقيط البعض امام الاخفاقات الامنية المتكررة ، مجالس العزاء ورائحة الموت أزكمت انوفنا وسنبقى احياء فقط بالأجساد ، سوف تموت ارواحنا لنبقى كالأخشاب الواقفة ، تهزها الريح وهي تنحني تارةً وتارةً تقف مرغمة على آلامها وجراحها وخوفها من المجهول الذي يأتي في أي حين ولا نريد من احد ان يكرر علينا قول (اسم الله) ، لنخلص منهم اولاً والله رحيم بعباده.
هواء في شبك: ( خلْ أخلص منج آني خلصان من ....!)
نشر في: 2 يناير, 2010: 10:55 م