على مدى خمسة عقود او أكثر، لم يصدف ان فرحت دول العالم او ارتاحت لاتفاق كالذي أبرم، اول امس، بين ايران والغرب حول المعضلة النووية. للأمانة هناك دولة او دولتان لم تخفيا حزنهما والأسباب لا تحتاج الى حديث. انهما تذكراني بنائبتين عراقيتين لا يعجبهما العجب. يسعدهما التناحر ويؤلمهما الوئام. لو كان ظريف، الظريف حقا، عندنا لقالتا عنه انه "انبطاحي" لأن عقليهما يعتبران كل من يبعد الشر عن شعبه منبطحا. الشيعة عندهما خلقوا للفقر والذبح، وكل من يسعى لحمايتهم وسعادتهم فهو منبطح.
انهالت التشكرات والتهاني من كل صوب. وزير خارجية أمريكا يعرب عن احترامه العلني للرئيس روحاني وللوزير ظريف. اطنب في مدح الأخير وكان يستحق. هكذا يجب ان يكون وزير الخارجية والا فلا. ويا حسرتي عليك يا عراق.
شيء واحد حزّ في نفسي وهو اني لم اجد في كل برقيات الدول المهنئة جملة او كلمة واحدة تشكر الشعب الإيراني. انه صاحب الفضل الأول في إنجاح المفاوضات. قد تسألوني شلون؟
الحقيقة الناصعة هي ان الرئيس روحاني في اول تسنمه الرئاسة أعلن بانه مستعد للتفاوض مع أمريكا. عكس ما كان يفعله احمدي نجاد الذي جر على بلده اشد أنواع العقوبات والمصائب والكوارث الاقتصادية والاجتماعية. فمن هو الذي اتى بروحاني لينقذه من كوارث سلفه؟ أليس الشعب الإيراني العظيم؟ وأقول عظيم لأنه عرف كيف يختار من يحقق له مصالحه. والشعوب العظيمة تعرف بحسن اختيارها لمن يحكمها.
تذكروا انكم "كيفما تكونوا يولَّ عليكم". هذا يعني ان وجدتم حاكما منتخبا غبيا فاعلموا ان الذين انتخبوه اغبياء. وهكذا الطائفي ينتخبه الطائفيون والأمي ينتخبه الأميون والمتخلف يأتينا به المتخلفون.
سلاما يا شعب إيران فإنك حقا تستحق الحياة والمجد. ووالله إني من كل قلبي اغبطك على نعمة عقلك. لقد اثبتم أيها الإيرانيون انكم امة تستحق الحياة لأنها تمجد السلم وتسعى اليه. فزتم وابهرتم العالم بفوزكم لأنكم لم تنتخبوا من يعتبر المسالم الساعي الى تحقيق السلم الأهلي "منبطحا".
لقد راجعتم انفسكم، حتما، ووجدتم ان شعار "كلا .. كلا امريكا" لم يجلب لأهله غير الويلات فانتخبتم من قال "نعم للمفاوضات مع أمريكا". انكم بهذا انقذتم بلدكم من الدمار وحميتم اجيالا من الموت الأرعن غير المبرر. كل هذا واميركا لم تخلصكم من طاغية ولم تنفعكم كما نفعتنا بل هناك شواهد كثيرة انها آذتكم. يا ليتنا كنا مثلكم فنفوز فوزاً عظيما.
سلاما يا شعب إيران
[post-views]
نشر في: 15 يوليو, 2015: 06:01 م
جميع التعليقات 1
ابو اثير
الشعب الأيراني الواعي يعرف كيف يختار رؤساؤه الذين يقودونه نحو شاطيء ألأمان والرفاهية أما الشعب العراقي فيختار الرؤساء الذين يوفرون له الشعائر الدينية التي تعودوا عليها وأصبحت شغلهم الشاغل والوحيد وتركوا المستقبل والرفاهية لأجيالهم القادمة التي ستلعنهم الى