في نسخة العراق الديمقراطية ، يحق لرجل الامن اختراق الدستور وخاصة المواد المتعلقة بالحريات الشخصية ، السلوك الفردي لا يعبر بالضرورة عن توجه عام للمؤسسة العسكرية ممثلة بقوى الامن الداخلي المسؤولة بشكل مباشر عن حماية أمن الاشخاص وممتلكاتهم ، بمحاربة الجريمة المنظمة ، وملاحقة الخارجين على القانون .
الدستور العراقي احتوى على ألغام بحسب تصريحات من شارك في كتابته وجعله موضع خلاف ازلي بين القوى العاملة في الساحة السياسية العراقية ، تضمن العديد من المواد المتعلقة بحماية الحريات ، بدءا من حرية التعبير وانتهاء بحق التظاهر ، لم يحدد للاشخاص اسلوب ممارسة حياتهم الشخصية ، لاتوجد مادة في الدستور تحرم تناول الجرّي والكمبري ، والاستماع الى اغاني الراحل سعدي الحلي ، وبنات الريف ، دستور العراقيين الملغوم بفقرات موضع الخلاف يحتاج الى سقف زمني طويل لتعديله ، ثم وضعه على المسار الصحيح بجعل الحصان امام العربة " سيري وعين الله ترعاك" .
في كل دول العالم ذات الانظمة الديمقراطية السلطة التنفيذية مسؤولة عن برامج تحقيق التنمية ، واحترام حقوق الانسان ، وحماية الحريات ، اي خلل في هذه المعادلة قد يعرض الحكومة الى سحب الثقة وربما اجراء انتخابات مبكرة ، استجابة للارادة الشعبية المحترمة من كل القوى السياسية ، في العراق وبفضل اداء النخب السياسية ، ابتعد الحصان عن العربة ووقف خلفها بمسافة اكثر من كيلو متر ، عسى بتطبيق وثيقة الاصلاح السياسي ، تتقلص المسافة ، ليسمع العراقيون اغنية الراحل فهد بلان "ركبنا على الحصان نتفسح سوا " في اشارة الى تحسين الاداء السياسي ، فضلا عن بلورة مواقف موحدة لتوطيد الديمقراطية "العرجاء" على حد وصف نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي .
في الاسبوع الماضي اصدرت حكومة كربلاء قراراً يقضي بمنع سير الدراجات النارية في احياء المدينة على خلفية تسجيل حوادث سرقة محتويات سيارات في ساعات متأخرة من الليل ، وعزا مسؤول محلي اسباب اتخاذ القرار ، الى بروز ظاهرة تعاطي المخدرات في المحافظة في تصريح ادلى به لاذاعة دولية ، التصريح اعاد لاذهان الجيل السابق من العراقيين استذكار برنامج الشرطة في خدمة الشعب ، يقدم عبر التلفزيون الرسمي بالاسود والابيض ، كان مقدم البرنامج ضابط شرطة يحرص على تقديم المعادل الصوري مع بث اخبار نشاط عناصر قوى الامن الداخلي فيعلق :" حضرات الإخوة المشاهدين شوفوا اخوانك رجال الشرطة يعتقلون مجموعة من اخوانكم اثناء تعاطيهم المخدرات ، بقرب محطة سكك جكوك ، ويتصفحون مجلات اباحية "
وينهي مقدم البرنامج الفقرة بالتحذير من تعاطي المخدرات ، لانها آفة تهدد المجتمعات ، فيدعو المخلصين من ابناء الوطن الى الإخبار عن الاشخاص مروجي ومتعاطي المخدرات لانقاذ المجتمع من ممارساتهم ، في ذلك الوقت لم يعرف العراقيون الديمقراطية، لكن بمرور الزمن تعرفوا على عشرات الآفات والطناطلة تستخدم الدستور بطريقة ديمقراطية سرمهر للاطاحة بالمفرد المختوم ، وعرق هبهب اجلكم الله ، سيري وعين الله ترعاك ياعربانة العملية السياسية.
ديمقراطية سرمهر
[post-views]
نشر في: 21 يوليو, 2015: 09:01 م