من الآن فصاعداً يتعيّن على حكومتنا السنية وبابنا العالي أن يكفّا عن تنظيم المؤتمرات والاجتماعات والندوات الهادفة لتشجيع الاستثمار، وبخاصة الأجنبي، بل أيضاً أن يحلّا هيئة الاستثمار الاتحادية وهيئات الاستثمار في المحافظات.
النازحون المتروكون لمصيرهم التعس وحظهم النحس ومتطوعو الحشد الشعبي الذين لا يجدون، وهم في ميادين المواجهة مع داعش، الأسلحة والذخائر الكافية ويتأخر دفع رواتبهم، هم أولى بإنفاق الأموال الطائلة المرصودة للدعاية الاستثمارية وللجهاز البيروقراطي لهيئات الاستثمار، ذلك أننا من الآن فصاعداً يتوجب أن نقرأ الفاتحة ترحماً على الاستثمار الذي لا يمكن أن تعود إليه الحياة بعد هذا الذي جرى منذ ليلتين أو ثلاثاً في فنادق ونوادي الدرجة الأولى في العاصمة بغداد.
أي كلام عن الاستثمار وحاجتنا الماسة إليه وأهميته في إعادة بناء البلاد ووضعها على سكة التنمية، لا معنى له ولا قيمة، بل هو لغو فارغ، فرأس المال جبان لا يمكن له أن يعيش وينشط إلا في ظروف الأمن والاستقرار. وما حدث في فنادق ونوادي الدرجة الأولى في بغداد يقدّم رسالة قوية على أن العراق أبعد ما يكون عن الأمن والاستقرار الآن وفي المستقبل.
وما حدث منذ ليلتين أو ثلاثة هو أن وحدات أمنية اقتحمت من دون سابق إنذار هذه الفنادق والنوادي المرخّص رسمياً لها بالعمل وتقديم الأكل والشراب، بما فيه الخمور، وأساءت معاملة الزبائن وطواقم الفنادق والنوادي وحطّمت المعدّات والأثاث، على نحو مثير للاستغراب والاستفزاز، حتى أن البعض تساءل عبر مواقع التواصل الاجتماعي كيف لا تبلي هذه الوحدات البلاء "الحسن" نفسه مع عصابات الإرهاب والجريمة المنظمة!
ترى ما ضرّ لو أن هذه الوحدات، لو كان لها بعض الحق في ما فعلت، قد طلبت إلى الناس الذين كانوا يحتفلون بالعيد، مغادرة المكان بهدوء من دون إساءة معاملة الناس على هذا النحو المتعارض مع أحكام الدستور ومع شرائع حقوق الإنسان الدولية؟ .. ما ضرّ لو تصرفت بلياقة وكياسة وأدب وطلبت بهدوء من أصحاب النوادي والمطاعم أن يُغلقوا مطاعمهم ونواديهم من غير شوشرة ومن دون التجاوز على القانون، إن كان لها حق بمقتضى القانون في ما فعلت؟ وما ضرّ لو ان هذه الوحدات قد استثمرت كل هذه الطاقة الجسمانية التي تتمتع بها في مطاردة عناصر الإرهاب والجريمة المنظمة التي تعيث في مدننا فساداً وقتلاً من دون ردع فعّال تحت سمع وبصر هذه القوات وقادتها ووزرائها؟
ثمة سؤال كبير: ما سرّ عداوة قوات الداخلية وسواها مع النوادي الاجتماعية الترفيهية من الدرجة الأولى كفندق فلسطين ونادي اتحاد الأدباء وسواهما، فيما تترك الحبل على الغارب للمواخير ومحال السمسرة وعلب الليل الرديئة في مستواها ومستوى روّادها ومُلّاكها، المنتشرة في شواع أبو نواس والسعدون والواثق وغيرها، وهي التي تعمل زوراً وبهتاناً تحت مسمّيات الإعلام الديمقراطي والصحافة الحرة وسواهما بتسهيلات مدفوعة الثمن واعتماد غير قانوني من إحدى النقابات التي تحظى بكل الدلال والرفاهية من الحكومة ووزاراتها؟
وداعاً للاستثمار .. أهلاً بالمواخير!
[post-views]
نشر في: 21 يوليو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 3
ابو سجاد
ماهو استغرابك ياسيد عدنان القوانين للزمرة الحاكمة تقول الغناء حرام الفرح حرام والخمر رجس من الشيطان حرام وهذا هو الموجود من تقبل الامر فاهلا وسهلا به ومن لم يتقبله سينال منا ملا يرضاه فهؤلاء امرهم واضح كامر الدعواعش يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر
خليلو...
انتم كالضفدع الذي ملئ فمه بالماء فلا يستطيع الكلام .وكالناس الذين لم يستطيعوا ان يقولوا أن الإمبراطور عارمن ملبس وانما يبدون إعجابهم بما يلبس إلا الطفل الذي اظهر حقيقة عريه لا انكر عليكم ذلك الحق .امس علقت على مقالك فلم ينشره آصحابك لآنني لمحت الى من يضع
خليلو...
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم. ولا سراة إذا جهالهم سادوا. تهدا الأمور بأهل الرأي ما صلحت فإن تولت فبالأشرار تنقاد أنظر كيف شاعت الفوضى وكيف أ